تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أعتذر لك أخي الحبيب للتأخر في الرد، حيث إن السلسلة الضعيفة للعلامة الألباني- رحمه الله تعالى- لم تكن بحوزتي ولم أتحصل على المجلد السادس من السلسلة- والذي به تخريج الحديث المذكور- إلا الساعة0

وإليك أخي الكريم كلام العلامة الألباني- رحمه الله تعالى- على الحديث المذكور منقولاً من السلسلة الضعيفة له (6/ 443 - 447):

2901 - (الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله يوشك أن يأخذه)

ضعيف0 أخرجه البخاري في التاريخ (3/ 131/389)، والترمذي (3861)، وابن حبان (2284 - موارد)، وأحمد (4/ 87و5/ 54 - 55)، وفي ((الفضائل)) (1/ 47/1و3)، وابنه عبدالله في ((زوائده)) (1/ 48/2و4)، وابن أبي عاصم في ((السنة)) (2/ 479/992)، وأبو نعيم في ((الحلية)) (8/ 287)، والعقيلي (2/ 272)، وابن عدي (4/ 167)، والبيهقي في ((الشعب)) (2/ 191/1511)، والخطيب في ((تاريخ بغداد)) (9/ 123)؛ كلهم من طرق عن سعد بن إبراهيم – وقال بعضهم: إبراهيم بن سعد-: ثنا عبيدة بن أبي رائطة عن عبدالرحمن بن زياد عن عبدالله بن مغفل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره0 وقال الترمذي:

((حديث [حسن] غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه)) 0

قلت: وقوله: ((حسن))؛ زيادة في بعض النسخ دون بعض؛ كما ذكر ذلك الأستاذ الدعّاس في تعليقه عليه، وفي ثبوتها في ((الترمذي)) نظر عندي، ولا سيّما وهو مناف لحال أحد رواته في نقدي لما يأتي، فقد عزاه جمع للترمذي منهم العراقي في ((تخريج الإحياء)) (1/ 93)، ومن قبله الحافظ المزِّي في ((التحفة)) فلم يذكروا عنه تحسينه إياه، وكذلك في ترجمة عبدالرحمن بن زياد من ((التهذيب)) 0 وتبعهم السيوطيفي ((الجامع الكبير))، ومن قبله ابن كثير في ((التفسير/ الأحزاب))، لكني قد وجدت التحسين قد ذكره في عبارة الترمذي المتقدمة من هو أقدم من هؤلاء جميعًا وأكثر معرفة بكتاب الترمذي، ألا وهو الحافظ البغوي في بعض نسخ كتابه القديمة، فإن صح عنه فهو من تساهله المعروف، فقد قال شيخه البخاري عقب الحديث:

((فيه نظر)) 0

قلت: ولعلَّ ذلك- والله أعلم- من قبل راويه عبدالرحمن بن زياد؛ فإنه لا يعرف إلا بهذه الرواية من طريق اب أبي رائطة عنه0 ولذلك قال الذهبي في ((الميزان)) 0

((لا يعرف، قال البخاري: فيه نظر))

وأقرَّه الحافظ في ((اللسان))؛ وذكر أنه اختلف في اسمه، وأنه مفسّر في ((التهذيب)) في ترجمة عبدالرحمن بن زياد0 وهناك روى عن ابن معين أنه قال:

((لا أعرفه)) 0

والاختلاف الذي أشار إليه، قد تتبَّعْته في المصادر المتقدمة فوجدته على الوجوه الأربعة التالية:

1 - عبدالله بن عبدالرحمن؛ وهو الأكثر0

2 - عبدالرحمن بن أبي زياد0

3 - عبدالرحمن بن زياد0

4 - عبدالرحمن بن زياد أو عبدالرحمن بن عبدالله0

فأقول: إن هذا الاختلاف مما يؤكد ما سبق عن الحفاظ أنه لا يعرف0 وعلى الوجه الأول وقع في ((كامل ابن عدي))، ولكنه شذَّ عن الجماعة، فأورد الحديث بإسناده تحت ترجمة (عبدالله بن عبدالرحمن بن يعلى الطائفي)، وروى فيها قول البخاري المتقدم في (عبدالله بن عبدالرحمن):

((فيه نظر)) 0

فأوهم ابن عدي بصنيعه هذا أن الحديث حديث الطائفي هذا، ولا علاقة له به مطلقًا، فتنبَّه، فقد تبعه تبعه على ذلك المعلِّق عليه!

وخالف الطرق المشار إليها آنفًا حمزة بن رشيد الباهلي فقال: حدثنا إبراهيم بن سعد عن عبيدة بن أبي رائطة عن عمر بن بشر عن أنس بن مالك أو عمن حدثه عن أنس بن مالك- إبراهيم شك- عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه0

أخرجه العقيلي (2/ 273) 0

قلت: وهذه رواية شاذة بل منكرة؛ فإن حمزة هذا- مع مخالفته للثقات- لم أجد له ترجمة فيما لديَّ من كتب الرجال0 ثم قال العقيلي:

((وفي هذا الباب أحاديث جيدة الإسناد من غير هذا الوجه بخلاف هذا اللفظ)) 0

قلت: وكأنه يشير إلى نكارته، وهو بها حريّ0 ومن تلك الأحاديث التي أشار إليها قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تسبُّوا أصحابي000)) الحديث؛ وهو مخرج في ((ظلال الجنة)) (2/ 478 - 479) برواية الشيخين وغيرهما0 وله شواهد خرَّجت بعضها في ((الصحيحة)) (4/ 556/1923) 0

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير