تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب


قال أبوحاتم الشريف: يستحسن هنا أن أورد كلام الإمام مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري في مقدمة صحيح مسلم باختصار

قال رحمه الله: وقد تكلم بعض منتحلي الحديث من أهل عصرنا في تصحيح الأسانيد وتسقيمها بقول لو ضربنا عن حكايته وذكر فساده صفحا لكان رأيا متينا ومذهبا صحيحا إذ الإعراض عن هذا القول المطرح أحرى لإماتته وإخمال ذكر قائله 00000

وزعم القائل الذي افتتحنا الكلام على الحكاية عن قوله والإخبار عن سوء رويته أن كل إسناد لحديث فيه فلان عن فلان وقد أحاط العلم بأنهما قد كانا في عصر واحد وجائز أن يكون الحديث الذي الذي روى الراوي عمن روى عنه قد سمعه وشافهه غير أنا لانعلم منه سماعا ولم نجد في شيء من الروايات أنهما التقيا قط أو تشافها بحديث أن الحجة لاتقوم عنده بكل خبر جاء هذا المجئ حتى يكون عنده العلم بأنهما قد اجتمعا من دهرهما مرة فصاعدا أو تشافها بالحديث بينهما أو يرد الخبر فيه بيان اجتماعهما وتلاقيهما مرة من دهرهما فما فوقها فإن لم يكن عنده علم ذلك ولم تأت رواية صحيحة تخبر أن هذا الراوي عن صاحبه قد لقيه مرة وسمع منه شيئا لم يكن في نقله الخبر عمن روى عنه ذلك والأمر كما وصفنا حجة وكان الخبر عنده موقوفا حتى يرد عليه سماعه منه لشيء من الحديث قل أو كثر في رواية مثل ما ورد

وهذا القول يرحمك الله في الطعن في الأسانيد قول مخترع مستحدث غير مسبوق صاحبه إليه ولا مساعد له من أهل العلم عليه وذلك أن القول الشائع المتفق عليه بين أهل العلم بالأخبار والرويات قديما وحديثا أن كل رجل ثقة روى عن مثله حديثا وجائز ممكن لقاؤه منه والسماع منه لكونهما كانا في عصر واحد وإن لم يأت في خبر أنهما اجتمعا ولا تشافها بكلام فالرواية عنه ثابتة والحجة لازمة إلا أن يكون هناك دلالة بينة أن هذا الراوي لم يلق من روى عنه أو لم يسمع منه شيئا فأما وأمر مبهم على الإمكان الذي فسرنا فالرواية على السماع أبدا حتى تكون الدلالة التي بينا

قال الشريف: اختلف أهل العلم من المقصود بهذا الكلام هل هو البخاري أو علي بن المديني أو غيرهما؟

فمن قائل البخاري ومن قائل علي بن المديني.

ولا أدري ما الدليل على ذلك؟! لأن مسلم لم يعين شخصا محددا باسمه وإنما أبهمه!! وإبهامه له يدل على أنه غير مرضي عنه!

والقول بأنه البخاري رجم بالغيب ولا يوجد أي دليل على ذلك

وثناء مسلم على البخاري أشهر من أن يذكر!! فمن ذلك مثلا:

قال الخطيب البغدادي: إنما قفا مسلم طري البخاري ونظر في علمه وحذا حذوه ولما ورد البخاري نيسابور في آخر أمره لازمه مسلم وأدام الاختلاف إليه قال الدار قطني: لولا البخاري لما راح مسلم ولا جاء
وكان مسلم أيضا يناضل عن البخاري حتى أوحش ما بينه وبين محمد الذهلي بسببه 000الخ. تاريخ بغداد (13/ 103)

قلت: انظر إلى مسلم كيف ترك الذهلي وهو من هو؟!!
والذهلي يعتبر إمام أهل عصره بلا منازعة ومن أعلم الناس بالحديث
والسنة وكان أحمد يثني عليه جدا وقصة أحمد بن حنبل مع داود الظاهري معروفة وكان أحمد قد اعتمد كلام الذهلي في طعنه في الظاهري داود في قصة مشهورة معروفة , وكان الذهلي مبجلا عند أحمد وأمر أولاده بالسماع من الذهلي عندما قدم بغداد
وقال أحمد: ما قدم علينا رجل أعلم بحديث الزهري من محمد الذهلي وقال هو عندي إمام. تاريخ بغداد (3/ 417)

وقصدي من الثناء على الذهلي هو أن مسلم فضل البخاري على الذهلي في القصة المشهورة (إن صحت!) فكيف يتكلم عليه بهذه اللهجة العنيفة وهو قد آثره على غيره وللحديث بقية يتبع =

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير