الكتب التسعة غير هذا ولا يضر إن روى عن أبي هريرة وأسقطه فهو ثقة.
- عطاء مولى أبو أحمد، وهذا ذكره في الثقات 6/ 462، قال الذهبي لايعرف (المغني في الضعفاء 2/ 436)، قال في التقريب مقبول ص392، قال في تهذيب الكمال: "وى له الترمذي والنسائي وابن ماجة حديثا واحداً" وقد روى له المقبري في موضعين: عند ابن ماجة: حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي حدثنا أبو أسامة عن عبد الحميد بن جعفر عن المقبري عن عطاء مولى أبي أحمد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تعلموا القرآن واقرءوه وارقدوا فإن مثل القرآن ومن تعلمه فقام به كمثل جراب محشو مسكا يفوح ريحه كل مكان ومثل من تعلمه فرقد وهو في جوفه كمثل جراب أوكي على مسك). وعند الترمذي: حدثنا الحسن بن علي الحلواني حدثنا أبو أسامة حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن سعيد المقبري عن عطاء مولى أبي أحمد عن أبي هريرة قال: (بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا وهم ذو عدد فاستقرأهم فاستقرأ كل رجل منهم ما معه من القرآن فأتى على رجل منهم من أحدثهم سنا فقال ما معك يا فلان قال معي كذا وكذا وسورة البقرة قال أمعك سورة البقرة فقال نعم قال فاذهب فأنت أميرهم فقال رجل من أشرافهم والله يا رسول الله ما منعني أن أتعلم سورة البقرة إلا خشية ألا أقوم بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا القرآن واقرءوه فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقام به كمثل جراب محشو مسكا يفوح ريحه في كل مكان ومثل من تعلمه فيرقد وهو في جوفه كمثل جراب وكئ على مسك) قال أبو عيسى: هذا حديث حسن وقد رواه الليث بن سعد عن سعيد المقبري عن عطاء مولى أبي أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ولم يذكر فيه عن أبي هريرة حدثنا قتيبة عن الليث فذكره. ولم ترو له في الكتب التسعة أحاديث عن أبي هريرة غيرهما.
- عياض بن عبدالله بن سعد بن أبي السرح، وهو ثقة، روى عنه عن أبي هريرة في التسعة حديثاً واحداً. وله في الكتب التسعة غيره حديثان عند أحمد هما:
الأول: حدثنا محمد بن بكر حدثنا عبد الحميد بن جعفر الأنصاري أخبرني عياض بن عبد الله بن أبي سرح عن أبي هريرة قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس فذكر الإيمان بالله والجهاد في سبيل الله من أفضل الأعمال عند الله قال فقام رجل فقال يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله وأنا صابر محتسب مقبلا غير مدبر كفر الله عني خطاياي قال نعم قال فكيف قلت قال فرد عليه القول كما قال قال نعم قال فكيف قلت قال فرد عليه القول أيضا قال يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر كفر الله عني خطاياي قال نعم إلا الدين فإن جبريل عليه السلام سارني بذلك.
الثاني: حدثنا محمد بن بكر حدثنا عبد الحميد بن جعفر الأنصاري أخبرني عياض بنحوه.
- عبدالرحمن بن مهران مولى أبي هريرة، وهذا قال أبوحاتم صالح (الجرح والتعديل 5/ 285)، وذكره ابن حبان في الثقات 5/ 106، قال في الكاشف: صدوق ص646، وذكر البخاري في التاريخ الكبير أن المقبري روى عنه عن أبي هريرة. وقد روى مسلم له في صحيحه. وقد رويت له في التسعة عن أبي هريرة أربعة أحاديث رابعها مكرر.
- أبورافع عبدالله بن رافع مولى أم سلمة، يروي عن أبي هريرة أيضاً ويروي عنه المقبري، غير أنه لم تنقل رواية له عنه في الكتب التسعة، وعلى كل حال هو ثقة وقد روى عن أبي هريرة أحاديث عدة. فلا يضر إسقاطه.
- عباد بن أبي سعيد أخو سعيد، وهو مقبول وثقه العجلي وابن خلفون والتبان، وقال في التقريب مقبول، وقد روى عنه حديثاً واحداً عن أحمد والنسائي وأبوداود وابن ماجة، ولم ينقل في الكتب التسعة حديث لعباد غيرهذا عن أبي هريرة.
فيظهر من هذا أن حديثه عن أبي هريرة من طريق غير أبيه مستقيم، فهو إما أن يرويه دون واسطة، أو عن ثقات، أو يروي عن من سماهم وليست لهم رواية عن أبي هريرة في الكتب التسعة غير ماذكر فلا يقال إذا أسقط نفراً كانوا هم، على أنهم مقبولين كلهم.
أما روايته عن نافع فلم يتكلم فيها غير ابن القطان، وقد أطلق الأئمة توثيقه. فالأصل فيها أنها مقبولة وقد تكون له أخطاء تشدد فيها ابن القطان. ولعل مما يشهد لذلك تخريج البخاري له في صحيحه عن أبي هريرة، وتصحيح الترمذي لحديث له عن أبي هريرة في سننه وقد مضيا.
وربما دلس عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة (انظر جامع التحصيل 1/ 266) ولكن هذا قليل، والأصل عدمه، كما أن روايته عن صالح مولى التوأمة قليلة. وكذلك ربما روى عن الأعرج مدلساً ربيعة بن عثمان بن ربيعة (التبيين لأسماء المدلسين 1/ 198) وعلى قلة هذا فإن ربيعة احتج به مسلم وهو صدوق.
الحاصل أن رواية محمد بن عجلان على قسمين:
- مارواه عن غير من تكلم في روايته عنهم فهو ثقة فيهم.
- مارواه عن من تكلم في روايته عنهم وهم أربعة: صالح مولى التوأمة، والأعرج، ونافع، وأبوهريرة رضي الله عنه، فالأقرب أنه يحتج به فيهم مالم يثبت أن روايته لهم عن غير ثقات.
¥