حديث تحريك الإصبع ليس صحيحاً
ـ[محمد أمجد البيطار]ــــــــ[06 - 07 - 03, 10:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد:
فهذا بحث في دراسة حديث وائل بن حجر رضي الله عنه، في وصف صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الحديث قد أخد الفقهاء منه الكثير من الأحكام، وعلى رأسهم الشيخ ناصر رحمه الله تعالى، الذي قال بسنية تحريك الإصبع في التشهد من هذا الحديث.
فإن وفقت للحق فذلك فضل من الله، وإن لا فمن تقصيري، وأستغفر الله العظيم هو أهل المغفرة.
تحريك الإصبع في التشهد:
قال ابن خزيمة (1): حدثنا محمد بن يحيى نا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة نا عاصم بن كليب الجرمي أخبرني أبي أن وائل بن حجر أخبره قال: قلت لأنظرن إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف يصلي، قال: فنظرت إليه يصلي فكبر، فذكر بعض الحديث، وقال: ثم قعد فافترش رجله
اليسرى ووضع كفه اليسرى على فخذه وركبته اليسرى وجعل حد مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى ثم قبض ثنتين من أصابعه وحلق حلقة ثم رفع إصبعه، فرأيته يحركها يدعو بها.اهـ
قال ابن خزيمة (2): ليس في شيء من الأخبار يحركها إلا في هذا الخبر زائدة ذكره.اهـ
والحديث رواه عن عاصم بن كليب عن كليب بن شهاب عن وائل بن حجر:
1 ـ سفيان الثوري، كما في الطبراني / 22 ـ 34 /.
2 ـ سفيان بن عيينة، كما في سنن الدارقطني / 1 ـ 290 /.
3 ـ شعبة بن الحجاج، كما في مسند الإمام أحمد / 4 ـ 316 /.
4 ـ الوضاح بن عبد الله، أبو عوانة اليشكري، كما في الطبراني / 22 ـ 38 /.
5 ـ زهير بن معاوية، كما في مسند الإمام أحمد / 4 ـ 318 /.
6 ـ عبد الله بن إدريس، كما في مصنف ابن أبن شيبة / 1 ـ 342 /.
7 ـ سلام بن سليم أبو الأحوص، كما في مسند الطيالسي / 1 ـ 137 /.
8 ـ قيس بن الربيع، كما في المعجم الأوسط للطبراني / 5 ـ 338 /.
ــــــــــــــ
(1) صحيح ابن خزيمة رقم / 714 /.
(2) هذه الإشارة من هذا الإمام، وهو من الأئمة النقاد، كم تمنيت لو وقف عندها، فكثير من الأحاديث يقع الخطأ في تصحيحها اغترارا بصحة السند ظاهراً، ولا ينظر لأهم شرط في صحة الحديث وهو سلامته من العلة.
9 ـ عبد العزيز بن مسلم، كما في مسند الإمام أحمد / 4 ـ 317 /.
10 ـ صالح بن عمر الواسطي، كما في سنن الدارقطني / 1 ـ 295 /.
11 ـ بشر بن المفضل، كما في سنن أبي داود / 726 /.
12 ـ عنبسة بن سعيد الأسدي، كما في الطبراني / 22 ـ 37 /.
13 ـ شريك بن عبد الله، كما في موارد الظمآن / 1 ـ 217 /.
14 ـ موسى بن أبي كثير، كما في الطبراني / 22 ـ 37 /.
15 ـ عبد الواحد بن زياد العبدي، كما في مسند الإمام أحمد / 4 ـ 316 /.
16 ـ خالد بن عبد الله الواسطي، كما في شرح معاني الآثار / 1 ـ 257 /.
17 ـ محمد بن فضيل بن غزوان ن كما في صحيح ابن خزيمة / 1 ـ 242 /.
18 ـ جرير بن عبد الحميد الضبي، كما في سنن الدارقطني / 1 ـ 292 /.
19 ـ جعفر بن زياد الأحمر، كما في الطبراني / 22 ـ 38 /.
20 ـ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري، كما في الطبراني / 22 ـ 38 /.
21 ـ غيلان بن جامع بن أشعث، كما في الطبراني / 22 ـ 37 /.
22 ـ زائدة بن قدامة، كما في موارد الظمآن / 1 ـ 216 /.
وهنا في رواية زائدة بن قدامة جاء بزيادة شاذة في متن الحديث وهي ((تحريك الإصبع في التشهد)) التي لم يأت بها الواحد والعشرون الذين رووا الحديث عن شيخه عاصم بن كليب عن كليب بن شهاب عن وائل بن حجر.
فضلاً عن سبعة رووا هذا الحديث عن علقمة بن وائل عن وائل بن حجر، وهم:
1 ـ موسى بن عمير العنبري، كما في مصنف ابن أبي شيبة / 1 ـ 342 /.
2 ـ عمرو بن مرة، كما في الطبراني / 22 ـ 12 /.
3 ـ عاصم بن كليب، كما في موارد الظمآن / 1 ـ 217 /.
4 ـ أبو إسحاق السبيعي، كما في مسند الإمام أحمد / 4 ـ 318 /.
5 ـ قيس بن سليم العنبري، كما في قرة العينين برفع اليدين / 14/ 10 /.
6ـ حجر أبو العنبس، كما في صحيح ابن حبان / 5 ـ 109 /.
7 ـ عبد الجبار بن وائل، كما في صحيح مسلم / 401 /.
فضلاً عن عبد الرحمن اليحصبي كما في مسند أحمد /4 ـ 316/ وعلقمة بن وائل، كما في صحيح مسلم /401/، الذين روياه عن وائل بن حجر.
ملاحظة: المراجع التي أرجع إليها رواية الراوي ليست تخريجاً، فربما وجدت للراوي روايات في أكثر من عشرين مرجعاً، وأنا هنا أعزو إلى مرجع واحد من أجل إثبات الرواية لأحدهم عن شيخه في السند.
فضلاً عن كل من روى من الصحابة صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أكثرهم علماً أنه لم تحظى عبادة بالنقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حظيت الصلاة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الصلاة عبادة يومية لكل مسلم تؤدى في اليوم مرات كثر، ولو كان التحريك ثابتاً لتواتر ولم يخفى عن الأئمة هذا الخفاء.
ونتيجة هذا البحث يظهر لدينا واضحاً أن من قال بسنية تحريك الإصبع في التشهد معتمداً على هذا الحديث في هذا اللفظ الشاذ قد أخطأ، نسأل الله تعالى السداد لنا وللمسلمين.
كذلك أقول: إن من قال من الفقهاء برفع الإصبع ووضعها عند لفظه أشهد أن لا إله إلا الله، في التشهد، وهم الحنفية، أو الرفع عندها فقط، وهم الشافعية، لم أعثر لهم في هذا على دليل، والله أعلم.
¥