[صب العذاب على من سب الأصحاب]
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[19 - 12 - 03, 06:00 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فلقد أكثر المنافقون من سبَّ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أصحابه عمرو بن العاص الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم:
((من صالحي قريش عمرو بن العاص)) [((صحيح الجامع)) (4095)].
((أسلم الناس، وآمن عمرو بن العاص)) [((صحيح الجامع)) (971)].
((ابنا العاص مؤمنان، هشام، وعمرو)) [((صحيح الجامع)) (45)].
وعندنا بمصر يدرَّس في المراحل الابتدائية من الدراسة سبه!! وأخيراً يظهر علينا مسلسل جديد يسبونه هو ومعاوية رضي الله عنهما.
ولا أدري والله ألا يخجلون؟ أما يجدون إلا عمرو بن العاص الذي فتح بلادهم وخلّصهم من الشرك، بعد أن كانت دولة صليبية؟
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ولأمثال هؤلاء الحمقى أقوالاً ما أريد أن ألوس بها سماعكم، وأن أضيع وقتكم بها.
وهم كما يروى عن أبي زرعة أنه قال:
((إذا رأيت الرجل ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق؛ وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما أرادوا أن يجرحوا شهودنا؛ ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة)).
رواه الخطيب في ((الكفاية)).
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[19 - 12 - 03, 06:04 ص]ـ
فلهذا رأيت أن أفتح هذا الموضوع لتحقيق ما ورد في سب وتنقص أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الأثار الضعيفة والمكذوبة.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[19 - 12 - 03, 06:07 ص]ـ
أخرج ابن سعد في ((الطبقات)) (4/ 448)، والحاكم في ((المستدرك)) (3/ 514).
من طريق هشام بن محمد بن السائب الكلبي، عن عوانة بن الحكم، قال: عمرو بن العاص يقول: عجبا لمن نزل به الموت، وعقله معه! كيف لا يصفه؟
فلما نزل به؛ قال له ابنه عبدالله بن عمرو: يا أبت! إنك كنت تقول: عجبا لمن نزل به الموت وعقله معه! كيف لا يصفه؟
فصف لنا الموت، وعقلك معك.
فقال: يا بني! الموت أجلًّ من أن يوصف، ولكني سأصف لك منه شيئاً.
أجدني كأن على عنقي جبال رضوى، وأجدني كأن في جوفي شوك السلاء، وأجدني كأن نفسي يخرج من ثقب إبرة.
القصة موضوعة.
من أجل هشام بن محمد بن السائب،
قال أحمد في ((العلل ومعرفة الرجال)) (1/ 243)، والبخاري في ((التاريخ الكبير)) (8/ 200)، وأبوحاتم في ((الجرح والتعديل)) (9/ 69)،: صاحب سمر ونسب.
وقال الدارقطني – كما في ((الميزان)) (7/ 89) –: متروك.
وقال ابن حبان في ((المجروحين)) (3/ 91): يروي عن أبيه، ومعروف – مولى سليمان –، والعراقيين، العجائب والأخبار التي لا أصول لها، .... وكان غاليا في التشيع، أخباره في الأغلوطات أشهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفها.
وقال ابن عساكر – كما في ((الميزان)) (7/ 89) –: رافضي، ليس بثقة.
وقال الذهبي في ((تذكرة الحفاظ)) (1/ 343): أحد المتروكين، ليس بثقة.
وقال في ((طبقات المحدثين)): واه.
وقال في ((المغني في الضعفاء)): تركوه.
وقال ابن حجر في ((اللسان)) (7/ 262): ذكره العقيلي (1)، وابن الجارود، وابن السكن وغيرهم في الضعفاء.
قلت: فتبين مما سبق أن القصة من وضع هشام الكلبي هذا، ومما يدل على ذلك أنه شيعي.
فهو افترى هذه القصة على الصحابي عمرو بن العاص – رضي الله عنه –؛ كي يشبه حالته بحالة الكافر التي في الحديث الذي أخرجه أبوداود، وعبدالرزاق ,أحمد، , وغيرهم بسند صحيح من حديث البراء بن عازب – رضي الله عنه –، وفيه في وصف احتضار الكافر: (( .... نزلت إليه ملائكة غلاظ شداد ينتزعون روحه كما ينتزع السفود الكبير الشعب من الصوف المبتل وينتزع نفسه مع العروق ... )).
فالقصة موضوعة، ولا كرامة.
ـ[الرايه]ــــــــ[20 - 12 - 03, 05:55 ص]ـ
بارك الله في جهدك اخي ابا المنهال
ولعل من الصدف الجميلة ان عنوان مقالك
((صب العذاب على من سب الاصحاب))
هو عنوان كتاب
لعلامة العراق ابو المعالي محمود شكري الالوسي
ت:1342هـ
وكتابه مطبوع بتحقيق الشيخ / عبد الله البخاري -وهو رسالته العلمية-
طبع عام 1417هـ
الناشر: دار اضواء السلف
بارك الله في جهدك اخي الكريم