تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تعقيب على تخريج حديث الالتفات في الصلاة]

ـ[المحقق]ــــــــ[09 - 07 - 03, 09:20 ص]ـ

قال الشيخ حاتم في موقع الإسلام اليوم مجيبا عن سؤال رفع إليه:

http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=2235

أخرج الإمام أحمد (6/ 442)، والدارقطني، في الأفراد (كما في أطرافه رقم 4617) الحديث المسؤول عنه، فقال الإمام أحمد: " حدثنا محمد بن بكر، قال: حدثنا ميمون (يعني أبا محمد المرَئي التميمي) قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، قال صحبت أبا الدرداء أتعلم منه، فلما حضره الموت، قال: آذِن الناس بموتي، فآذنت الناس بموته، فجئت وقد مُلئ الدار وما سواه قال: فقلت: قد آذنت الناس بموتك، وقد مُلئ الدار وما سواه، قال: أخرجوني، فأخرجناه، قال أجلسوني،فقال: أجلسناه فقال: أيها الناس،إني سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: من توضأ فأسبغ الوضوء، ثم صلى ركعتين يُتِمَّهُما،أعطاه الله ما سأل مُعَجَّلاً أو مؤجَّلاً. قال أبو الدرداء: يا أيها الناس، إياكم والإلتفات في الصلاة، فإنه لا صلاة لملتفت، فإن غُلبتم في التطوع، فلا تُغْلَبُنّ في الفريضة ".

وإسناده حسن، وقد حكم الدارقطني بتفرّد محمد بن بكر البُرْساني به. لكن أخرجه المحاملي في أماليه (رقم 71)، من طريق محمد بن بكر البرساني، لكن بتسمية الراوي، معن (الأصل: من) يوسف بن عبد الله بن سلام، يحيى بن أبي هيثم - وهو العطار - أحدُ الثقات، وهو المعروف بالرواية عن يوسف بن عبد الله، كما في تهذيب الكمال (32/ 436).

فالحديث على أيًّ من الوجهين حسنُ الإسناد.

وللحديث وَجْهٌ آخر حسن الإسناد أيضاً، من طريق صدقة بن أبي سهل، عن كثير بن يسار، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبي الدرداء، قال سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: " من توضأ فأحسن الوضوء، ثم قام فصلى ركعتين أو أربع ركعات [شكّ سهل] يُحسن فيهن الركوع والسجود والخشوع، ثم استغفر الله، غفر له " أخرجه الإمام أحمد وابنه عبد الله في زوائده (6/ 420) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (رقم 2040) والطبراني في الدعاء (رقم 1848) لكن الإسناد الأول أشهرُ رجالاً، ومتنه أضبط لفظاً. والله أعلم

قلت: لي تعقيب عليه و هو: أن محمد بن بكر البرساني اختلف عليه فرواه عنه الإمام أحمد كما سبق نقله و رواه عنه أحمد بن المقدام فجعله من رواية ميمون عن يحيى العطار عن يوسف و هذا اختلاف قوي لا يتحمله البرساني ففيه كلام معروف.

و ثانيا: لو سلمنا أن المحفوظ عن البرساني رواية أحمد عنه فإن روايته عن ميمون عن يحيى غير محتملة، فميمون متكلم فيه و أحسن أحواله أنه صدوق، له أوهام و أخطاء و أحاديث لا يتابع عليها، ففي حديثه نظر في الجملة، فكيف إذا انضاف إلى ذلك: تفرده عن يحيى بن أبي كثير و له أصحاب معروفون.

فإن أوثق أصحاب يحيى و هم هشام الدستوائي و حسين المعلم و همام و معمر و شيبان و الأوزاعي و غيرهم و كذلك الطبقة التي تليها.

فالمحدث المتفحص في هذا السند يجد ريبة قوية في إسناده و لذا أورده الدارقطني في الأفراد!

و الأغلب عليها الضعف.

بل قال – و هذا مهم جدا و لم ينقله الشيخ حاتم -: (غريب من حديث يحيى بن أبي كثير تفرد به ميمون بن موسى المرائي و لا أعلم حدث به عنه غير محمد بن بكر البرساني)

قلت: فأنعم و أكرم بقول هذا الإمام العلم، ما أدق فهمه للحديث و علله!

و الأمر الثاني: أن رواية صدقة بن أبي سهل عن كثير أبي الفضل عن يوسف أصح، فسندها لا بأس به: صدقة و كثير لا بأس بهما روى عنهما جمع من الثقات و وثقهما ابن حبان و الأخير أحسن حالا ففي ترجمته ما يرفع من حاله كما في اللسان و التعجيل، بل قال ابن معين عن صدقة الهنائي ثقة و قد قال ابن أبي عاصم في الآحاد: (قال القاضي يعني شيخه الفضل بن الحسين – صدقة هنائي) و قد فرق بينه و بين صاحبنا البخاري و ابن أبي حاتم و سوى بينهما الحسيني في الإكمال، و قد حسن حديثهما هذا الهيثمي و غيره، وحديثهما هذا متنه جيد وهي عند أحمد و ابنه (6/ 450) ووقع عند الشيخ حاتم (6/ 420)، و لفظه: (" من توضأ فأحسن الوضوء، ثم قام فصلى ركعتين أو أربع ركعات [شكّ سهل] يُحسن فيهن الركوع والسجود والخشوع، ثم استغفر الله، غفر له) وهو بمعنى حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه المتفق على صحته و فيه (من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه) أو قريب من معناه.

و الحديث أخرجه البخاري في التاريخ 4/ 297 في ترجمة صدقة

تنبيه: كما أن في لفظه موقوفا على أبي الدرداء (يا أيها الناس، إياكم والإلتفات في الصلاة، فإنه لا صلاة لملتفت، فإن غُلبتم في التطوع، فلا تُغْلَبُنّ في الفريضة)

و هذا روي مرفوعا و لا يصح كما أشار إلى هذا العقيلي في الضعفاء (1 - 147) و ابن عبد البر في التمهيد (17/ 391)

و الموقوف له إسناد آخر أخرجه ابن أبي شيبة (4535) قال: حدثنا مروان بن معاوية عن منصور عن حيان قال حدثني جعفر بن كثير بن المطلب السهمي قال قال أبو الدرداء أيها الناس إياكم والالتفات في الصلاة فإنه لا صلاة للملتفت وإن غلبتم على تطوع فلا تغلبوا على المكتوبة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير