حديثُ علي بن أبي طالب في التنفُّل العصر
ـ[الحمادي]ــــــــ[19 - 03 - 03, 06:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
فقد سبقت مناقشةٌ حول حكم التنفل بعد العصر، وأدلى بعض الإخوة برأيهم، وذكرت في مشاركتي أني قد جمعتُ شيئاً في هذه المسألة
لابأس به - خاصةً في نقد بعض الأحاديث، كحديث عليٍ رضي الله عنه -فاقترح الأخ الكريم (أبو عبد العزيز السني) أن أشارك بإخراج هذا البحث.
وقد كان البحثُ غيرَ لائقٍ بأن يُخرَج، فرتَّبته وحرصتُ على استيفاء الكلام فيه قدرَ المستطاع.
وأضفت إلى ذلك الكلامَ عن حديث عليٍ الآخر:
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في إثر كل صلاةٍ ركعتين
إلا الصبح والعصر).
وقد سلكتُ في عَرْضِ الاختلافات - كعادتي - طريقةَ تحرير الاختلافات الدنيا ثم ما فوقها.
آمل من الإخوة الأفاضل أن يبيِّنوا لي ما يرونه من ملحوظات، فليس غرضي من طرح هذا البحث أو غيره الإفادةَ فقط، بل قصدي الإفادة
والاستفادة.
أسأل تعالى أن يبارك في هذا البحث، وأن ييسر من يستكمل بقية جوانبه.
(ملحوظة: سأُثبِتُ البحثَ - إن شاء الله - بصيغة " وورد " في خزانة الأبحاث، لمن أراده، إذ هو أفضل تنسيقاً).
الحديث الأول /
حديثُ علي بن أبي طالبٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُصَلُّوا بعدَ العصر، إلا أن تُصَلُّوا والشمسُ مرتفعةٌ ".
هذا الحديث مداره على (منصور بن المعتمر السلمي) وقد اختُلف عليه وعلى أحد الرواة عنه:
فأولاً / روى هذا الحديث سفيان الثوري، واختُلف عليه على ثلاثة أوجه:
1 / فرواه عبدالرحمن بن مهدي عن الثوري عن منصور بن المعتمر
عن هلال بن يساف عن وهب بن الأجدع عن علي بن أبي
طالب.
رواه النسائي في الكبرى (1/ 485) ومن طريقه ابن حزم في
المحلى (3/ 31).
وابن خزيمة في صحيحه (1285) وابن حبان (1547)
والبيهقي في الكبرى (2/ 459).
والإمام أحمد في مسنده (2/ 322 " 1073") ومن طريقه
الضياء (764).
وأبو يعلى في مسنده (411) والشافعي في الأم (7/ 166)
والفاكهي في أخبار مكة (515).
من طرقٍ عن عبدالرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري به.
2 / ورواه إسحاق بن يوسف الأزرق عن الثوري عن أبي إسحاق
السبيعي عن عاصم بن ضمرة عن عليٍ.
أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1286) والإمام أحمد في
مسنده (2/ 324 "1076") والدارقطنيفي العلل (4/ 148)
من طرقٍ عن إسحاق الأزرق عن الثوري به.
قال الدارقطني بعد ذكره لطريق إسحاق هذه: " ولم يُتابَعْ
عليه ".
3 / رواه أبو داود الحفري عن الثوري عن منصور عن سالم بن أبي
الجعد عن وهب بن الأجدع عن علي بن أبي طالب.
وقد أشار إلى هذه الطريق الدارقطني في العلل (4/ 148).
والوجه الأول هو الصحيح، فإن عبدالرحمن بن مهدي من أثبت الناس في الثوري.
وأما الوجهان الثاني والثالث فهما خطاٌ، حيث تفرَّد إسحاق الأزرق بالوجه الثاني.
وإسحاق ثقة، إلا أنه كثير الخطأ عن سفيان الثوري كما قال الإمام أحمد (العلل 2/ 34 - ).
وتفرَّد أبو داود الحَفَري بالوجه الثالث، وهو ثقةٌ، تَكَلَّم في حديثه عن الثوري يحيى بنُ معين؛ كما في (شرح العلل 2/ 544).
ولذلك قال الدارقطني في العلل (4/ 148): " والصحيح حديثُ منصورٍ عن هلال بن يساف ".
كما نصَّ "رحمه الله " على وهم أبي داود الحفري في ذكر سالم بن أبي الجعد، وعلى أن إسحاق الأزرق لم يتابَعْ على روايته.
ثانياً / روى هذا الحديث منصور بن المعتمر، واختُلف عليه:
1 / فرواه شريك بن عبد الله عن منصور عن سالم بن أبي الجعد
عن وهب بن الأجدع عن علي.
ذكر هذا الوجه الدارقطني في العلل (4/ 147).
وتابع شريكاً على ذلك الثوريُّ فيما رواه عنه أبوداود الحفري
(وهو خطأٌ كما سبق).
2 / وروي عن منصور عن هلال بن يساف عن وهب عن علي.
وقد رواه عن منصور على هذا الوجه جماعةٌ من الثقات
الحفاظ، ومنهم:
(سفيان الثوري) في الوجه الثابت عنه، وقد سبق تخريجه.
(شعبة بن الحجاج) وأخرج حديثه أبو داود في سننه (1274)
والنسائي في الكبرى (1/ 485)
وابن الجارود (281) وابن خزيمة في
صحيحه (1485) وابن حبان (1547)
¥