تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والقلة المؤمنة تنتصر على الكثيرة الكافرة، (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) فقد نصر الله تعالى أصحاب طالوت وكانوا قلة على عدوهم أصحاب جالوت وهم أكثر عدداً. قال تعالى فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ) أي بنصره

وقد ينتصر المسلمون بلا سلاح كما نصر الله تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم يوم الغار بلا جيش ولا سلاح. قال تعالى (إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)

ونصر الله رسوله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه يوم بدر بالملائكة. قال تعالى (وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) 0

ونصر الله رسوله صلى الله عليه وسلم، وحزبه المؤمنين يوم الأحزاب بالريح والجنود، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً) وغير ذلك من نصر الله لجنده، وحزبه بعوامل النصر الكثيرة

والنصوص الشرعية جاءت لتبين أن المستقبل للإسلام، وأنه سوف يضرب بعطن وتمتد رقعته، ويتسع نفوذه، ويحكم أرجاء المعمورة، ويلج كل ما طلعت عليه الشمس وأظلم عليه الليل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليبلغنَّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر، ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز، أو بذل ذليل. عزاً يُعز الله به الإسلام، وذلاً يُذل الله به الكفر) رواه أحمد (16344).

وكان تميم الداري يقول: قد عرفت ذلك في أهل بيتي، لقد أصاب من أسلم منهم الخير، والشرف، والعز. ولقد أصاب من كان منهم كافراً الذل، والصغار والجزية. رواه الإمام أحمد في مسنده (4/ 103) بسند صحيح، من طريق صفوان بن مسلم، عن سليم بن عامر، عن تميم الداري رضي الله عنه

والمد الإسلامي سوف يحكم البلاد الأوربية، كما بشرت السنة النبوية بفتح روما عاصمة إيطاليا، والفتح الأخير للقسطنطينية، فقد قال عبد الله بن عمرو بن العاص بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب، إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المدينتين تفتح أولاً قسطنطينية أو رومية؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مدينة هرقل تفتح أولاً يعني قسطنطينية. أخرجه الإمام أحمد في مسنده (2/ 176) وابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 219) والدارمي في سننه (1/ 126) من طريق يحيى بن أيوب حدثني أبو قبيل قال كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص، وسئل أي المدينتين تفتح أولاً: القسطنطينية أو رومية فدعا عبد الله بصندوق له حلق، قال: فأخرج منه كتاباً، قال: فقال عبد الله: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب، إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المدينتين تفتح أولا أقسطنطينية أو رومية

وجاء في صحيح مسلم (2897) من طريق سليمان بن بلال، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق، أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة، من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا، قالت الروم، خلوا بيننا وبين الذين سَبَوْا منا نُقاتلْهم، فيقول المسلمون: لا، والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً، ويقتل ثلثهم، أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يفتنون أبداً، فيفتتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم، فيخرجون وذلك باطل، فإذا جاؤوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال، يسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فأمهم، فإذا رآه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير