تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: إذن تعصيب الجناية برأس الابن عبد الملك أصح لأنه رُمي بالكذب، ولو قلنا: أن هذا الإسناد والمتن موضوعان، لما أبعدنا النجعة ولما بالغنا لأن عبد الملك هذا ممن يضع فهو الذي اصطنعه فصار في الظاهر شاهداً وليس كذلك.

وأعلَّ الهيثمي هذا الحديث بعبد الملك، فقال في المجمع (3/ 159).

" رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الملك بن هارون، وهو ضعيف ".

وقال ابن الملقن في خلاصة البدر المنير (1/ 327) عن حديث ابن عباس: " وفي إسناده عبد الملك بن هارون بن عنترة، وقد تركوه، وقال السعدي: دجَّال كذَّاب ".

وقال الحافظ في التلخيص (2/ 802) بعد أن ذكر من أخرجه قال: " بسند ضعيف " وتعقب العلامة الألباني الحافظ الهيثمي وابن حجر في قولهما عن الحديث " ضعيف " فقط فقال في إرواء الغليل (4/ 37): [وفي ذلك تساهل منه ومن الذين قبلهن فإن حقهم أن يقولوا: " ضعيف جداً ". وذلك خشية أن يغتر أحد بظاهر كلامهم فيقوي الحديث (9) بحديث أنس معتمداً على قاعدة " يتقوى الحديث الضعيفة بكثرة الطرق، ومن شرطها أن تكون مفردات هذه الطرق غير شديدة الضعف، وهذا مما لم يتوفر في هذه الطريق عند التحقيق "] ا. هـ

قلت: وقد حصل ذلك حيث قال محقق كتاب الأذكار للنووي (10) معلقاً على المحقق في حاشية كتاب الأذكار (ص275): " ولكن له شواهد يتقوى بها ".

قلت: وأين هذه الشواهد التي تصلح أن يتقوى بها هذا الحديث فكلها طرق واهية لا تصلح في باب الاعتبار فوجودها كعدمها، فلا يخلو حال رواتها من الضعف الشديد.

وبفضل الله - سبحانه وتعالى - أن هناك حديثاً آخر إسناده حسن، يقال عند الفطر، وهو ما رواه أبو داود في سننه (2357) عن عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - قال: [كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: " ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله "].

وهذا الحديث إسناده حسن، قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (2/ 802): " قال الدارقطني: إسناده حسن "].

وكذلك حسنه العلامة الألباني في صحيح سنن أبي داود (2/ 59) وفي إرواء الغليل (4/ 39) وانظر تخريجه مطولاً في التلخيص الحبير (2/ 802) وإرواء الغليل (4/ 39).

فإذا وجد مثل هذا الإسناد الحسن، والحسن حجة في الأحكام والعبادات، فلا حاجة للعمل بالحديث الضعيف الذي مضى تخريجه، فعليك أيها المسلم بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو الذي يترتب عليه الأجر والثواب، أما الضعيف فاهجره فلا فائدة منه.

والله أعلم

نقلاً من كتاب تحذير الخلان من رواية الأحاديث الضعيفة حول رمضان للشيخ عبد الله الحمادي حفظه الله ص 74 - 82.


1) انظر ما سبق من الأقول في: التهذيب [28/ 122]، والتاريخ الكبير للبخاري [7/ 364]، والجرح والتعديل [8/ 248]، ثقات ابن حبان [7/ 482]، تقريب التهذيب [ص951].
2) طبعة مؤسسة الكتاب الثقافية، تحقيق: أبي محمد سالم بن أحمد السلفي.
3) طبعة مكتبة دار البيان، تحقيق بشير محمد عيَّون [ص226] [479].
4) طبعة دار الفكر، تحقيق: سعيد اللحام.
5) الجرح والتعديل [2/ 190]، الكامل [1/ 525]، المغني في الضعفاء [1/ 128].
6) انظر: تهذيب الكمال [8/ 392]، الجرح والتعديل [3/ 412]، ميزان الاعتدال [3/ 11]، الكامل لابن عدي [3/ 564]، أحوال الرجل للجوزجاني [ص111]، تاريخ بغداد [8/ 353]، تقريب التهذيب [ص305].
7) انظر ما قبل في هارون بن عنترة في: المجروحين [3/ 93] الميزان [7/ 62]، ضعفاء الدراقطني [ص289].
8) انظر ما قبل في عبد الملك بن هارون في: المجروحين [2/ 133]، والجرح والتعديل [5/ 374] وضعفاء الدراقطني [ص289]، والكامل لابن عدي [6/ 529]، والميزان للذهبي [4/ 414]، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي [2/ 153].
9) أي حديث ابن عباس الذي نحن بصدد تخريجه.
10) طبعة دار الهدى، تحقيق وتعليق فضيلة الشيخ/ عبد القادر الأرنؤوط حفظه الله ووفقه، وليته تأمل طرق وشواهد هذا الحديث قبل أن يطلق تلك العبارة، نسأل الله لنا وله التوفيق والسداد.

ـ[علي الكناني]ــــــــ[06 - 11 - 03, 10:16 ص]ـ
أثابك الله

وهنا بعض الفوائد للاستزادة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4258

ـ[أبو حميد الفلاسي]ــــــــ[06 - 11 - 03, 12:29 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم

ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - 10 - 05, 07:46 م]ـ
قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى في شرحه لكتاب الصيام من بلوغ المرام عندما سُئل عن صحة هذا الحديث فقال: لا بأس به.

ـ[المسيطير]ــــــــ[03 - 10 - 05, 02:16 ص]ـ
قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى في شرحه لكتاب الصيام من بلوغ المرام عندما سُئل عن صحة هذا الحديث فقال: لا بأس به.

استدراك:
فقد نبهني الأخ الفاضل عبدالله المحمد جزاه الله خيرا على نسبة القول إلى سماحة الشيخ رحمه الله تعالى، وأستغفر الله، فقد انتقل الذهن بلا شعور إلى حديث:" صوموا تصحوا " فهذا الحديث هو الذي قال عنه سماحة الشيخ رحمه الله: لا بأس به وهو الذي كان في ذاكرتي حين كتابة المشاركة.
وتجد الحديثين وكلام سماحة الشيخ عليهما على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4363&highlight=%D5%E6%E3%E6%C7+%CA%D5%CD%E6%C7

أما حديث:" اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت " فقد ضعفه الشيخ رحمه الله تعالى، وقال: يقال من باب الدعاء وهو من جنس الدعاء.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير