تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

صحيفته ولم يميز بينهما اختلط فيها وجعلها كلها عن أبى هريرة وليس هذا مما يهى الإنسان به لأن الصحيفة كلها في نفسها صحيحة فما قال بن عجلان عن سعيد عن أبيه عن أبى هريرة فذاك مما حمل عنه قديما قبل اختلاط صحيفته عليه وما قال عن سعيد عن أبى هريرة فبعضها متصل صحيح وبعضها منقطع لأنه أسقط أباه منها فلا يجب الاحتجاج ثم الاحتياط إلا بما يروى الثقات المتقنون عنه عن سعيد عن أبيه عن أبى هريرة وإنما كان يهى أمره ويضعف لو قال في الكل سعيد عن أبى هريرة فإنه لو قال ذلك لكان كاذبا في البعض لأن الكل لم يسمعه سعيد عن أبى هريرة فلو قال ذلك لكان الاحتجاج به ساقطا على حسب ما ذكرناه" (الثقات لابن حبان 7/ 387) وقد أخرج له البخاري في صحيحه ثلاثة أحاديث عن سعيد عن أبي هريرة متابعاً في كتاب الدعوات باب التعوذ والقراءة عند المنام، وفي كتاب الرقاق باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر الله إليه، وفي كتاب التوحيد السؤال بأسماء الله تعالى، وقد حسن الترمذي حديثه عن سعيد عن أبي هريرة في السنن في غير موضع انظر مثلاً كتاب الأدب باب ماجاء في أن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب 5/ 86 قال هذا حديث حسن صحيح. قال في معرفة الثقات 2/ 247:"مدني ثقة قال الذهبي في المغني في الضعفاء2/ 613: " قال القطان كان مضطربا في حديث نافع ... وذكره البخاري في كتاب الضعفاء له وهو حسن الحديث" وقال في ميزان الاعتدال معلقاً على ذكر البخاري له في الضعفاء 6/ 256: " وقال البخاري في ترجمة ابن عجلان في الضعفاء قال لي علي بن أبي الوزير عن مالك إنه ذكر ابن عجلان فذكر خيراً" وربما أشار هذا إلى أن فيه بعض الضعف وليس ضعيف مطلقاً ولعله يحمل على حديثه عن نافع، قال في التقريب 496: " محمد بن عجلان المدني صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة وفي تهذيب الكمال 26/ 106: " وقال أبو زرعة بن عجلان صدوق وسط وقال أبو حاتم والنسائي ثقة" ومن من وثقه كذلك ابنه عبدالله (السابق 107).

والذي يظهر أن محمد بن عجلان ثقة في غير من تكلم في روايته عنهم، صدوق مقبول حديثه فيمن تكلم في روايته عنهم مثل نافع أو المقبري عن أبي هريرة، لأن متقدمي الحفاظ أطلقوا توثيقه، ولم يتكلم فيه بقدح سوى ثلاثة، وكلاهم بعد التأمل يفضي إلى ما سبق، وجملة ما قيل:

أولاً: مايروى عن مالك (السير 6/ 320): " وقال ابن القاسم قيل لمالك إن ناسا من أهل العلم يحدثون يعني بحديث خلق آدم على صورته فقال من هم قيل ابن عجلان قال لم يكن ابن عجلان يعرف هذه الأشياء ولم يكن عالماً" علق عليه الذهبي: "قلت لم ينفرد به محمد والحديث في الصحيحين"، وقد سبق الإشارة إلى أن مالكاً قال فيه خيراً، وإنما طعن في هذه الرواية، فلا يعد هذا طعناً فيه خاصة وأنه قد أصاب فيها، بل يبقى قوله خيراً فيه ثناء عليه ..

ثانياً: ما نقل عن الحاكم، لايسلم به وقد سبق بيان احتجاج مسلم به، ومتقدمي الحفاظ على توثيقه.

ثالثاً: ما نقل عن ابن القطان، وهذا في حديث مخصوص، عن نافع وعن المقبري عن أبي هريرة، وقد علق الترمذي في علله بعد أنن أشار إلى حفظه قائلاً 1/ 744: " قال سفيان بن عيينة كان محمد بن عجلان ثقة مأمونا في الحديث قال أبو عيسى وإنما تكلم يحيى بن سعيد القطان عندنا في رواية محمد بن عجلان عن سعيد المقبري أخبرنا أبو بكر عن علي بن عبد الله قال قال يحيى بن سعيد قال محمد بن عجلان أحاديث سعيد المقبري بعضها سعيد عن أبي هريرة وبعضها سعيد عن رجل عن أبي هريرة فاختلطت علي فصيرتها عن سعيد عن أبي هريرة فإنما تكلم يحيى بن سعيد عندنا في بن عجلان لهذا وقد روى يحيى عن بن عجلان الكثير".

قلت: سبق قول أبي حاتم وتفريقه بين ما يحدث به عن أبيه، وبين ما يرويه عن أبي هريرة بغير واسطة، فالأول لاغبار عليه والثاني هو محل الإشكال.

ثم ما يرويه عن أبي هريرة، الذي يظهر لي أن الأصل استقامته فيه، وقد بدا لي بتتبع من يروي عنهم المقبري في الكتب التسعة ويرون عن أبي هريرة أنهم إما ثقات أومقبولون تُكلم فيهم، ومن تكلم فيهم ليست لهم رواية عن أبي هريرة إلاّ من طريقه إلاّ أن تكون خارج الكتب التسعة، ومن يرون عن أبي هريرة وهم من جملة من يروي عنهم المقبري هم:

- والده وهو ثقة فلايضره إسقاطه.

- يزيد بن هرمز، وهو ثقة فلو أسقط لم يضر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير