البالغة الى حد التواتر».
6 ـ الشيخ محمد بن جعفر الكتاني المتوفى سنة خمس وأربعين بعد الثلاثمئة والالف. قال في كتابه نظم المتناثر في الحديث المتواتر: «وقد ذكروا أن نزول سيدنا عيسى (عليه السلام) ثابت بالكتاب والسنة والاجماع» ثم قال: «والحاصل أن الاحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة، وكذا الواردة في الدجال، وفي نزول سيدنا عيسى ابن مريم (عليه السلام)».
الخامس: ذكر بعض ما ورد في الصحيحين من الاحاديث مما له تعلق بشأن المهدي:
1 ـ روي البخاري في باب نزول عيسى بن مريم عن أبي هريرة قال: «قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم، وإمامكم منكم؟».
2 ـ وروى مسلم في كتاب الايمان من صحيحه عن أبي هريرة مثل حديثه عن البخاري ; ورواه أيضاً عن أبي هريرة بلفظ: «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم فأمكم منكم؟»، وفيه تفسير ابن أبي ذئب راوي الحديث لقوله: «وامكم منكم»، بقوله: «فأمكم بكتاب ربكم تبارك وتعالى وسنة نبيكم (صلى الله عليه وآله)».
3 ـ وروى مسلم في صحيحه عن جابر أنه سمع النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة.
قال: فينزل عيسى ابن مريم (عليه السلام) فيقول أميرهم: تعال صل لنا، فيقول: لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة اللّه هذه الامة».
فهذه الاحاديث التي وردت في الصحيحين، وإن لم يكن فيها التصريح بلفظ المهدي، تدل على صفات رجل صالح يؤم المسلمين في ذلك الوقت. وقد جاءت الاحاديث في السنن والمسانيد وغيرها مفسرة لهذه الاحاديث التي في الصحيحين، ودالة على أن ذلك الرجل الصالح اسمه محمد، ويقال له المهدي. والسنة يفسر بعضها بعضاً.
ولما كان المقام لا يتسع لايراد الكثير من الاحاديث الواردة في غير الصحيحين، في شأن المهدي، والكلام عليها، رأيت الاقتصار هنا على إيراد بعضها، مع الكلام على بعض أسانيدها.
السادس: ذكر بعض الاحاديث في المهدي الواردة في غير
الصحيحين:
1 ـ عن أبي سعيد الخدري قال: «قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): أبشركم بالمهدي. يبعث على اختلاف من الناس، وزلازل، فيملا الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الارض، يقسم المال صحاحاً. قال له رجل: ما صحاحاً؟ قال: بالسوية، ويملا اللّه قلوب أمة محمد (صلى الله عليه وآله) غناء، ويسعهم عدله»، إلى آخر الحديث.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد: «رواه أحمد بأسانيد أبي يعلى باختصار كثير».
2 ـ عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: «يكون في أمتي المهدي»، إلى آخر الحديث.
قال الهيثمي: «رواه الطبراني في الاوسط، ورجاله ثقات».
3 ـ عقد أبو داود في سننه كتاباً، قال في أوله: «أول كتاب المهدي»، وقال في آخره: «آخر كتاب المهدي»، وجعل تحته باباً واحداً أورد فيه ثلاثة عشر حديثاً، وصدر هذا الكتاب بحديث جابر ابن سمرة قال: «سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) يقول: لا يزال هذا الدين قائماً حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة» الحديث.
قال السيوطي في آخر جزء من العرف الوردي في أخبار المهدي: «إن في ذلك إشارة إلى ما قاله العلماء: إن المهدي احد الاثني عشر».
4 ـ روى أبو داود في سننه من طريق عاصم بن أبي النجود، عن أبي زرعة عن عبد اللّه بن مسعود، عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) قال: «لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لطول اللّه ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً مني (أو من أهل بيتي) يواطئ اسمه اسمي» الحديث.
وهذا الحديث سكت عليه أبو داود والمنذري، وكذا ابن القيم في تهذيب السنن وقد أشار إلى صحته في المنار المنيف، وصححه ابن تيمية في منهاج السنة النبوية، وقد أورده في مصابيح السنة في فصل الحسان، وقال عنه الالباني في تخريج أحاديث المشكاة: «وإسناده حسن».
5 ـ قال أبو داود في سننه: «حدثنا سهل بن تمام بن بديع، حدثنا عمران القطان عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): المهدي مني أجلى الجبهة، أقنى الانف، يملا الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، ويملك سبع سنين».
¥