تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تخريج حديث: سيكون في آخر الزمان أقوام يجلسون في المساجد خلقاً حلقاً ... ".

ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[17 - 09 - 03, 07:21 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

فهذا جزء في تخريج حديث: " سيكون في آخر الزمان قوم يجلسون في المساجد حلقاً حلقاً، إمامهم الدنيا، فلا تجالسوهم، فإنه ليس لله فيهم حاجةٌ ".

فأقول – مستعيناً بالله –:

هذا الحديث جاء عن: عبد الله بن مسعود، وأنس بن مالك – رضي الله عنهما – مرفوعاً،

وروي نحوه موقوفاً عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما -،

وروي نحوه عن الحسن البصري مرسلاً.

فأما رواية عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه –: فأخرجها الطبراني في الكبير (10/ 198 برقم 10452)، وأبو إسحاق المزكي في الفوائد المنتخبة (1/ 49 / 2) – أفاده الألباني –، وابن عدي في الكامل (2/ 59)، والداني في السنن الواردة في الفتن (3/ 665)، وابن أبي عاصم في الزهد (1/ 142)، وأخرجه بنحوه أبو نعيم في الحلية (4/ 116)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 412) كلهم من طريق بزيع أبي الخليل الخصاف، حدثنا الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً.

قلت:

بزيع أبي الخليل الخصاف:

قال أبو حاتم (الجرح والتعديل 2/ 421): ذاهب الحديث.

قال ابن حبان في " المجروحين " (1/ 227): ... يأتي عن الثقات بأشياء موضوعات، كأنه المتعمد لها.

وقال الدار قطني في الضعفاء المتروكين (ص 69): بزيع بن حسان أبو الخليل: متروك، كوفي عن الأعمش وهشام بن عروة، بواطيل.

وقال الحاكم في المدخل إلى الصحيح (1/ 172): روى عن هشام بن عروة ومحمد بن واسع والأعمش أحاديث موضوعة، يرويها عنه الثقات مثل / عبد الرحمن بن المبارك وغيره.

وقال الذهبي في الميزان (1/ 306): متهم، وقال في المغني (1/ 157): ترك حديثه، واتهم.

والخلاصة: أنه متروك؛ بل متهم بالوضع.

الأعمش: سليمان بن مهران الأسدي، أبو محمد الكوفي، الإمام الحافظ.

وثقته وإمامته معروفة؛ لكن ذكر الأئمة عنه أنه كان يدلس، وقد لخص الذهبي في الميزان (2/ 224) كيفية التعامل مع رواياته، فقال: أحد الأئمة الثقات ... مانقموا عليه إلا التدليس، وقال: وهو يدلس، وربما دلس عن ضعيف ولا يدري به؛ فمتى قال: (حدثنا) فلا كلام، ومتى قال: (عن) تطرق إليه احتمال التدليس إلا في شيوخ له أكثر عنهم: كإبراهيم، و ابن أبي وائل، وأبي صالح السمان، فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال.

شقيق بن سلمة: أبو وائل الأسدي (أسد خزيمة)، ثقة مخضرم.

وقال عمرو بن مرة: قلت لأبي عبيدة: مَنْ أعلم أهل الكوفة بحديث عبد الله؟ قال: أبو وائل.

ورواية الأعمش، عن شقيق، عن ابن مسعود خرج لها الجماعة.

قلت: هذا إسناد ضعيف جداً، وذلك: لحال يزيد بن حسان الخصاف، فهو متروك؛ بل ومتهم.

قال أبو نعيم في الحلية: غريب من حديث الأعمش، تفرد به ابن صدران عن بزيغ، وبزيغ الخصاف البصري، واهي الحديث.

وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية: هذا حديث لا يصح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والمتهم به بزيع.

وقال الدارقطني – كما نقل ذلك ابن الجوزي –: لم يحدث به غيره، قال: وبزيع متروك.

قال الهيثمي في المجمع (2/ 24): رواه الطبراني في الكبير، وفيه بزيع أبو الخليل، ونسب إلى الوضع.

قال الألباني في السلسلة الصحيحة (3/ 152 / ح 1163): قلت: بزيع متروك ... .

وقد تقدم نقل ما قيل فيه، وفي روايته عن الثقات؛ بل نص بعض الأئمة على بطلان روايته عن الأعمش.

ولكن بزيعاً هذا قد توبع، فقد تابعه عيسى بن يونس، أخرجها ابن حبان في صحيحه (15/ 162 / ح 6761) قال: أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوهاب النصري، حدثنا أبو التقى، حدثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش به.

قلت:

الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان: أبو علي.

وقال الدار قطني عنه – كما في سؤالات السهمي – (276) ثقة.

قال عنه الذهبي في السير (14/ 286): الحافظ المسند الثقة ... رحَّال مصنِّف.

عبد الصمد بن عبد الوهاب: هو الحضرمي، النصري، الحمصي.

قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/ 52): صدوق.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير