الناحية الأولى: أنه في قد سرد في كتابه ((العلل)) أحاديث كثيرة من روايته عن أبيه ولم يعلها بالإنقطاع بل أعلها بعلل أخرى.
انظر مثلاً في (5/ 284 ــ 308).
الناحية الثانية: أن الإمام الدارقطني قد صرح في كتبه بصحتها واتصالها.
أما تصريحه بصحتها ففي ((سننه)) (1/ 145) برقم (44) و (45) و (46).
وأما تصريحه باتصالها ففي ((العلل)) (5/ 290) برقم (861) وبرقم (892).
4 ــ شيخ الإسلام ابن تيمية ــ كما في ((مجموع الفتاوى)) (6/ 404) ــ، حيث قال:
[ويقال: إن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه، لكن هو عالم بحال أبيه متلق لآثاره من أكابر أصحاب أبيه، وهذه حال كتكررة من عبد الله رضي الله عنه، فتكون مشهورة عند أصحابه فيكثر المتحدث بها،
ولم يكن في أصحاب عبد الله من يتهم عليه حتى يخاف أن يكون هو الواسطة، فلها صار الناس يحتجون برواية ابنه عنه وإن قيل: إنه لم يسمع من أبيه.]
5 ــ الحافظ ابن رجب الحنبلي في ((فتح الباري)) له (6/ 14) قال:
[أبو عبيدة لم يسمع من أبيه، لكن رواياته عنه أخذها عن أهل أبيه، فهي صحيحة عندهم].
6 ــ الشيخ المحدث محمد عمرو عبد اللطيف في كتابه ((تبييض الصحيفة)) (ص 62) قال:
[فإن أبا عبيدة يروي عن جماعة من الصحابة وعن كبار أصحاب أبيه، والغالب على أصحاب ابن مسعود الثقة والأمانة].
7 ــ الشيخ المحدث عبد الله السعد فله كلام نفيس في شريط ((منهج تعلم علم الحديث)) قال:
[أبو عُبَيْدة لم يسمع من أبيه ابن مسعود، ومع ذلك حديثه عن أبيه مقبول، وذلك لأن الحفاظ قد تتبعوا روايته عن أبيه فوجدوها مستقيمة، فعلموا بذلك أنّ الواسطة المُسْقَطة ثقة، لذلك إمام أهل الحديث في علم صناعة الحديث في عصره (علي بن المديني)، يحكي عنه تلميذه يعقوب بن شيبة فيقول: إن أصحابنا، علي بن المديني وغيره أدخلوا رواية أبوعبيدة عن أبيه ضمن المُسْند، أي ضمن المتصل.
كذلك الدارقطني ـ إمام أهل الحديث في عصره ـ أنه قد مَرّ عليَّ في ((السنن)) أنه قد صححها.
ونقل الحافظ بن حجر في ((النكت)) أن النسائي يصححها.
فعندما يسمع شخص هذا الإسناد فيقول لم يسمع فيَرُدَّهُ، فلا شك أنه قد أخطأ، وهذا من الاتصال المقبول، لأن الواسطة قد عُلِمَت، وإنْ كُنّا لم نعرفها بأعيانها، لكن بسبب استقامة هذه الأحاديث التي قد رواها أبو عبيدة عن أبيه].
8 ــ الشيخ المحدث سليمان العلوان سماعا منه (عبر الهاتف).
9 ــ الشيخ المحدث حاتم بن عارف الشريف سماعا منه (عبر الهاتف).
والله تعالى أعلم.
إبراهيم القرشي
بارك الله فيك
أفدتني فائدة عزيزة جداً.
فالح العجمي
قال الشيخ عبد الله السعد حفظه الله
أبو عُبَيْدة لم يسمع من أبيه ابن مسعود، ومع ذلك حديثه عن أبيه مقبول، وذلك لأن الحفاظ قد تتبعوا روايته عن أبيه فوجدوها مستقيمة، فعلموا بذلك أنّ الواسطة المُسْقَطة ثقة
طيب في نظري أنه يلزم من هذا الكلام لوازم منها
أنه أي مرسل من المراسيل لعالم معين إذا كانت مستقيمة فإنه
يحكم لها بالإتصال.
وفي نظري أن هذا الكلام فيه نظر ونوع من التساهل
والله أعلم.
خليل بن محمد
بارك الله فيك أخي فالح ونفع بك.
بالنسبة لما ذكرته ــ بارك الله فيك ــ فليس بلازم، وقد وقعت فيما وقع فيه كثير من المتأخرين والمعاصرين وهو عدم الإهتمام بالقرائن.
فأئمة السلف وأساطين هذا العلم الشريف وجهابذة هذا الفن كانوا يهتمون جداً بالقرائن، مثل إعمالهم للقرائن في مسألة " زيادة الثقة " فإنهم لا يقبلونها مطلقاً كالأصوليين بل يقبلون التي احتفت بهاالقرائن.
والقرائن الواردة في رواية أبي عبيدة عن أبيه واضحة جداً وقد ذكرتها في المقال نفسه، وهي أن أبا عبيدة قريب من أهل بيت أبيه، كذلك علمه بأحوال أبيه، وأخذه لأثار أبيه من كبار أصحاب أبيه، كذلك قبول الأئمة لروايته وحكمه لها بلإتصال كما تقدم.
وعلم الأئمة باستقامة مروياته دليل على أن الواسطة المسقطة ثقة، فليس كل مرسل بهذا الطريقة يحكم لها بالإتصال، ولكن القرائن.
قال الشيخ حاتم الشريف
¥