تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فقال بدل أبي إسحاق السبيعي: سماك بن حرب، ولعل هذا الاضطراب في تسمية شيخ عمرو بن ثابت من عمرو نفسه، فقد تقدم أنه ضعيف.

وقد خولف المفضّل بن صالح وعمرو بن ثابت؛ فرواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 538) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن رجل حدّثه، عن حنش، قال: رأيت أبا ذر فذكر الحديث.

قلت: وهذه الرواية أولى، فإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي من الأثبات كان قائد جدّه، وكان يحفظ حديثه، وهو من المُقدَّمين فيه، كما في تهذيب التهذيب (1/ 230). وقد رجّح طريق إسرائيل الدّارقطني في العلل (6/ 236/س1098).

تبيّن من هذا الإسناد أن أبا إسحاق السبيعي لم يسمع هذا الحديث من حنش بن المعتمر، إنما رواه عنه بواسطة، فيبقى السند ضعيفا، لجهالة الرجل المبهم، وكذلك لانقطاعه بين حنش وأبي ذر، ولا تغتر بتصريح بالسماع، فالسند إليه ضعيف، وأبو ذر الغفار توفي في عهد عثمان.

يتبع ...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تتمة الموضوع:

وللحديث طرق أخرى واهية عن أبي ذر الغفاري لا بأس بذكرها:

1 - الطريق الأولى: رواه الآجرّي في كتاب الشريعة (5/رقم1700) من طريق سيّار بن حاتم، جعفر بن سليمان الضبعي، عن أبي هارون العبدي، قال: حدثني شيخ، قال سمعت أبا ذر يقول: سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ((مثل أهل بيتي ... الحديث)).

وسنده ضعيف جدا؛ فيه أبو هارون العبدي، واسمه عُمارة بن جُوين، قال فيه الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب (ص408): "متروك مشهور بكنيته، ومنهم من كذّبه".

وشيخ أبي هارون العبدي المُبهم لا يُدرى من هو، ويحتمل أن يكون حنش بن المعتمر الكناني، والله أعلم.

2 - الطريق الثانية: رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 538)، والبزار في مسنده (9/رقم3900)، وابن عدي في الكامل (2/ 306)، والطبراني في الكبير (3/رقم2636) و (12/رقم12388)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 273 - 274)، وابن الشجري في الأمالي (1/ 151) من طرق عن الحسن بن أبي جعفر، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ((مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجا، ومن تخلف عنها غرق، ومن قاتلنا في آخر الزمان كان كمن قاتل مع الدجال)).

قال البزار: "هذا الكلام لا نعلمه يروى عن النبي –صلى الله عليه وسلم- إلا عن أبي ذر من هذا الوجه، ولا نعلم تابع الحسن بن أبي جعفر على هذا الحديث أحدٌ".

وقال ابن عدي -وذكر له نفس الحديث عن ابن عباس-: "وهذان الإسنادان، لا يرويهما غير الحسن بن أبي جعفر".

قلت: وهذا سند ساقط بمرة، الحسن بن أبي جعفر الجفري مجمع على تركه، ينظر ميزان الاعتدال (2/ 228).

وعلي بن زيد بن جدعان البصري، متكلم فيه من جهة حفظه.

وسعيد بن المسيّب لم يسمع من أبي ذر شيئا كما في جامع التحصيل للعلائي (ص184).

3 - الطريق الثالثة: رواه أبو يعلى في مسنده الكبير كما في المطالب العالية (16/ 220/3973) -وعنه أبو الشّيخ في الأمثال (333) قال: حدثنا عبد الله بن عمر ابن أبان، ثنا عبد الكريم بن هلال [القُرشي]، أخبرني أسلم المكّي، أخبرني أبو الطّفيل أنه رأى أبا ذر –رضي الله عنه- قائماً على الباب، وهو ينادي: يا أيها الناس تعرفونني؟ من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني، فأنا جندَب صاحب رسول الله –صلى الله عليه وسلم، وأنا أبو ذر الغِفاري، سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن مثلَ أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من ركِبَها نَجَا، ومن تخلَّفَ عنها غرِق، وإن مثلَ أهل بيتي فيكم مثل باب حِطَّة)).

وهذا سند مُنكر: عبد الكريم بن هلال هو الخلقاني الكوفي، قال فيه الذهبي في المغني في الضعفاء (2/ 402): "لا يُدرى من هو، ضعّفه أيضاً الأزدي".

وأسلم بن سُليم المكّي مجهول العين، لم يُترجمه سوى ابن حبان في الثقات (4/ 46) من رواية عبد الكريم بن هلال الخلقاني عنه.

وقد خولف شيخ أبي يعلى في إسناده، وهذا السند أولى، وسيأتي بيان ذلك في الكلام على حديث أبي الطّفيل بإذن الله.

قلت: وفي الباب عن أبي الطفيل، وأبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وابن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعن علي بن أبي طالب موقوفا سيأتي الكلام عليها بتفصيل ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1) حديث ابن عباس:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير