وهؤلاء الاربعة ذكر السيوطي في العرف الوردي كونهم ممن خرج أحاديث المهدي، دون عزو التخريج إلى كتاب معين.
الثالث: ذكر لبعض الذين ألفوا كتباً في شأن المهدي:
وكما اعتنى علماء هذه الامة بجمع الاحاديث الواردة عن نبيهم (صلى الله عليه وآله) تأليفاً وشرحاً، كان للاحاديث المتعلقة بأمر المهدي قسطها الكبير من هذه العناية، فمنهم من أدرجها ضمن المؤلفات العامة كما في السنن والمسانيد وغيرها، ومنهم من أفردها بالتأليف، وكل ذلك حصل منهم حماية لهذا الدين، وقياماً بما يجب من النصح للمسلمين، فمن الذين أفردوها بالتأليف:
1 ـ أبو بكر بن أبي خيثمة زهير بن حرب. قال ابن خلدون في مقدمة تاريخه: «ولقد توغل أبو بكر بن أبي خيثمة على ما نقل السهيلي عنه في جمعه للاحاديث الواردة في المهدي».
2 ـ الحافظ أبو نعيم، ذكره السيوطي في الجامع الصغير، وذكره في العرف الوردي، بل قد لخص السيوطي الاحاديث التي جمعها أبو نعيم في المهدي، وجعلها ضمن كتابه العرف الوردي، وزاد عليها فيه أحاديث وآثاراً كثيرة جداً.
3 ـ السيوطي، فقد جمع فيه جزءاً سماه العرف الوردي في أخبار المهدي، وهو مطبوع ضمن كتابه الحاوي للفتاوي في الجزء الثاني منه. قال في أوله: «الحمد للّه وسلام على عباده الذين اصطفى، هذا جزء جمعت فيه الاحاديث والاثار الواردة في المهدي، لخصت فيه الاربعين التي جمعها الحافظ أبو نعيم، وزدت عليه مافات، ورمزت عليه صورة (ك)».
والاحاديث والاثار التي أوردها السيوطي في شأن المهدي تزيد على المئتين، وفيها الصحيح والحسن والضعيف والموضوع، وإذا أورد الحديث الواحد أضافه إلى كل من الذين خرّجوه، فيقول مثلاً في أحدها: «أخرج أبو داود وابن ماجة والطبراني والحاكم عن أم سلمة: سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة».
4 ـ الحافظ عماد الدين بن كثيرة قال في كتابه الفتن والملاحم: «وقد أفردت في ذكر المهدي جزءاً على حدة، وللّه الحمد والمنة».
5 ـ الفقيه ابن حجر المكي، وقد سمى مؤلَّفه القول المختصر في علامات المهدي المنتظر، ذكر ذلك البرزنجي في الاشاعة، ونقل منه، وكذلك السفاريني في لوامع الانوار البهية، وغيرهما.
6 ـ علي المتقي الهندي صاحب كنز العمال، فقد ألف في شأن المهدي رسالة ذكرها البرزنجي في الاشاعة، وذكر ذلك قبله أيضاً ملا علي القاري الحنفي، في المرقاة شرح المشكاة.
7 ـ ملا علي القاري، وسمى مؤلَّفه المشرب الوردي في مذهب المهدي، ذكره في الاشاعة، ونقل جملة كبيرة منه.
8 ـ مرعي بن يوسف الحنبلي المتوفى سنة ثلاث وثلاثين بعد الالف، وسمى مؤلَّفه فوائد الفكر في ظهور المهدي المنتظر، ذكره السفاريني في لوامع الانوار البهية، وذكره الشيخ صديق حسن القنوجي في كتابه الاذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة، وغيرها.
9 ـ ومن الذين ألفوا في شأن المهدي، بالاضافة إلى مسألتي نزول عيسى (عليه السلام) وخروج المسيح والدجال، القاضي محمد بن علي الشوكاني، وسمى مؤلَّفه التوضيح في تواتر ماجاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح، ذكر ذلك صديق حسن في الاذاعة، ونقل جملة منه، والشوكاني ممن ألف بشأنه، وحكى تواتر الاحاديث الواردة فيه.
10 ـ الامير محمد بن إسماعيل الصنعاني صاحب سبل السلام، المتوفى سنة 1182 هـ. قال صديق حسن في الاذاعة: «وقد جمع السيد العلامة بدر الملة المنير، محمد بن إسماعيل الامير اليماني، الاحاديث القاضية بخروج المهدي، وأنه من آل محمد (صلى الله عليه وآله)، وأنه يظهر في آخر الزمان»، ثم قال: «ولم يأت تعيين زمنه إلاّ أنه يخرج قبل خروج الدجال».
الرابع: ذكر بعض الذين حكوا تواتر أحاديث المهدي ونقل كلامهم في ذلك:
¥