ومما يبطل كونها مقحمة أن الحديث وقع في المسند في موضعين متباعدين 4/ 68، 5/ 380
بنفس الإسناد والمتن، فهل من أخطأ وأقحمها في الموضع الأول أخطأ وأقحمها في الموضع الثاني؟!
ثم قلتَ: الحديث فات الحافظ في أطراف المسند وإلا فهو الفيصل فلله الأمر من قبل ومن بعد.
أقول: صحيح أنه فاته في الأطراف لكن ليس هو الفيصل لأن الكتاب لا يعتني بالمتون أبدا لأنه كتاب تخريج بالأسانيد فقط، ولما فات ابن حجر في الأطراف ذكره في الإتحاف وهو قبله وقيل العكس. راجع مقدمة الإتحاف ص43.
ثم قلتَ في تعليك على كلام الأخ الرازي: وأما أنا فرأيي الذي لا أشك فيه ولا أستريب أنه إن صح المطبوع وأن الإمام رواها هكذا فاني لا أقول إنها شاذة بل محفوظة وثابتة وصحيحة.
آن خالف خمسة - ذكرت أربعة ونسيت الخامس وهو علي بن المديني - الإمام أحمد نجعلها شاذة.
أقول: لماذا هذا الجزم الشديد وكأنها متواترة!
راجع عباراتك واعلم أنك ستنسب أمرا قد لا يصح إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى شريعته!
نعم إن خالف خمسة أو أربعة من الثقات لثقة واحد فالحكم لهم، إلا في حالات محددة معروفة لا تخفى والقرائن في الترجيح هي التي تحكم، كيف وهذا الحديث مخالف للأحاديث الأخرى، ولماذا تلزم الإمام أحمد بها فالمسألة كما قدمت محتملة فالمسند الذي بين يدينا جاء متصلا عن عبدالله بن أحمد وعنه القطيعي فالأمر محتمل.
وذكرتَ علي بن المديني ولا دخل له في هذا الحديث، ولو كان عليٌ معهم لأقسمت بين الركن والمقام أن الصحيح روايته مع هولاء، فهو إن لم يكن مثل أحمد أو فوقه في الحفظ فلا يقل عنه.
الحقيقة أن المسألة أخذت فوق حجمها، وأخذت من وقتي جزءا احتسبه عند الله وأرجو، ألا أحتاج أن أعقبَ بعدها!
{إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}
ـ[عبدالله الحسني]ــــــــ[18 - 08 - 03, 09:47 ص]ـ
شكرا مستفيضا للشيخ السديس على مابذل
ملاحضة للشيخ السديس
قلت: في جامع المسانيد 16/ 656 حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد حدثني
عبيد هذا هل هو عبيد الله العمري، وهذا خطأ كيبوردي أم ماذا؟!!
ـ[المقرئ]ــــــــ[19 - 08 - 03, 01:38 ص]ـ
إلى الإخوة علق الأخ السديس مشكورا وأفادنا بما طرحه وجزاه الله خيرا ولكن كأني فهمت من فحوى الخطاب أنه لا يريد أن يواصل في النقاش فله ذلك وإن كنت أحب أن يواصل بإفادتنا
أقول:
أولا: الهيثمي له كتاب اسمه غاية المقصد في زوائد المسند وهو ما عنيته ولكن أخطأت فكتبت " المقصد العلي " والحافظة كليلة ولا حول ولا قوة إلا بالله
ثانيا: نعم علي بن المديني رواه عن يحيى بن سعيد به والمصدر موجود
ثالثا: نداء لكم أيها الأعضاء أرجو لمن عنده طبعة قلعجي لجامع المسانيد لابن كثير أن يراجع 16/ 656 حسب ما ذكر السديس لأن الطبعة التي عندي بتحقيق ابن دهيش والحديث غير موجود عندي في العشرة الأجزاء فأرجو أن يتأكد هل الحديث من زيادات المحقق أم أن هذا الحديث فعلا ذكره ابن كثير لأنه كما تعلمون: ابن كثير لم يتم الكتاب فقام المحقق بإكمال العمل من المطبوع
وكما تعلمون إن كان المحقق هو الذي ذكره فهذا لا دلالة فيه لأنه اعتمد على المطبوع وتبقى المسألة بإشكالها
وإن كان الحديث فعلا منقول من المخطوط فكل ما ذكرته من القرائن كأنه لا شيء وهي حجة أن المطبوع صحيح وأن اللفظة غير مقحمة وأرجع عن رأيي من الآن وأعترف بخطئي
فأرجو من الإخوة وممن لديهم الطبعة أن يتحفوني بهذه الفائدة لا عدمت فوائدكم فمن له حظ السبق بدعوة من أخيه صالحة إي والله
محبكم: المقرئ = القرافي
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - 08 - 03, 11:08 ص]ـ
الأخ المقرئ وفقه الله
* أنا بارك الله فيك لم أمتنع من مواصلة النقاش، ولكن قلتُ: وأرجو، ألا أحتاج أن أعقبَ بعدها.
وها أنا أنزل عند رغبتك في الإكمال.
* المجلد السادس عشر من جامع المسانيد من عمل ابن كثير، وليس من تكميل المحقق. انظر جامع المسانيد 16/ 667 والمقدمة ص241_249 وص 264، وما كتبه الشيخ زهير الناصر عن هذا الكتاب في كتابه الذي انتقد به تحقيق قلعجي، وكان عندي نسخة منه أهديتها للشيخ عبد الملك بن دهيش.
¥