[حديث المسح على الجوربين ليس صحيحا]
ـ[محمد أمجد البيطار]ــــــــ[05 - 07 - 03, 01:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
فمن المعروف أن من شروط الحديث الصحيح أن يسلم من العلة، ومن المعروف أيضاً أن الحكم على الحديث بكونه معلولاً، هو أمر محصور في قلة من جهابذة علماء الحديث ممن عرف بسعة الإطلاع والمعرفة في أغوار علم الحديث والرجال والأسانيد من أمثال الإمام أحمد والبخاري ومسلم وأبي حاتم وأبي زرعة الرازيين والثوري وعلي بن المديني وغيرهم رحمهم الله تعالى وجمعنا معهم في مستقر رحمته.
وهنا أقف على حديث المسح على الجوربين والذي صححه عدد من العلماء المتقدمين كالإمام الترمذي ومن المتأخرين كالشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى، وضعفه جمع من الأئمة، وما وقفتي هذه والله يشهد للرد على كبار رجوت مقاربتهم في مكانتهم ولكنها وقفة منهج ربانا عليه أمثالهم من أنه ما من أحد إلا رد ورد عليه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأقول: حديث المسح على الجوربين قد أخرجه:
أبو داود في سننه / 159 / فقال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة عن وكيع عن سفيان الثوري عن أبي قيس الأودي هو عبد الرحمن بن ثروان عن هزيل بن شرحبيل عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على الجوربين والنعلين.
قال أبو داود: كان عبد الرحمن بن مهدي لا يحدث بهذا الحديث لأن المعروف عن المغيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم، مسح على الخفين.
قال أبو داود: وروي هذا أيضا عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مسح على الجوربين وليس بالمتصل ولا بالقوي.
قال أبو داود: ومسح على الجوربين علي بن أبي طالب و أبو مسعود والبراء بن عازب وأنس بن مالك وأبو أمامة وسهل بن سعد وعمرو بن حريث وروي ذلك عن عمر بن الخطاب وابن عباس رضي الله عنهم.
ورواه أيضاً الترمذي في سننه / 99 / فقال: حدثنا هناد ومحمود بن غيلان قالا حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي قيس عن هزيل بن شرحبيل عن المغيرة بن شعبة قال: توضأ النبي صلى الله عليه وسلم، ومسح على الجوربين والنعلين.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو قول غير واحد من أهل العلم وبه يقول سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق، قالوا: يمسح على الجوربين وإن لم تكن نعلين إذا كانا ثخينين.
قال الترمذي: سمعت صالح بن محمد الترمذي قال سمعت أبا مقاتل السمرقندي يقول: دخلت على أبي حنيفة في مرضه الذي مات فيه فدعا بماء فتوضأ وعليه جوربان فمسح عليهما ثم قال: فعلت اليوم شيئا لم أكن أفعله مسحت على الجوربين وهما غير منعلين.
ورواه أيضاً النسائي في الكبرى / 130 / فقال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أنبأ وكيع قال حدثنا سفيان عن أبي قيس عن هذيل بن شرحبيل عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح على الجوربين والنعلين.
قال النسائي: ما نعلم أن أحدا تابع أبا قيس على هذه الرواية والصحيح عن المغيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين، والله أعلم.
ورواه أيضاً ابن ماجة في سننه /559 / فقال: حدثنا علي بن محمد ثنا وكيع ثنا سفيان عن أبي قيس الأودي عن الهذيل بن شرحبيل عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على الجوربين والنعلين.
ورواه أيضاً الإمام أحمد بن حنبل في مسنده / 4 ـ 252 / فقال: حدثنا وكيع ثنا سفيان عن أبي قيس عن هذيل بن شرحبيل عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على الجوربين والنعلين.
ورواه ابن حبان في صحيحه /4 ـ 167/ فقال: أخبرنا ابن خزيمة قال حدثنا محمد بن رافع قال حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا سفيان عن أبي قيس الأودي عن هزيل بن شرحبيل عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على الجوربين والنعلين.
¥