[فائدة حول اختلاف الألفاظ رواية"وأنا أول المسلمين" ورواية"وأنا من المسلمين" في ح]
ـ[ابوعبدالكريم]ــــــــ[29 - 06 - 03, 01:14 م]ـ
هذه فائدة اضيفها لما ذكره الأخ أبو مسهر وفقه الله حول اختلاف الألفاظ في الأحاديث
ورد في دعاء الإستفتاح " وجهت وجهي ...... " روايتان فوردفي رواية عند مسلم"وأنا أول المسلمين"وورد في الرواية الأخرى عند مسلم وغيره "وأنا من المسلمين"فيحتمل أن النبي? قال هذه مرة وهذه مرة وإلى هذا جنح طائفة من العلماءعلى مشروعية أي اللفظين كما ذهب إليه أبويوسف والطحاوي شرح مشكل الآثار، الطحاوي، (1/ 615). وذهب طائفة إلى ترجيح "وأنا من المسلمين" منهم الشافعي حيث قال في الأم (1/ 106) ويجعل مكان "وأنا أول المسلمين" "وأنا من المسلمين"ونقله عنه البيهقي في السنن (2/ 33) وزاد "قال وبذلك أمر محمد بن المنكدر"
والذي يظهر لي أن لفظ "وأنا أول المسلمين" أولى وأصح لوجوه:
1ـ أن مدار الروايتين على طريق واحد وهوطريق الماجشون عن عبدالرحمن بن هرمز الأعرج عن عبيدالله بن أبي رافع عن علي رضي الله عنه مرفوعا واختلف فيه على الماجشون فرواه يوسف ابنه عنه بلفظ ,انا من المسلمين ورواه عبدالعزيز بن أبي سلمة ابن أخيه عنه بلفظ وأنا أول المسلمين هاتان روايتا مسلم ورواه جماعة عن عبدالعزيز باللفظ الأخيرمنهم:1ـ سويد بن عمرو الكلبي عندابن أبي شيبة (1/ 210)
2ـ حجاج بن المنهال 3ـ أبوصالح كاتب الليث كلاهما عند ابن خزيمة (1/ 2346) 4ـ هاشم بن القاسم عند أحمد (1/ 102) والنسائي في الكبرى (1/ 313) وأبي يعلى (1/ 433) 5ـ عبيدالله بن معاذ عن أبيه كما عند أبي داود (1/ 201) 6ـ الطيالسي عنه كما في مسنده (2/ 22) 7ـ يزيد بن هارون عند الدارقطني (1/ 296) 8ـ يحيى بن حسان عند الدارمي (1/ 309) فهؤلاء ثمانية رووه عن عبدالعزيز بن أبي سلمة عن الماجشون بلفظ "وانا أول المسلمين" وقد روى الحديث الترمذي (5/ 486) من طريق أبي الوليد عن عبدالعزيز بن ابي سلمة ويوسف عن الماجشون .. بلفظ "وأنا من المسلمين" فيظهر أن أبا الوليد لم يفرق بين لفظيهما وقد وردالحديث من طريق آخر عن الأعرج رواه عنه عبدالله بن الفضل واختلف فيه أيضا عليه فرواه ابن خزيمة ح (363) عن عبدالعزيز بن أبي سلمة عنه بلفظ "وأنا أول المسلمين" وبهذا اللفظ أخرجه ابن حبان (5/ 70) من طريق الدورقي ثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج أخبرني موسى بن عقبةعن عبدالله بن الفضل به, لكن رواه ابن حبان (5/ 68) والبيهقي (2/ 32) من طريق يوسف بن مسلم ثنا حجاج بن محمد به بلفظ "وأنا من المسلمين" فالاختلاف فيه عن حجاج لكن أيد رواية يوسف بن مسلم عن حجاج رواية عندالترمذي (5/ 487) ح:3423 من طريق عبدالرحمن بن أبي الزنادعن موسى بن عقبة عن عبدالله بن الفضل به
لكن الذي يظهر ان أكثر الروايات عن ابن جريج عن موسى بن عقبة بلفظ "وأنا أول المسلمين" يدل على ذلك ماذكره الشافعي رحمه الله في مسنده (1/ 35) حيث روى الحديث عن جماعة عن ابن جريج عن موسى فذكره بسنده ثم قال الشافعي:قال أكثرهم "وأنا أول المسلمين " وشككت أن يكون قال أحدهم "وأنا من المسلمين"
