تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد قيل في تفسير هذه الكلمات: إنها ما في الآية الأخرى: {قالا: ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين}. وبهذا جزم السيد رشيد رضا في (تفسيره) لكن أشار ابن كثير إلى تضعيفه ولا منافاة عندي بين القولين بل أحدهما يتمم الآخر فحديث ابن عباس لم يتعرض لبيان ما قاله آدم عليه السلام بعد أن تلقى من ربه تلك الكلمات

المرجع: التوسل

الجزء والصفحة: / 115

وهذا القول يبين ذلك فلا منافاة والحمد لله وثبت مخالفة الحديث للقرآن فكان باطلا.

الموضع الثاني: قوله في آخره: (ولولا محمد ما خلقتك) فإن هذا أمر عظيم يتعلق بالعقائد التي لا تثبت إلا بنص متواتر اتفاقا أو صحيح عند آخرين ولو كان ذلك صحيحا لورد في الكتاب أو السنة الصحيحة وافتراض صحته في الوقع مع ضياع النص الذي تقوم به الحجة ينافي قوله تبارك وتعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} والذكر هنا يشمل الشريعة كلها قرآنا وسنة كما قرره ابن حزم في (الإحكام) وأيضا فإن الله تبارك وتعالى قد أخبرنا عن الحكمة التي من أجلها خلق آدم وذريته فقال عز وجل: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} فكل ما خالف هذه الحكمة أو زاد عليها لا يقبل إلا بنص صحيح عن المعصوم صلى الله عليه وسلم كمخالفة هذا الحديث الباطل. ومثله ما اشتهر على ألسنة الناس: (لولاك لولاك ما خلقت الأفلاك) فإنه موضوع كما قال الصنعاني ووافقه الشوكاني في (الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة). ومن الطرائف أن المتنبي ميرزا غلام أحمد القادياني سرق هذا الحديث الموضوع فادعى أن الله خاطبه بقوله: (لولاك لما خلقت الأفلاك) وهذا شيء يعترف به أتباعه القاديانون هنا في دمشق وغيرها. لوروده في كتاب متنبئهم (حقيقة الوحي).

ثم على افتراض أن هذا الحديث ضعيف فقط كما يزعم بعض

المرجع: التوسل

الجزء والصفحة: / 116

المخالفين خلافا لمن سبق ذكرهم من العلماء والحافظ فلا يجوز الاستدلال به على مشروعية التوسل المختلف فيه لأنه - على قولهم - عبادة مشروعة وأقل أحوال العبادة أن تكون متسحبة والاستحباب حكم شرعي من الأحكام الخمسة التي لا تثبت إلا بنص صحيح تقوم به الحجة فإذ الحديث عنده ضعيف فلا حجة فيه البتة. وهذا بين لا يخفى إن شاء الله تعالى.

المرجع: التوسل

الجزء والصفحة: / 117

هذا و الله أعلم على عجلة من أمري لعل الله ان يمن علينا بوقت آخر و افيدك عن الحديث الأول وإن كان داخل في نفس الباب والمعنى

والله الموفق

والسلام عليكم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير