قال ابن القيم في المنار المنيف: «رواه أبو داود بإسناد جيد»، وأورده في مصابيح السنة في فصل الحسان، وقال الالباني في تخريج أحاديث المشكاة: «وإسناده حسن»، ورمز لصحته السيوطي في الجامع الصغير.
6 ـ قال أبو داود في سننه: «حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد اللّه بن جعفر الرقي، حدثنا أبو المليح الحسن بن عمر عن زياد بن بيان عن علي بن نفيل عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة قالت: سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة»، وأخرجه ابن ماجة عن سعيد بن المسيب قال: «كنا عند أم سلمة فتذاكرنا المهدي، فقالت: سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) يقول: المهدي من ولد فاطمة».
وقد أورد هذا الحديث السيوطي في الجامع الصغير، ورمز لصحته، وأورده في مصابيح السنن في فصل الحسان، وقال الالباني في تخريج أحاديث المشكاة: «وإسناده جيد».
السابع: ذكر بعض العلماء الذين احتجوا بأحاديث المهدي واعتقدوا موجبها، وحكاية كلامهم في ذلك:
قال الحافظ أبو جعفر العقيلي المتوفى سنة اثنتين وعشرين وثلاثمئة: «إن في المهدي أحاديث جياداً». قال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب، في ترجمة علي بن نفيل بن زارع النهدي: «قلت: ذكره العقيلي في كتابه، وقال: لا يتابع على حديثه في المهدي، ولا يعرف إلاّ به». قال: «وفي المهدي أحاديث جياد من غير هذا الوجه».
ويرى الامام ابن حبان البستي المتوفى سنة 354 أن الاحاديث الواردة في المهدي مخصصة لحديث: «لا يأتي عليكم زمان إلاّ والذي بعده شر منه».
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري، في الكلام على الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه في كتاب الفتن: «إن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) قال: لا يأتي عليكم زمان إلاّ والذي بعده شر منه، حتى تلقوا ربكم». قال: «واستدل ابن حبان في صحيحه بأن الحديث ([1]) ليس على عمومه بالاحاديث الواردة في المهدي، وأنه يملا الارض عدلاً بعد أن ملئت ظلماً».
وقال الامام البيهقي المتوفى سنة 458 هـ، بعد كلامه على تضعيف «لامهدي إلاّ عيسى ابن مريم» قال: «والاحاديث في التنصيص على خروج المهدي أصح البتة إسناداً».
نقل ذلك عنه الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب، في ترجمة محمد بن خالد الجندي، راوي حديث «لا مهدي إلاّ عيسى ابن مريم»، ونقله عنه أيضاً ابن القيم في المنار المنيف في الحديث الصحيح والضعيف.
وقال الامام محمد بن احمد بن أبي بكر القرطبي، صاحب التفسير المشهور المتوفى سنة 671 هـ، في كتابه التذكرة في أمور الاخرة، بعد ذكر حديث «ولا مهدي إلاّ عيسى ابن مريم» قال: «إسناده ضعيف، والاحاديث عن النبي (صلى الله عليه وآله) في التنصيص على خروج المهدي من عترته من ولد فاطمة ثابتة أصح من هذا الحديث، فالحكم بها دونه»، وقال: «يحتمل أن يكون قوله (صلى الله عليه وآله): ولا مهدي إلاّ عيسى ابن مريم، أي لا مهدي كاملاً إلاّ عيسى». قال: «وعلى هذا تجتمع الاحاديث ويرتفع التعارض».
نقل ذلك عنه السيوطي في آخر جزء من العرف الوردي في أخبار المهدي.
وقال ابن تيمية المتوفى سنة 728 في كتابه منهاج السنة النبوية (4:211)، في التعليق على الحديث الذي رواه ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وآله): «يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي اسمه كاسمي، وكنيته كنيتي، يملا الارض عدلاً كما ملئت جوراً، وذلك هو المهدي»: «إن الاحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة، رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم من حديث ابن مسعود وغيره، كقوله (صلى الله عليه وآله) في الحديث الذي رواه ابن مسعود: لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم، لطول اللّه ذلك اليوم حتى يخرج فيه رجل مني (أو من أهل بيتي) يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملا الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، ورواه الترمذي وأبو داود من رواية أم سلمة، وفيه: المهدي من عترتي من ولد فاطمة، ورواه أبو داود من طريق أبي سعيد، وفيه: يملك الارض سبع سنين، ورواه عن علي (رضي الله عنه) أنه نظر إلى الحسن وقال: إن ابني هذا سيد كما سماه رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم، يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق، يملا الارض قسطاً. وهذه الاحاديث غلط فيها
¥