ولذلك أراني مضطراً في أن أسوق إسناده الصحيح ليكون القراء على بينة منه أولاً وليعرفوا الصادق من الكاذب والعالم من الجاهل ثانياً، ولكي لا يغتروا بكل ناعق يهرف بما لا يعرف ثالثاً، والله المستعان.
قال ابن أبي شيبة رحمه الله في " المصنف في (4/ 283): حدثنا زياد ابن الربيع عن صالح الدهان عن جابر بن زيد عن ابن عباس:
" {ولا يبدين زينتهن}: قال: الكف ورقعة الوجه".
قلت: وهذا إسناد صحيح، لا يضعفه إلا جاهل أو مُغرض، فإن رجاله ثقات، فأبدأ بشيخ ابن أبي شيبة زياد بن الربيع، فهو ثقة دون أي خلاف يذكر، وقد احتج به البخاري في "صحيحه".
وصالح الدهان ثقة أيضاً، كما قال ابن معين. وقال احمد في "العلل" (2/ 33):
" ليس به بأس ".
وذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 457).
وأما جابر بن زيد –وهو أبو الشعثاء الأزدي-فهو أشهر من أن يذكر، ومن ثقات التابعين المشهورين بالأخذ عن ابن عباس، وخرَّج له الشيخان، وشهد له ابن عباس بأنه من العلماء بكتاب الله – كما تقدم (ص50) - وهو الذي تلقى عن ابن عباس تفسير (الإدناء) بقوله:" تدني الجلباب إلى وجهها، ولا تضرب به"- كما تقدم (ص50) - وهو الذي كان يأمر هند بنت المهلب أن تضع الخمار على الجبهة، أي: وليس على الوجه، كما يزعم التويجري ومقلّده.
وقد تابعه سعيد بن جبير عن ابن عباس. عند ابن أبي شيبة أيضاً، وفي سنده ضعيف.
وتابع ابن عباس عبد الله بن عمر بسند صحيح، وتقدم لفظه المطابق للفظ ابن عباس الصحيح آنفاً، فلا يغير يعد هذا بقول مؤلف" كشاف القناع" (1/ 243) – بعد أن عزاه لابن عباس وعائشة –:
" رواه البيهقي، وفيه ضعف".
وأقرّه الإسكندراني (3/ 431) 1 فإن إسناده عند البيهقي غير إسناده عند ابن أبي شيبة، على الإفراد يوهم أن البيهقي رواه عنهما بإسناد واحد، وهذا خلاف الواقع، فإنه رواه (2/ 225) من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس، ثم من طريق عكرمة عنه، فهذان طريقان، ثم رواه من طريق عطاء بن أبي رباح عن عائشة، فهذا الأخ الإسكندراني -وغيره ممن خاضوا فيما لا يحسنون- من جنف وظلم على هذا العلم الشريف؟؟!
ـ[جمال الدين مجدى]ــــــــ[16 - 10 - 03, 10:49 م]ـ
لماذا لا يحمل اثر ابن عباس رضى الله عنهما على ما حمله عليه بعض العلماء من أنه فى الزينة المنهى عن ابدائها كما هو ظاهر الاثر و أيضا ما جاء عنه من قوله (تسدله على وجهها) وغيره من الصحابة كذلك و لماذا ذكر الشيخ ابن عثيمين أثر ابن عباس الاخر فى (أمر الله نساء المؤمنين ....... ) الى اخره دون ذكر ضعفه مع جلالة علم الشيخ رحمه الله