[تخريج حديث (لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود ... ).]
ـ[المقدسي]ــــــــ[26 - 09 - 03, 06:59 م]ـ
تخريج حديث:"لا ترتكبوا ماارتبكت اليهود، فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل".وقد طلب بعض الأخوة تخريجه
على هذا الرابط اضغط ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=12609)
ووضعته في مشاركة مستقلة إتماماً للفائدة.
الحديث أخرجه ابن بطة في ("إبطال الحيل"46 - 47): قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن سلم حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني حدثنا يزيد بن هارون حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً به.
قال الألباني في ("الإرواء"5\ 375):" قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات معروفون من رجال"التهذيب"غير أبي الحسن أحمد بن محمد بن مسلم ,وهو المخرمي كما جاء منسوباً في أكثر من موضع من كتابه الآخر ("الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية" ق11\ 2و144و2) ".
ثم نقل كلام الحافظ ابن كثير:" وهذا إسناد جيد فإن أحمد بن محمد بن مسلم هذا ذكره الخطيب في تاريخه ووثقه وباقي رجاله مشهورون ثقات ويصحح الترمذي بمثل هذا الإسناد كثيرا" ("التفسير2\ 258) ,وقال-أي الألباني-: قلت: ولكني لم أجد ترجمة ابن مسلم هذا في "تاريخ الخطيب".انتهى
وقد ذكره الحافظ ابن كثير في موضع آخر ("التفسير"1\ 108) ثم قال:" وهذا إسناد جيد وأحمد بن محمد بن مسلم هذا وثقه الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي وباقي رجاله مشهورون على شرط الصحيح".
وأما شيخ الإسلام ابن تيمية فقد أورد الحديث في ("الفتاوى الكبرى"3\ 123) من طريق ابن بطة وقال:" هذا إسناد جيد يصحح مثله الترمذي وغيره تارة ويحسنه تارة ومحمد بن مسلم المذكور مشهور ثقة ذكره الخطيب في تاريخه كذلك وسائر رجال الإسناد أشهر من أن يحتاج إلى وصفهم وقد تقدم ما يشهد لهذا الحديث من قصة أصحاب السبت", وقد حسنه في ("مجموع الفتاوى"29\ 29).اهـ
وقال عنه ابن القيم-رحمه الله-:" وهذا إسناد جيد يصحح مثله الترمذي" ("إغاثة اللهفان"1\ 348) ("الحاشية على سنن أبي داود"1\ 376).اهـ
قلت: رجال الحديث كلهم ثقات وأحمد بن محمد بن سلم هذا هو"المخرمي الكاتب"كما نسبه ابن بطة بذلك في كتابه ("الإبانة"3\ 295 - 132) ,وهذا ما أفاده الألباني-رحمه الله-,وقد ترجم له الخطيب في تاريخه, قال:"أحمد بن محمد بن أحمد بن سلم أبو الحسن المخرمي الكاتب مولى العباس بن محمد الهاشمي ... وكان ثقة" ("التاريخ"4\ 362).
وفيه محمد بن عمرو بن علقمة قال عنه في ("التقريب"499):" صدوق له أوهام",وذكره ابن حبان في ("الثقات"7\ 377) وقال:"وكان يخطئ",وقال الجوزاني في ("أحوال الرجال"141):"ليس بقوي الحديث ويشتهى حديثه",
وقال أبو حاتم:"صالح الحديث, يكتب حديثه وهو شيخ" وقال النسائي:"ليس به بأس",وقال في موضع أخر:" ثقة" ("تهذيب الكمال"26\ 212) ,وقد روى له أصحاب الكتب الستة, وأما الإمام ابن بطة-رحمه الله-فقد تكلم في ضبطه غير واحد من الأئمة, فقال الذهبي:"قلت: لابن بطة مع فضله أوهام وغلط",وقال عبيد الله الأزهري:" ابن بطة ضعيف وعندي عنه معجم البغوي ولا أخرج عنه في الصحيح شيئاً" ("سير أعلام النبلاء"16\ 529 - 532) ,وقال الحافظ ابن حجر"إمام لكنه ذو أوهام" ("لسان الميزان"4\ 112).
قلت: لقد وافق حديثه الثقات في كثير من الأحاديث, وأوهامه هذه إنما وقعت منه خطأ, كما حصل في روايته لحديث:"طلب العلم فريضة على كل مسلم", قال الخطيب:"هذا باطل والحمل فيه على ابن بطة",وقال الذهبي:" قلت: أفحش العبارة وحاشى الرجل من التعمد لكنه غلط ودخل عليه إسناد في إسناد". ("سير أعلام النبلاء"16\ 531).
وخلاصة الأمر أن الحديث إسناده حسن, ولعل هذا ما استدركه الألباني فيما بعد في كتبه التي حسن بها الحديث والله أعلم.
وأما بالنسبة لما أشكل على الأخ"العيدان"فنقول وبالله التوفيق:
أولاً: ذكرَ الإمام ابن تيمية الحديث في مواضع كثيرة من فتاواه دون الحكم عليه فيها لأنه قد تكلم فيه من قبل وأوضح الحكم فيه وقد نقلنا بعض ما قاله فيه-رحمه الله-.
ثانياً: قول ابن كثير على شرط الصحيح, فإنما أراد بذلك الحديث الذي يُحتج به, كما فعل الشيخان في صحيحيهما فقد أدخلا فيه الصحيح والحسن, ومشى على منوالهما الشيخ الألباني في تسميته للسلسلة الصحيحة بهذا الاسم.
ثالثاً: قول أهل العلم في الحديث إسناده جيد, قد يطلق على الحديث الصحيح وقد يطلق على الحسن, وأكثر ما يطلق على الحسن, والمقصود به الحديث الذي يحتج برجاله.
وأما غير ذلك فقد تكلمنا عنه, والله أعلم.
ـ[العيدان]ــــــــ[26 - 09 - 03, 11:59 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم و جعل الله ذلك في موازين حسناتك ..