2ـ ومما يؤيد رواية "وأنا أول المسلمين " حديث محمد بن مسلمة وحديث أبي رافع وحديث أبي هريرة وهي بنحو حديث علي وفيها جميعا"وأنا أول المسلمين" وهذا تخريجها
أما حديث محمد بن مسلمة فرواه النسائي في المجتبى (2/ 131) ح (888) قال: أخبرنا يحيى بن عثمان الحمصي قال حدثنا ابن حمير قال حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر وذكر آخر قبله عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن محمد بن مسلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام يصلي تطوعا قال الله أكبر وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك ثم يقرأ وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 46) قال:حدثنا محمدبن مصفىثنا محمد بن حمير به بلفظ"أن النبي كان إذا قام فصلى قال الله أكبر وذكره مثله وهذا الحديث اسناده ثقات وظاهره الصحة إلا أن اباحاتم الرازي رحمه الله ذكر ان الحديث حديث اسحاق بن أبي فروة يرويه شعيب عنه (العلل لابن أبي حاتم 1/ 156) وفصّل في هذا ابن رجب رحمه الله فذكر بأن الآخر الذي رواه مع ابن المنكدر هو إسحاق بن أبي فروة- وهو ضعيف- وأن السياق له وقد اضطرب فيه وأن الصواب ان الحديث يرجع الى حديثالأعرج عن عبيدالله بن رافع عن علي (شرح علل الترمذي (1/ 167)
وأما حديث أبي رافع فرواه الطبراني في الكبير (1/ 314) عنه قال: وقع لي كتاب فيه استفتاح رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره بنحوه وهذا قال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 107) فيه محمد بن اسحاق مدلس وقدعنعنه وبقية رجاله ثقات
وأما حديث جابر فرواه الدارقطني عزاه له ابن الجوزي في تنقيح التحقيق (1/ 344) لكن هذاأيضا ذكر ابن رجب ان ذكر جابر فيه خطأ
وأما حديث أبي هريرة فاخرجه الشافعي في الأم (1/ 106) لكن في اسناده ابراهيم بن محمد الأسلمي شيخ الشافعي متروك
3ـ ومما يؤيد ذلك أيضاَ أنه تحقيق لنص الأمر الوارد في الآية " قل إن صلاتي ونسكي ... الآية
وقد رجح الشوكاني والألباني رحمهما الله رواية"وأنا أول المسلمين " فقد ردّ الشوكاني على من قال أن السنة لغير النبي ? أن يقول: وأنا من المسلمين فيقول الشوكاني رحمه الله (نيل الأوطار، 1/ 754)
رداً عليه: هو وهم منشؤه توهم أن معنى وأنا أول المسلمين: أني أول شخص أتصف بذلك بعد أن كان الناس بمنعزل عنه وليس كذلك، بل معناه بيان المسارعة في الامتثال لما أمر به. وقال الألباني رحمه الله عن رواية "وأنا من المسلمين " الظاهر أنه تصرف من بعض الرواة وقد جاء مايدل على ذلك فعلى المصلي أن يقول "وأنا أول المسلمين" ولا حرج عليه في ذلك خلافا لما يزعم البعض توهما منه أن المعنى أني أول شخص أتصف بذلك بعدأن كان الناس بمعزل عنه وليس كذلك بل معناه المسارعة في الامتثال لما أمر به ونظيره "قل ان كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين "وقال موسى"وأنا أول المؤمنين" (صفة صلاة النبي ص:92)
والله أعلم
¥