تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن الأدلة أيضاً على ذلك أن الحافظ ابن حجر - رحمه الله - قال في تهذيبه (8/ 224) في ترجمة معاذ بن زهرة لما ذكر رواية أبي داود عن معاذ هذا قال: " وقد أخرجه ابن السني الحديث من وجه آخر عن حصين بلفظ آخر ولم يقل في سياقه أنه بلغه ".

وقول الحافظ: " عن حصين بلفظ آخر " هو اللفظ الذي أوردته قبل قليل، وذلك لأن ابن السني - رحمه الله - ذكر الحديث بلفظين أحدهما عن حصين عن معاذ مرسلاً كما سبق ذكره، والآخر عن ابن عباس وسيأتي ذكره.

وبهذا يتبين أن ما ورد في عمل اليوم واللية لابن السني تصحيف ظاهر، والله أعلم. ثم وقفت على طبعة أخرى جاء فيها السند من طريق حصين عن رجل عن معاذ بن زهرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر .. فذكره، والإرسال هنا ظاهر (3).

تنبيه آخر وهو: أن السند جاء في مصنف ابن أبي شيبة (2/ 511) (4) هكذا: حدثنا محمد بن فضيل عن حصين عن أبي هريرة مرفوعاً بمثله.

وهذا تحصيف لا شك فيه ويدل على ذلك ما يلي:

1 - أن الحديث لا يعرف أنه من مسند أبي هريرة رضي الله عنه، بل رواه معاذ بن زهرة، وابن عباس وأنس رضي الله عنهم.

2 - أن حصين بن عبد الرحمن وهو السلمي لم أجد من ذكر أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه، وهو كوفي من أهل واسط، وأبو هريرة في المدينة، وذكر أسلم الواسطي المعروف ببحشل في كتابه تاريخ واسط (98 - 99) أن حصين هذا روى عن ثمانية من الصحابة ثم ذكرهم بإسناده ولم يذكر منهم أبا هريرة - رضي الله عنه -.

3 - أن العلامة الألباني لما خرَّج هذا الحديث في كتابه العُجاب إرواء الغليل (4/ 38) ذكر ابن أبي شيبة مع الذين رووا هذا الحديث من طريق حصين عن معاذ بن زهرة، وهذا يعني أن النسخة التي عنده بهذا السند.

4 - أن معاذ هذا يقال له: أبو زهرة، فالذي يغلب على الظن: أن أبا زهرة تَحَرَّفت أو تصحفت إلى أبي هريرة والله أعلم، هذا وفي الحديث علة أخرى وهي: الاختلاف على حصين كما هو واضح في السند حيث: رواه سفيان عن حصين عن رجل عن معاذ بن زهرة ورواه هشيم عن حصين عن معاذ بن زهرة، وسفيان هذا هو الثوري، وهشيم هو ابن بشير السُلمي، وحصين هو ابن عبد الرحمن السلمي. وحصين بن عبد الرحمن هو الذي اضطرب في الرواية فحدث به لسفيان بواسطة رجل عن معاذ، وحدث به تارةً لهشيم دون واسطة الرجل عن معاذ؛ لأن حصيناً هذا وإن كان ثقة إلا أنه تغيَّر حفظه.

قال أبن حاتم: " صدوق، ثقه في الحديث، وفي آخر عمره ساء حفظه "، وقال يزيد بن هارون: " قد نسي "، وقال النسائي: " تغيَّر "، وقال الحافظ: " ثقة تغير في الآخر ".

انظر تهذيب التهذيب (2/ 347 - 348) والتقريب (ص253) فالحمل عليه إذن لأن الرواة عنه ثقات، وهو مجروح في حفظه وضبطه، نعم لو لم يتغيّر لترجحت رواية هشيم؛ لأنه أثبت في حصين من سفيان والله أعلم.

وللحديث شاهد بلفظه السابق وهو حديثنا التالي:

" بسم الله، اللهمَّ لك صمت، وعلى رزقك أفطرت " - ضعيف جدا.

أخرجه الطبري في الأوسط (7/ 298) (549) والأصبهاني في تاريخ أصبهان (2/ 217 - 218)، والدارقطني في الأفراد [كما في أطراف الغرائب للمقدسي [2/ 36) (699)].

من طريق: إسماعيل بن عمرو حدثنا داود بن الزِّبْرِقان حدثنا شعبة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: ... فذكره.

قال الدراقطني في الأفراد [كما في الطرائف الغرائب (2/ 36)] قال: " غريب من حديث شعبة عن ثابت، تفرد به داود بن الزبرقان عنه، وتفرد به عنه إسماعيل بن عمرو البجلي ".

وبمثل هذا قال أيضاً في المعجم الأوسط (7/ 298). أي: انفرد به داود بن الزبرقان عن شعبة من بين أصحابه، فتفرد به ولم يتابعه عليه أحد.

وهذا إسناد معلول بعلتين:

الأولى: إسماعيل بن عمرو البجلي المتفرد بالحديث عن داود هذا، وإسماعيل ضعيف الحديث.

قال أبو حاتم: هو ضعيف الحديث، وقال ابن عدي: هو ضعيف وله عن مسعر غير حديث منكر، لا يتابع عليه، وقال الدراقطني: ضعيف، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي: " ضعفه ابن عدي وجماعة " (5).

العلة الثانية: داود بن الزبرقان شيخ إسماعيل بن عمرو.

وهو داود بن الزبرقان الرقاشي بصري نزل بغداد.

قال عنه ابن معين: ليس بثقه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير