تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فغدوتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرتُه فقال:

"سجدتَ أنتَ يا أبا سعيد؟ ". قلت: لا، قال: فأنتَ أحقُّ بالسجود من الشجرة، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة (ص) ثم أتى على السجدة، وقال في سجوده ما قالت الشجرة في سجودها.

قال الطبراني: (لا يُروى هذا الحديثُ عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به اليمان بن نصر).

وَ "يمان بن نصر" مجهول.

وَ "محمد بن عبد الرحمن بن عوف " ذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وابنُ فتحون في الصحابة، وقال: (ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهو أكبر ولد عبدالرحمن، وبه يكنى، وهو قليل الرواية).

وَ أما عبد الله بن سعد المزني، فقد قال ابن حجر: (ما عرفته).

ينظر / نتائج الأفكار (2/ 116) وَ الإصابة (9/ 313).

وهذا الإسناد ضعيفٌ جداً، حيث تفرَّد به يمان بن نصر عن عبدالله بن سعد عن ابن المنكدر.

وأما حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، فرواه ابن السُّنّي في عمل اليوم والليلة (775) عن عمر بن سهل عن زكريا بن يحيى بن مروان الناقد عن خليل بن عمرو عن محمد بن سلمة عن الفَزَاري عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى رضي الله عنه قال:

رأيتُ في المنام كأني جالسٌ في ظلِّ شجرةٍ ومعي دَواةٌ وقرطاس وأنا أكتب من أول (ص) حتى بلغتُ السجدةَ فَسَجَدَت الدواةُ والقرطاس والشجرة، وسمعتهن يَقُلْنَ في سجودهن: اللهم احْطُطْ بها وزراً، وأَحْرِزْ بها شكراً، وأَعْظِمْ بها أجراً.

وعُدْنَ كما كُنَّ، فلما استيقظتُ أتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته الخبر، فقال: "خيراً رأيتَ، وخيراً يكون، نمت ونامت عينك، توبةُ نبيٍّ ذكرت، تَرْقُبُ عندَها مغفرةً، ونحن نرقب ما ترقب ".

والفَزَاري هو (محمد بن عبيد الله العَرْزمي) كما ذكر الحافظ ابن حجر في النتائج (3/ 130) قال:

(وهو ضعيفٌ جداً، حتى قال الحاكم أبو أحمد: أجمعوا على تَرْكِه).

وأما حديث بكر عبد الله المزني، فقد أخرجه عبد الرزاق في المصنف

(3/ 337) عن ابن عيينة عن عاصم ابن سليمان الأحول عن بكرٍ بن عبدالله المزني أن رجلاً أتى النبيَّصلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله:

رأيتُ كأنَّ رجلاً يكتب القرآنَ، وشجرةٌ حذاءَه، فلما مَرَّ بموضع السجدة التي في (ص) سجَدَتْ، وقالت: اللهم أَحْدِثْ لي بها شكراً، وأَعْظِمْ لي بها أجراً، واحططْ بها وزراً.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " فنحن أحقُّ من الشجرة ".

وقد اختُلف في هذا الحديث على بكر بن عبدالله على أوجهٍٍ، ذكرَها الدارقطني في العلل (11/ 304 - )

وقد رجح الدارقطني رحمه الله طريق:

مسدَّد عن هشيم بن بشير عن حميد الطويل عن بكر بن عبدالله عن رجل عن أبي سعيد.

وهذه الطريق رواها البيهقي في الكبرى (2/ 320) وغيره.

وبغضِّ النظر عن الراجح من تلك الأوجه، فقد راجعتُ ما وقفتُ عليه من ألفاظها، فلم أجدْ في أيٍ منها ذكراً للدعاء، إلا في مرسل بكر المزني.

وبناءً على ما سبق، يتبيَّن أن أقوى ماوردت به الصيغة الثانية؛ حديثُ ابن عباسٍ رضي الله عنه على ما فيه من الضعف الذي سبق بيانه، وأما بقية الشواهد؛ فلا تصلح للاستشهاد، وذلك لما يلي:

أما حديث (أبي سعيدٍ وَ أبي موسى) فضعيفان جداً.

وأما مرسل بكرٍ المزني فقد اختُلف فيه، ولم تُذكر هذه الصيغة فيما وقفتُ عليه من أوجه الاختلاف التي أشار إليها الدارقطني؛ سوى طريق بكرٍ المرسلة، على أنه "رحمه الله " قد صوَّب طريق:

بكر بن عبد الله المزني عن رجلٍ عن أبي سعيدٍ، وهذه الطريق مع ضعفها؛ لم يُذكر فيها الدعاء.

ومن خلال العرض السابق، يتبيَّن لي أنه لا يثَبت دعاءٌ مخصوصٌ لسجود التلاوة، وإنما يدعو المسلمُ فيه بما يدعو به في سجود الصلاة.

قال أبو داود: " سمعت أحمد سئل عما يقول الرجل في سجود القرآن؟

قال: أما أنا فأقول: (سبحان ربي الأعلى) ".

مسائل أبي داود صـ 93

وقال ابن هانئ: " صلَّيتُ إلى جَنْبِ أبي عبد الله، فقرأَ الإمام (ألم، تنزيل السجدة) فبلغ إلى السجدة، فسجد. وسمعته يقول: سبحان ربي الأعلى كما يقول في سائر السجود ".

مسائل ابن هانئ صـ 98

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 05 - 03, 02:58 م]ـ

جهد مشكور، لا حرمك الله الأجر.

ـ[ابن معين]ــــــــ[27 - 05 - 03, 03:32 م]ـ

جهد موفق من الشيخ عبدالله، أسأل الله أن يكتب لك أجره.

وبانتظار المزيد من فوائدك.

ـ[الحمادي]ــــــــ[27 - 05 - 03, 08:05 م]ـ

الشيخان (عبدالرحمن و هشام):

جزاكما الله خيراً ...

ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[28 - 05 - 03, 10:07 ص]ـ

رجح الشيخ عبدالعزيز الطريفي البارحه .... صحة طريق (خالد الحذاء عن ابي العالية عن عائشة) دون الواسطه.

لكنه اعل الحديث بالتفرد تفرد خالد به .....

فما رأي الاخ الحمادي ... على قوة الطريق الاول فان خالد وهو امام صرح بالسماع مع وراية الاثبات عنه ... وعبارة الامام احمد ليست جازمه مع احتمال الرواية ايضا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير