تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل يصح حديث ((الأبدال)) .... سلمان العودة]

ـ[أبوحبيب2]ــــــــ[15 - 06 - 03, 05:38 م]ـ

فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة حفظه الله

ما قولكم ـ حفظكم الله ـ في حديث (الأبدال) هل يصح؟

بسم الله الرحمن الرحيم

المكرم الأخ/ حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

ورد في (الأبدال) أحاديث أشهرها:

(1) حديث عبادة بن الصامت:

أخرجه الإمام أحمد (5/ 322) عن عبد الوهاب بن عطاء عن الحسن بن ذكوان عن عبد الواحد بن قيس عن عبادة بن الصامت مرفوعاً: أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (الأبدال في هذه الأمة ثلاثون مثل إبراهيم خليل الرحمن، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاًَ).

قال الإمام أحمد ـ مستنكراً له ـ: (فيه ـ يعني حديث عبد الوهاب ـ كلام غير هذا، وهو منكر، يعني حديث الحسن بن ذكوان) المسند (5/ 322)، وانظر مجمع الزوائد (5/ 62).

(2) حديث على بن أبي طالب: (ذكر أهل الشام عند علي بن أبي طالب، وهو بالعراق، فقالوا: العنهم يا أمير المؤمنين، قال: لا. إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (الأبدال يكونون بالشام وهم أربعون رجلاً، كلما ما مات رجل، أبدل الله مكانه رجلاً، يسقى بهم الغيث، وينتصر بهم على الأعداء، ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب).

أخرجه أحمد (1/ 112) ومن طريقه الضياء في المختارة (2/ 110) ـ من طريق شريح بن عبيد الحضرمي.

والطبراني في (الأوسط) (5/ 39) والحاكم (4/ 596) من طريق عياش بن عباس القتباني عن عبد الله بن زرير الغافقي.

كلاهما عن علي بن أبي طالب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرفوعاً بلفظه في حديث شريح، وبمعناه مطولاً في حديث عبد الله بن زرير، وفي رواية الحاكم إدخال الحارث بن يزيد بين عياش، وعبد الله بن زرير.

وهذا الحديث ـ أعني رفعه ـ معلول لما يلي:

أ- أن في الطريق الأول شريحاً لم يدرك علياً فهو منقطع ينظر (تهذيب الكمال والمختارة).

ب- وأما الطريق الثاني فقد اختلف فيه على عياش بن عباس في إسناده على ما تقدم ولذا أعله الطبراني، والهيثمي (7/ 317).

ج- أن هذا الحديث قد روي موقوفاً على علي بن أبي طالب من وجه أصح فقد أخرجه عبد الرزاق (11/ 249) ونعيم بن حماد في (الفتن) (1/ 235) وابن أبي الدنيا في (الأولياء) (ص 30) والضياء في (المختارة) (2ح 485، 486) من طرق عن الزهري عن صفوان بن عبد الله بن صفوان الجمحي عن علي بن أبي طالب بنحوه موقوفاً.

ولهذا لما ذكر الضياء في (المختارة) هذا الاختلاف في رفعه، ووقفه قال: الموقوف أولى.

(3) حديث عبد الله بن مسعود مرفوعاً: (لا يزال أربعون رجلاً من أمتي، قلوبهم على قلب إبراهيم، يدفع الله بهم عن أهل الأرض، يقال لهم: الأبدال)، ثم قال - صلى الله عليه وسلم-: (إنهم لم يدركوها بصلاة، ولا بصوم، ولا صدقة) قالوا: يا رسول الله فبم أدركوها؟ قال: (بالسخاء والنصيحة للمسلمين).

أخرجه الطبراني في (الكبير) (10/ 1 18ح، 39، 1) من طريق ثابت بن عياش الأحدب عن أبي رجاء الثعالبي عن الأعمش عن زيد بن وهب عن ابن مسعود فذكره.

وهو معلول بثابت بن عياش وشيخه، فإنهما مجهولان، قال الهيثمي في (المجمع): رواه الطبراني من رواية ثابت بن عياش الأحدب عن أبي رجاء، وكلاهما لم أعرفه

(10/ 63).

وأيضاًَ أين أصحاب الأعمش الحفاظ عن هذا الحديث؟!

(4) حديث عوف بن مالك مرفوعاً: (فيهم ـ أهل الشام ـ الأبدال، فبهم تنصرون وبهم ترزقون).

أخرجه الطبراني في (الكبير) (18/ 65) من طريق عمرو بن واقد عن يزيد بن أبي مالك عن شهر بن حوشب قال: لما فتحت مصر، سبوا أهل الشام، فأخرج عوف بن مالك رأسه من برنس ثم قال: يا أهل مصر، لا تسبوا أهل الشام، فإني سمعت رسول الله -صلى اله عليه وسلم- يقول: (فيهم الأبدال ... ) فذكره.

وهذا معلول أيضاً؛ لأن عمرو بن واقد متروك، قال الهيثمي: ضعفه جمهور الأئمة (10/ 62) ويزيد بن أبي مالك، ليس بالقوي، وكذا شهر بن حوشب على الراجح.

وبهذا العرض الموجز لأحاديث الأبدال يظهر جلياً أنه لا يصح في هذا الباب شيء كما قال ابن القيم رحمه الله: (ومن ذلك أحاديث الأبدال والأقطاب والأغواث والنقباء والنجباء والأوتاد كلها باطلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقرب ما فيها: (لا تسبوا أهل الشام، فإن فيهم البدلاء كلما مات رجل منهم أبدل الله مكانه رجلاً آخر) ذكره أحمد، ولا يصح أيضاًَ، فإنه منقطع (المنار المنيف) (ص 136).

والله أعلم.

أخوكم

سلمان بن فهد العودة

15/ 4/1424هـ

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 06 - 03, 09:00 م]ـ

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبوحبيب2

ج- أن هذا الحديث قد روي موقوفاً على علي بن أبي طالب من وجه أصح فقد أخرجه عبد الرزاق (11/ 249) ونعيم بن حماد في (الفتن) (1/ 235) وابن أبي الدنيا في (الأولياء) (ص 30) والضياء في (المختارة) (2ح 485، 486) من طرق عن الزهري عن صفوان بن عبد الله بن صفوان الجمحي عن علي بن أبي طالب بنحوه موقوفاً.

ولهذا لما ذكر الضياء في (المختارة) هذا الاختلاف في رفعه، ووقفه قال: الموقوف أولى.

صفوان بن عبد الله بن صفوان الجمحي أدرك علياً بن أبي طالب لكن هل سمع منه هذا الحديث؟

على أية حال لو ثبت وقفه فإن له حكم الرفع، والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير