[حديث " النهي عن الجلوس بين الظل والشمس "]
ـ[أبو عبد الله العتيبي]ــــــــ[29 - 05 - 03, 04:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله فهذا تخريج للحديث الذي ورد في النهي عن الجلوس بين الظل والشمس وأنه مجلس الشيطان. فأقول ومستمد العون من الله العي القدير: جاء هذا الحديث من روايات عدة هي كالتالي:
الأولى / أخرجها أحمد ح (15427) والحاكم (4/ 271) كلاهما من طريق قتادة عن كثير عن أبي عياض عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. إلا أنه في رواية الحاكم جاء تعيين الصحابي بأنه أبو هريرة وبدون قوله مجلس الشيطان. وهذه الرواية مدارها على كثير بن أبي كثير البصري مولى ابن سمرة لم يوثقه إلا العجلي فهو مجهول الحال كما قال ابن حزم وقد ذكره العقيلي في الضعفاء الكبير (4/ 3). وقال عنه ابن حجر في التقريب مقبول فمثله لا يقبل حديث إذا تفرد به إلا إذا توبع عليه.
الثانية / أخرجها أبو داود ح (4821) والبيهقي في السنن الكبرى ح (5923) وآداب ح (339). جميعاً من طريق محمد بن المنكدر قال حدثني من سمع أبا هريرة يقول قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم إذا كان أحدكم في الشمس وقال مخلد في الفيء فقلص عنه الظل فصار بعضه في الشمس وبعضه في الظل فليقم " زاد البيهقي ما يلي " فإنه مجلس الشيطان " من طريق معمر عن ابن المنكدر عن أبي هريرة به. وهذه الرواية فيها علتان هما:
1. الجهالة بين محمد بن المنكدر وأبي هريرة كما عند أبي داود.
2. الانقطاع بين محمد بن المنكدر وأبي هريرة فإن محمداً لم يسمع منه على الصحيح أنظر جامع التحصيل ص (332).
الثالثة / أخرجها ابن ماجة ح (3722) من طريق زيد بن الحباب عن أبي منيب عن ابن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم " نهى أن يقعد بين الظل والشمس " وهذه الرواية مدارها على أبي المنيب عبيد الله بن عبد الله العتكي لم يوثقه إلا ابن معين وضعفه البخاري فقال عنده مناكير التاريخ الكبير (5/ 1245) وضعفه النسائي التهذيب (7/ 27) وذكره ابن حبان في المجروحين (2/ 64) وقال لانفراده عن الثقات بالمقلوبات ونصح مجانبة ما تفرد به والاعتبار بما يوافق الثقات دون الاحتجاج به. وذكره العقيلي في الضعفاء الكبير (3/ 121). فمثله لا يقبل حديث إذا تفرد به إلا إذا توبع عليه. ولا متابع له هنا فالرواية ضعيفة.
الرابعة / أخرجها ابن عدي في الكامل (4/ 218) من طريق مقدام بن داود ثنا عبد الله بن محمد بن المغيرة ثنا سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر عن جابر بلفظ " إنه مقعد الشيطان " ومدار هذه الرواية على عبد الله بن محمد بن المغيرة وهو ضعيف أنظر اللسان (3/ 410).
فالحاصل من هذا أنه لا يصح في النهي عن الجلوس بين الظل والشمس حديث لكن إذا خاف على نفسه الضرر من هذا فإنه يتحول إلى الظل لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأمر بتحويل أبو قيس من الشمس إلى الظل أخرجه أبو داود ح (4822) والبيهقي في السنن الكبرى ح (5921) والآداب ح (340). من طريق إسماعيل قال حدثني قيس عن أبيه به. بل صح الجلوس بين الظل والشمس من فعل النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو هريرة رضي الله عنه رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في فناء الكعبة بعضه في الظل وبعضه في الشمس واضعاً إحدى يديه على الأخرى. أخرجه البيهقي ح (5922) من طريق الحسن بن صالح عن مسلم البطين عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه. والله أعلم.
هذا ما تيسر والله أسأل القبول والتوفيق والسداد والعلم النافع والعمل الصالح لي ولجميع المسلمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[29 - 05 - 03, 04:36 ص]ـ
جهد موفّق أخي، أحسن الله إليك.
ما قولك في الكلام هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5303
ـ[أبو عبد الله العتيبي]ــــــــ[29 - 05 - 03, 12:12 م]ـ
وأحسن الله إليك أخي؟
ما أحلتني إليه لا جديد فيه إنما هو جمع للحديث ولا كلام فيه على مخارجه ولا تعرض فيه لبحث حاله؟؟
وأما رأي الإمام أحمد فأنت تعلم كما يعلم غيرك أن الحديث الضعيف أحب إليه من الرأي رحمه الله تعالى.
وأما تصحيح إسحاق فلا أدري ما وجهه والمتقرر عند أئمة هذا الشأن أن الجرح المفسر مقدم. هذا والله الموفق!!!
¥