وقال الكرماني يحتمل أن يقال كانوا من الإنس فمسخوا قردة وتغيروا عن الصورة الإنسانية فقط وكان صورته صورة الزنا والرجم ولم يكن ثمة تكليف ولا حدّ وإنما ظنه الذي ظن في الجاهلية مع أن هذه الحكاية لم توجد في بعض نسخ البخاري
وقال الحميدي في (الجمع بين الصحيحين) هذا الحديث وقع في بضع نسخ البخاري وأن أبا مسعود وحده ذكره في (الأطراف) قال وليس هذا في نسخ البخاري أصلاً فلعله من الأحاديث المقحمة في كتاب البخاري
وقال بعضهم في الرد على ابن التين بأنه ثبت في (صحيح مسلم) أن الممسوخ لا نسل له ويعكر عليه بما ثبت أيضاً في صحيح مسلم أن النبي لما أوتي بالضب قال لعله من القرون التي مسخت وقال في الفأر فقدت أمة من بني إسرائيل لا أراها إلاَّ الفار وإليه ذهب أبو إسحاق الزجاج وأبو بكر بن العربي حيث قالا إن الموجود من القردة من نسل الممسوخ وأجيب بأنه قال ذلك قبل الوحي إليه يحقيقة الأمر في ذلك وفيه نظر لعدم الدليل عليه وقال في الرد على ابن عبد البر بأنه لا يلزم من كون صورة الواقعة صورة الزنا والرجم يكون ذلك زناً حقيقة ولا حداً وإنما أطلق ذلك عليه لشبهه به فلا يستلزم ذلك إيقاع التكليف على الحيوان
وأجيب عنه بالجواب الأول من جوابي الكرماني في ذلك وقال في الرد على الحميدي بقوله وما قاله الحميدي مردود فإن الحديث المذكور في معظم الأصول التي وقفنا عليها
ورد عليه بأن وقوف الحميدي على الأصول أكثر وأصح من وقوف هذا المعترض لأنه جمع بين (الصحيحين) ومثله أدرى بحالهما ولو كان في أصل البخاري هذا الحديث لم يجزم بنفيه عن الأصول قطعاً وجزماً على أنه غير موجود في رواية النسفي
وقال هذا القائل أيضاً وتجويز الحميدي أن يزاد في (صحيح البخاري) ما ليس منه ينافي ما عليه العلماء من الحكم بتصحيح جميع ما أورده البخاري في كتابه ومن اتفاقهم على أنه مقطوع بنسبته إليه
قلت فيه نظر لأن منهم من تعرض إلى بعض رجاله بعدم الوثوق وبكونه من أهل الأهواء ودعوى الحكم بتصحيح جميع ما أورده البخاري فيه غير موجهة لأن دعوى الكلية تحتاج إلى دليل قاطع
ويرد ما قاله أيضاً بأن النسفي لم يذكر هذا الحديث فيه) انتهى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 10 - 03, 11:06 ص]ـ
وذكر محمد أنور الكشميري في فيض الباري شرح صحيح البخاري (4/ 76)
(حدثنا نعيم بن حماد - واعلم أنهم قالوا إن نعيم بن حماد من رجال تعليقات البخاري، لا من مسانيده، ويرده هذا الاسناد، فإنه وقع هاهنا في المسند غيضا، على أن الحاكم صرح في مستدركه في كتاب الجنائز أن البخاري احتج بنعيم بن حماد، فطاح ما احتالوا بكونهه من رجال التعليقات، وقد تكلمنا في نعيم بن حماد هذا
ثم إن ابن الجوزي أدخل هذا الحديث في الموضوعات، وكذا حديثين من صحيح مسلم، وقد صرح أصحاب الطبقات أن ابن الجوزي راكب على مطايا العجلة، فيكثر الأغلاط، ورأيت فيه مصيبة أخرى، وهي أنه يرد الأحاديث الصحيحة كلما خالفت عقله وفكره، كحديث الباب، فإنه لم يعقل كيف ترجم القردة القردة الزانية، فإنه من ديدن الإنسان دون الحيوان، قلت وهذا مهمل، وقد ثبت اليوم فيها أفعال تدل على ذكاوتهم، وقصصها شهيرة يتعجب منها كل ذي أذنين، وقد دون اليوم أهل أمريكا، لسانها أيضا، فما الاستبعاد في الرجم، فإن الله تعالى لو كان خلق فيها شعورا لذلك لم يمنعه، وصرح السيوطي في اللآلي المصنوعة أن ابن الجوزي غال في الحكم بالوضع حتى اشتهر في شدته، كما اشتهر الحاكم بالتساهل في التصحيح، ومن هاهنا لا يعبأ المحدثون بجرح ابن الجوزي، وتصحيح الحاكم، إلا ما ثبت عندهم) انتهى.
وقد بحثت كثيرا عن هذا الحديث في الموضوعات لابن الجوزي فلم أجده
ولم يذكر هذا ابن حجر ولا غيره
فالظاهر أن هذا وهم من الكشميري
والله أعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 10 - 03, 01:53 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الفقيه
وذكر محمد أنور الكشميري في فيض الباري شرح صحيح البخاري (4/ 76)
(حدثنا نعيم بن حماد - واعلم أنهم قالوا إن نعيم بن حماد من رجال تعليقات البخاري، لا من مسانيده، ويرده هذا الاسناد ..... ) انتهى.
وقد بحثت كثيرا عن هذا الحديث في الموضوعات لابن الجوزي فلم أجده
ولم يذكر هذا ابن حجر ولا غيره
فالظاهر أن هذا وهم من الكشميري
والله أعلم.
أظنه وهم بين ابن عبد البر وبين ابن الجوزي.
على كل فهذا ليس بالحديث المرفوع، فلا يعني هذا أن نعيم بن حماد محتج به، بل هو متروك. وفي كل الأحوال فقد أخرج له البخاري هذا مما ثبت من طريق آخر، فلا لوم على البخاري، ولا يعني وجود نعيم تضعيف الإسناد. والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 10 - 03, 05:42 م]ـ
الشيخ عبد الرحمن الفقيه جزاك الله خيرا على الإضافة، والنقل.
شكرا للشيخ محمد الأمين على التعيق.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 10 - 03, 06:44 م]ـ
قال ابن عبدالبر في الاستيعاب ج: 3 ص: 1205
عمرو بن ميمون الأودى أبو عبد الله أدرك النبى صلى الله عليه وسلم وصدق إليه وكان مسلما فى حياته وعلى عهده صلى الله عليه وسلم قال عمرو بن ميمون قدم علينا معاذ الشام فلزمته فما فارقته حتى دفنته ثم صحبت ابن مسعود وهو معدود فى كبار التابعين من الكوفيين وهو الذى رأى الرجم فى الجاهلية من القردة إن صح ذلك لأن رواته مجهولون
وقد ذكر البخارى عن نعيم عن هشيم عن حصين عن عمرو بن ميمون الأودى مختصرا قال رأيت فى الجاهلية قردة زنت فرجموها يعنى القردة فرجمتها معهم
ورواه عباد بن العوام عن حصين كما رواه هشيم مختصرا وأما القصة بطولها فإنها تدور على عبد الملك بن مسلم عن عيسى ابن حطان وليسا ممن يحتج بهما
وهذا عند جماعة أهل العلم منكر إضافة الزنا إلى غير مكلف وإقامة الحدود فى البهائم
ولو صح لكانوا من الجن لأن العبادات فى الجن والإنس دون غيرهما وقد كان الرجم فى التوراة
وروى أن عمرو بن ميمون حج ستين ما بين حج وعمرة ومات سنة خمس وسبعين
¥