تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال المناوي عند حديث: «لن تهلك أمة أنا في أولها وعيسى بن مريم في آخرها، والمهدي في وسطها» «أراد بالوسط ما قبل الاخر، لان نزوله (عليه السلام) لقتل الدجال يكون في زمن المهدي، ويصلي عيسى خلفه، كما جاءت به الاخبار، وجزم به جمع من الاخيار» وذكر عند حديث: «منا الذي يصلي عيسى ابن مريم خلفه» أنه بعد نزوله يجيء فيجد الامام المهدي يريد الصلاة، فيتأخر ليتقدم، فيقدمه عيسى (عليه السلام) ويصلي خلفه. قال: «فأعظم به فضلاً وشرفاً لهذه الامة» ثم قال: «ولا ينافي ما ذكر في هذا الحديث ما اقتضاه بعض الاثار، من أن عيسى هو الامام المهدي، وجزم به السعد التفتازاني، وعلله بأفضليته ; لامكان الجمع بأن عيسى يقتدي بالمهدي أولاً ليظهر أنه نزل تابعاً لنبينا حاكماً بشرعه، ثم بعد ذلك يقتدي المهدي به على أصل القاعدة من اقتداء المفضول بالفاضل».

وقال الشيخ محمد السفاريني في كتابه لوامع الانوار البهية وسواطع الاسرار الاثرية، الذي شرح فيه نظمه في العقيدة المسمى «الدرة المغنية في عقد الفرقة المرضية»:

وما أتى بالنص من أشراط فكله حق بلا شطاط

منها الامام الخاتم النصيح محمد المهدي والمسيح

«منها أي من أشراط الساعة التي وردت بها الاخبار، وتواترت في مضمونها الاثار، أي من العلامات العظمى، وهي أولها أن يظهر الامام المقتدى بأقواله وأفعاله، الخاتم للائمة فلا امام بعده، كما أن النبي (صلى الله عليه وآله) هو الخاتم للنبوة والرسالة، فلا نبي ولا رسول بعد الفصيح اللسان، لانه من صحيح العرب أهل الفصاحة والبلاغة».

ثم قال: «وقوله: محمد المهدي، هذا اسمه وأشهر أوصافه، فأما اسمه فمحمد، جاء ذلك في عدة أخبار، وفي بعضها أن اسمه محمد، واسم ابيه عبد اللّه، فقد صح عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي. رواه أبو نعيم من حديث أبي هريرة، ولفظه أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم، لطول اللّه ذلك اليوم حتى يلي رجل من أهلي بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملاها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وروى نحوه الترمذي وأبو داود والنسائي والبيهقي وغيرهم من حديث ابن مسعود (رحمه الله).

وفي رواية من حديث ابن مسعود أيضاً: لا تذهب الدنيا حتى يملك رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، يملا الارض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً ... أخرجه الطبراني في معجمه الصغير، وأخرجه الترمذي، ولفظه: حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي، وقال: حديث حسن صحيح، وكذلك أخرجه أبو داود في سننه، وروى ابن مسعود أيضاً رفعه: اسم المهدي محمد، وفي مرفوع حذيفة: محمد بن عبد اللّه، ويكنى أبا عبد اللّه، ومن أسمائه احمد بن عبد اللّه، كما في بعض الروايات». إلى أن قال: «وأما تسميته ووصفه بالمهدي، فقد ثبتت له هذه الصفة في عدة أخبار». إلى أن قال: «وأما كنيته فأبو عبد اللّه، وأما نسبه فإنه من أهل بيت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)».

ثم إن الروايات الكثيرة والاخبار الغزيرة ناطقة أنه من ولد فاطمة البتول ابنة النبي الرسول (صلى الله عليه وآله) ورضي عنها وعن أولادها الطاهرين، وجاء في بعض الاحاديث أنه من ولد العباس، والاول أصح. قال ابن حجر في كتابه القول المختصر: وأما ما روي: إن المهدي من ولد العباس عمي، فقال الدارقطني: حديث غريب تفرد به محمد بن الوليد مولى بني هاشم. قال: ولا ينافيه خبر الرافعي عن ابن عباس مرفوعاً: ألا ابشرك يا عم أن ذريتك الاصفياء، ومن عترتك الخلفاء، ومنك المهدي في آخر الزمان، به ينشر اللّه الهدى، ويطفئ نيران الضلالة. إن اللّه فتح بنا هذا الامر، وبذريتك يختم. ثم أورد ابن حجر عدة أخبار في هذا المعنى، ثم قال: فهذه الاخبار كلها لا تنافي أن المهدي من ذرية رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) من ولد فاطمة الزهراء ; لان الاحاديث التي فيها أن المهدي من ولدها أكثر وأصح، بل قال بعض حفاظ الامة وأعيان الائمة، أن كون المهدي من ذريته (صلى الله عليه وآله) مما تواتر عنه ذلك، فلا يسوغ العدول ولا الالتفات إلى غيره».

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير