و زاد بسند صحيح من طريق آخر عن ابن سيرين: و إحدى و عشرين.
و أخرج أيضا (824) بسند صحيح عن ابن عون قال: كان محمد يحب أن يحتجم الرجل لسبع عشرة.
و في معرفة الرجال لابن محرز عن ابن معين و ابن المديني و غيرهما قال ابن المديني: (ليس ينبغي لأحد أن يكذب بالحديث إذا جاءه عن النبي صلى الله عليه و سلم و إن كان مرسلا، فإن جماعة كانوا يدفعون حديث الزهري قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: من احتجم يوم السبت أو يوم الأربعاء فأصابه وضح فلا يلومن إلا نفسه، فكانوا يفعلونه فبلوا.
منهم: عثمان البتي أصابه الوضح.
و منهم عبد الوارث يعني بن سعيد التنوري فأصابه الوضح.
و منهم أبو داود فأصابه الوضح
و منهم عبد الرحمن فأصابه بلاء شديد) المعرفة رقم: 628.
فائدة و تنبيه:
قال البخاري في صحيحه: (باب أي ساعة يحتجم)
قال ابن حجر في شرحه للعبارة: (و ورد في الأوقات (الأصل: الأوقاف) اللائقة بالحجامة أحاديث ليس فيها شيء على شرطه فكأنه أشار إلى أنها تصنع عند الاحتياج و لا تتقيد بوقت دون وقت لأنه ذكر الاحتجام ليلا وذكر حديث بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم وهو يقتضي كون ذلك وقع منه نهارا ... و قد ورد في تعيين الأيام للحجامة حديث لابن عمر عند ابن ماجة رفعه في أثناء حديث وفيه: فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس واحتجموا يوم الإثنين والثلاثاء واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء والجمعة والسبت والأحد. أخرجه من طريقين ضعيفين، و له طريق ثالثة ضعيفة أيضا عند الدارقطني في الأفراد، وأخرجه بسند جيد عن ابن عمر موقوفا). (الفتح 10/ 157 - 158 - السلفية)
قلت: قوله (و أخرجه بسند جيد .. ) الضمير يعود – كما هو ظاهر – إلى الدارقطني في كتابه (الأفراد)، و الأثر فيه – كما في الأطراف (3/ 435) – و فيه قول الدارقطني: (لم يروه غير عبد الله (1) بن هشام عن أبيه عن أيوب – يعني عن نافع عن ابن عمر .. ).
قلت: و أثر ابن عمر هذا أخرجه الطبري في تهذيب الآثار (843) و الحاكم (4/ 211) من نفس الطريق، و سنده واه، عبد الله بن هشام الدستوائي متروك الحديث، و بهذا أعله الذهبي في تلخيص المستدرك.
و على كلٍّ، فالأخذ بما ثبت عن الصحابة و التابعين هو الأصوب، و ذلك – إن لم يكن عن سنة نبوية رأوها أو سمعوها – لكمال عقولهم و رجحان فهومهم، و قد اتفق أهل الطب على بعض الذي ذهبوا إليه.
و أحاديث الباب متفاوتة درجاتها في الضعف، و لعل بعضها أصله الوقف، فأخطأ راويه فرفعه، كرواية سعيد بن عبد الرحمن عن سهيل، و الله أعلم.
و لعلي بإذن الله أسوق في موضع آخر جميع ما ورد في الباب مخرجا و محررا.
و كتب أبو محمد و تيمية: إبراهيم بن شريف الميلي
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[27 - 04 - 03, 12:55 م]ـ
أبو تيمية إبراهيم.
جزاك الله خيرا على هذا الجهد الطيب.
أفدت وأجدت.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[27 - 04 - 03, 06:07 م]ـ
بارك الله فيك أخي عبد الله
و قد غيرت شيئا قليلا في الملف المحمل على وين زيب
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[27 - 04 - 03, 06:45 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا تيمية الميلي
فقد زال الشك الذي كان عندي حول رواية سهيل عن أبيه عن أبي هريرة وتبين أنها لا تصح.
فقد قلت (أنا) للأخ عبدالله زقيل سابقا:
وهذين الاسنادين ظاهرهما الصحة
وتوقفت عن الجزم بالصحة للآتي:
1 - سهيل بن أبي صالح قد تكلم في روايته عن أبيه
والإمام مسلم قد أخرج له، ولكن غالبها في الشواهد والمتابعات
و قد تفرد سعيد بن عبدالرحمن عنه بهذا _ فيما وقفت عليه _ وهذا يحتاج إلى تأمل وسعيد ليس بالمتقن وتكلم في روايته عن سهيل. أ. هـ
فقد ردها الإمام أبو زرعة حسبما نقلت أنت:
قلت فحديث سهيل فحرك رأسه وقال سعيد بن عبد الرحمن عن سهيل) (السؤالات 2/ 757 - 759)
فجزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[المقرئ.]ــــــــ[10 - 07 - 04, 06:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا:
إلى الشيخ عبد الله: أحسنتم في قولكم: [وإنما حديثي منصب على ثبوت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم]
كما نقلتم: الأئمة على عدم ثبوت تحديد يوم بعينه
ومن باب المشاركة وإن لم يكن فيه جديد كتبت هذه الكلمات
أما حديث أبي هريرة فهو من رواية سعيد عن سهيل، وروايته قال عنها الساجي: يروي عن سهيل أحاديث لا يتابع عليها وقال ابن عدي: له غرائب حسان وإنما يهم في الشيء بعد الشيء فيرفع موقوفا ويصل مرسلا لا عن تعمد، وقد أفرط ابن حبان في تضعيفه بل قال إنه يروي عن الثقات أشياء موضوعة
وقد وثقه ابن معين بل قال الإمام أحمد والنسائي: ليس به بأس
ولكن من كان هذا جرحه وقد تفرد بهذه الرواية والأئمة على عدم ثبوت شيء في الباب فلا يمكن قبول روايته هذه
وقد ضعف ابن القطان الفاسي هذا الحديث، وله طريق أخرى ولكن من إسناد واه
وأما حديث ابن عباس: فقد قال عنه أبو حاتم: حديث منكر وفسر ذلك بعلة قادحة جدا وهي رواية عباد بن منصور عن عكرمة وهذه السلسة لا يخفى كلام أهل العلم فيها
وقد جاء من طريق أخرى ولكن بإسناد واه جدا
وأما مرسل الزهري فهو أصح ما في الباب وفيه من احتجم يوم السبت أو يوم الاربعاء فأصابه وضح فلا يلومن إلا نفسه
وهو وإن كان مرسلا لا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
لكن روى الخلال ما يلي:
حكي للإمام أحمد أن رجلا احتجم يوم الاربعاء واستخف بالحديث وقال ما هذا الحديث؟ فأصابه وضح، فقال أحمد: لا ينبغي لأحد أن يستخف بالحديث
ولا تخفى على لبيب فوائد ما ذكره الخلال عن الإمام أحمد
المقرئ
¥