تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2622) وأحمد (1/ 220 - 221 و 221 و 286 و 287 و 333 و 346) والطبراني في (المعجم الكبير) (3/ 175 / 2 - 166/ 1) و (الصغير) (ص 43 و 209) من طرق عن سعيد بن جبير

عن ابن عباس: (أن رجلا كان مع النبي (ص) فوقصته ناقته وهو محرم فمات، فقال رسول الله (ص): اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبه (وفي رواية: ثوبيه)، ولا تمسوه بطيب، ولا تخمروا. . .). وفي رواية للنسائي: (اغسلوا المحرم في ثوبيه اللذين أحرم فيهما، واغسلوه بماء وسدر. . .). وقال الترمذي: / صفحة 198 / (حديث حسن صحيح). قلت: وفي رواية النسائي يونس بن نافع وهو الخراساني صدوق يخطئ. وفي رواية منصور عن سعيد بن جبير بلفظ: (ولا تغطوا وجهه). بدل (ولا تخمروا رأسه). رواه مسلم وأبو عوانة وابن الجارود والبيهقي (3/ 293). وكذلك رواه جماعة عن عمرو بن دينار عن ابن جبير. أخرجه الطبراني والدارقطني. وجمع بينهما سفيان وهو الثوري عن عمرو بن دينار بلفظ: (ولا تخمروا رأسه، ولا وجهه). أخرجه مسلم وابن ماجه والبيهقي من طريقين عن وكيع عن سفيان به وتابع وكيعا أبو داود الحفري عن سفيان به. أخرجه النسائي بسند صحيح. وتابعه أشعث بن سوار وهو ضعيف، وأبو مريم واظنه عبد الغفار بن قاسم الانصاري رافضي ليس بثقة، كلاهما عن عمرو بن دينار به. أخرجه الطبراني. وفي رواية أبي الزبير عن سعيد بن جبير بلفظ: (وأن يكشفوا وجهه - حسبته قال: ورأسه). أخرجه مسلم وأبو عوانة، والبيهقي تعليقا وقال: (وذكر الوجه فيه غريب، ورواية الجماعة الذين لم يشكوا، وساقوا المتن أحسن سياقة أولى بأن تكون محفوظة). ويرد عليه ما سبق من الطرق والمتابعات التي لا شك فيها أصلا، ولهذا / صفحة 199 / تعقبه ابن التركماني بقوله: (قلت: قد صح النهي عن تغطيتهما، فجمعهما بعضهم، وافرد بعضهم الرأس، وبعضهم الوجه، والكل صحيح، ولا وهم في شئ منه في متنه، وهذا أولى من تغليط مسلم). يعني في إخراجه للرواية التى فيها ذكر الوجه، وهو كما قال، فإنه يبعد جدا أن يجتمع أولئك الثقات على ذكر هنر الزيادة في الحديث خطأ منهم جميعا، فهي زيادة محفوظة إن شاء الله تعالى. وقد جاءت من طريق آخر عن سعيد بن جبير، يرويه شعبة قال: سمعت أبا بشر يحدث عن سعيد بن جبير. . . فذكر الحديث بلفظ: (. . . وأن يكفن في ثوبين، ولا يمس طيبا، خارج راسه. قال شعبة: ثم حدثنى به بعد ذلك: خارج راسه ووجهه). أخرجه مسلم وأبو نعيم والبيهقي. وأخرجه النسائي (2/ 28 - 29) بلفظ: (وكفنوه في ثوبين، ثم قال على أثره: خارجا رأسه، قال ولا تمسوه طيبا فانه يبعث يوم القيامة ملبيا، قال شعبة: فسألته بعد عشر سنين، فجاء بالحديث كما كان يجئ به إلا أنه قال: ولا تخمروا وجهه ورأسه). أخرجه من طريق خالد: حدثنا شعبة به. وأخرجه ابن حبان في (صحيحه) من طريق أبي أسامة عن شعبة بهذا اللفظ: (ولا تخمروا وجهه ورأسه) كما في (الجوهر النقي). ثم أخرجه النسائي من طريق خلف بن خليفة عن أبي بشر بلفظ: (ولا يغطى رأسه ووجهه). وإسناده على شرط مسلم إلا أن خلفا هذا كان اختلط في الاخر، ومن طريقه رواه ابن حزم في (حجة الوداع) كما في (الجوهر النقى) وعزاه إليه / صفحة 200 / وحده، وهو قصور. وأما قول الحافظ في (الفتح) (4/ 47) بعد أن ذكر رواية شعبة هذه من طريق مسلم: (وهذه الرواية تتعلق بالتطيب لا بالكشف والتغطية، وشعبة أحفظ من كل من روى هذا الحديث، فلعل بعض رواته انتقل ذهنه من التطيب إلى التغطية). قلت: وهذا من الحافظ أمر عجيب، فإن الطرق كلها تدل أن الرواية وإنما تتعلق بالكشف لا بالتطيب على خلاف ما حملها عليه الحافظ، وإنما غره رواية مسلم، وفيها تقديم وتأخر كما دل على ذلك رواية النسائي وغيره، فقوله: (خارج رأسه) عند مسلم جملة حالية لقوله: (وأن يكفن في ثوبين) لا لقوله: (ولا يمس طيبا) كما توهم الحافظ، ويؤيد ذلك رواية شعبة نفسه فضلا عن غيره: (ولا تخمروا وجهه ورأسه). فإنها صريحة فيما ذكرنا. وجملة القول: أن زيادة الوجه في الحديث ثابتة محفوظة عن سعيد بن جبير، من طرق عنه، فيجب على الشافعية أن يأخذوا بها كما أخذ بها الامام أحمد في رواية عنه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير