تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و تابع عبدَ العزيز على ذلك: (موسى بن عقبة) من رواية ابن جريج عنه، على الصحيح، و هي عند الشافعي في " الأم " في (باب افتتاح الصلاة)، و في " المسند " برقم (137)، من رواية عبد المجيد بن أبي رواد و مسلم بن خالد و غيرهما. و تابعهما (هشام بن سليمان) عند الطبراني في " الدعاء " (496). و خالفهم (حجاج بن محمد) فرواه عن ابن جريج بالتقييد بالمكتوبة، أخرجه ابن حبان (1772 و 1774) و (حجاج) ثقة إلا أنه تغير فيخشى أن يكون حدث بذلك بعد تغيره. فرواية أولئك أولى و أصح.

و يشهد لها متابعة عاصم بن عبد العزيز، و عبد الله بن جعفر، عن موسى بن عقبة به. أخرجها الطبراني في كتاب " الدعاء " (496). و عاصم صدوق يهم و حديثه حسن في الشواهد. و عبد الله هو أبو علي بن المديني، ضعيف يقال تغير حفظه بآخرة و هو صالح في المتابعات.

و هي الرواية الموافقة لرواية الماجشون عن الأعرج كما مر، و هذه متابعة عالية.

و هكذا يتبيّن بعد البحث و النظر أن تقييد الصلاة بالمكتوبة في حديث التوجه لا يصح بوجه من الوجوه، فهو إما شاذّ أو منكر. و الله تعالى أعلم.

فإن قلت: أن الحديث مطلق فكيف حمله السلف على صلاة الليل؟ فالجواب: أن السلف كانوا يتعاملون مع السنة بشمولية، و لا يعزلون النصوص عن بعضها و لا عما يحتفّ بها من قرائن و أحوال، حتى و إن كانت مخارجها مختلفة. و بسبب قرب عهدهم بمصادر السنة فإنهم كانوا أعرف من غيرهم بمقاصدها و أبصر بمواردها. و قد ثبت من حديث محمد بن مسلمة رضي الله عنه أن الدعاء الذي ورد في حديث علي رضي الله عنه إنما قاله رسول الله صلى الله عليه و سلم في صلاة الليل.

فقد أخرج النسائي في " سننه " (898) عن محمد بن مسلمة: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام يصلي تطوعا قال: الله أكبر وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك ثم يقرأ ".

و بيّن النسائي بالإسناد نفسه هذا التطوع فقال في الرواية رقم (1128): " كان إذا قام من الليل يصلي تطوعًا ... "

فكأن السلف نظروا إلى أصل الدعاء و لم يلتفتوا إلى تصرف الرواة طيًا و نشرًا، و اختصارًا و بسطًا. و هذا هو الصواب الذي لا ينبغي العدول عنه.

ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[29 - 03 - 09, 01:29 ص]ـ

قال الشيخ الطريفي حفظه الله:

{ ... ولكن هذا الدعاء إنما هو استفتاح لصلاة الليل, كذا قاله النبي صلى الله عليه وسلم, كما قال البزار حينما أخرج الخبر, قال: (إنما احتمله الناس على صلاة الليل).وجزم بذلك أحمد بن حنبل.

وجاء عند أبي داود في سننه وكذا الترمذي: ((الصلاة المكتوبة)) وهذه اللفظة غير محفوظة.

ولو دعا به في الصلاة المكتوبة من غير مداومة, فالأمر واسع}.

[من كتاب صفة الصلاةص75].

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير