تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال أبو محمد: وقد يمكن أن يكون رأي القرود ترجم قردة فظن أنها ترجمها لأنها زنت، وهذا لا يعلمه أحد إلا ظنا لأن القرود لا تنبئ عن أنفسها، والذي يراها تتسافد لا يعلم أزنت أم لم تزن هذا ظن، ولعل الشيخ عرف أنها زنت بوجه من الدلائل لا نعلمه (1) فإن القرود أزنى البهائم، والعرب تضرب بها المثل فتقول أزنى من قرد، ولولا أن الزنا منه معروف ما ضربت به المثل، وليس شيء أشبه بالإنسان في الزواج، والغيرة منه، والبهائم قد تتعادى ويثب بعضها على بعض، ويعاقب بعضها بعضا فمنها ما يعض، ومنها ما يخدش، ومنها ما يكسر ويحطم، والقرود ترجم بالأكف التي جعلها الله لها كما يرجم الإنسان، فإن كان إنما رجم بعضها بعضا لغير زنا فتوهمه الشيخ لزنا فليس هذا ببعيد، وإن كان الشيخ استدل على الزنا منها بدليل وعلى أن الرجم كان من أجله فليس ذلك أيضا ببعيد (1) لأنها على ما أعلمتك أشد البهائم غيرة وأقربها من بني آدم أفهاما.

قال أبو محمد: وأنا أظن أنها الممسوخ بأعيانها توالدت واستدللت على ذلك بقول الله عز وجل (قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير)

فدخول الألف واللام في القردة والخنازير يدل على المعرفة، وعلى أنها هي القردة التي نعاين، ولو كان أراد شيئا انقرض، ومضى لقال: وجعل منهم قردة وخنازير إلا أن يصح حديث أم حبيبة في الممسوخ (2) فيكون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، ولسنا نقول: إنها فعلت ذلك لأنها علمت بحكم التوراة كما يقول المستهزئ، ولكنا نقول: إنها عاقبت بالرجم إما على الزنا، أو على غير ذلك من أجل أكفها كما يخدش غيرها، ويعض ويكسر إذا كانت أكفها كأكف بني آدم، وكان بن آدم لا ينال ما يريد أذاه إذا بعد عنه إلا بالرجم، ومما يزيد في الدلالة على أن القرود هي الممسوخ بأعيانها إجماع الناس على تحريمها بغير كتاب، ولا أثر كما أجمعوا على تحريم لحوم الناس بغير كتاب ولا أثر.

========================

(1) تقدم سياق القصة بتفاصيلها عند الإسماعيلي، وابن عساكر، وغيرهم.

(2) في مسلم (2663) عن معرور بن سويد عن عبد الله بن مسعود قال: قالت أم حبيبة: اللهم متعني بزوجي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبأبي أبي سفيان وبأخي معاوية فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنك سألت الله لآجال مضروبة وآثار موطوءة وأرزاق مقسومة لا يعجل شيئا منها قبل حله ولا يؤخر منها شيئا بعد حله ولو سألت الله أن يعافيك من عذاب في النار وعذاب في القبر لكان خيرا لك" قال: فقال رجل: يا رسول الله القردة والخنازير هي مما مسخ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" إن الله عز وجل لم يهلك قوما أو يعذب قوما فيجعل لهم نسلا وإن القردة والخنازير كانوا قبل ذلك.

ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[24 - 04 - 07, 05:22 ص]ـ

هناك طريق عن حصين غير طريق هشيم رواها أبو نعيم في معرفة الصحابة قال حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي ثنا عباد بن العوام عن حصين قال سمعت عمرو بن ميمون يقول "زنت قردة في اليمن فرجمتها القردة ورجمتها معهم"

ولقد أشار ابن عبد البر -كما ذكر في ثنايا الكلام- إلى رواية عباد هذه فذكرتها للفائدة

ثم روى القصة بتمامها من طريق آخر عن شبابة بن سوار بمثل رواية ابن عساكر أعلاه

وطريق علي بن عاصم عن حصين التي رواها ابن عساكر من طريق الخرائطي رواها الخرائطي في مساوئ الأخلاق وعندي قال "زنت قردة" بدلا من "رأيت قردة"

قال ابن الأثير الجزري عقب ذكر القصة في ترجمة عمرو بن ميمون "وهذا مما أدخل في صحيح البخاري"

ـ[ابوسعيد السلفي]ــــــــ[27 - 04 - 07, 11:33 م]ـ

بارك الله فيك يا شيخ عبد الرحمن

ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[04 - 11 - 09, 10:37 م]ـ

موضوع ذو صلة وإن خالف الرأي الظاهر هنا

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=192317

بارك الله تعالى فيكم مشايخي الكرام

ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[04 - 11 - 09, 11:21 م]ـ

أظنه وهم بين ابن عبد البر وبين ابن الجوزي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير