ما مدى صحة أحاديث أن سعداً ضم في القبر بسبب عدم تنزهه من البول؟
ـ[طارق]ــــــــ[25 - 12 - 03, 07:01 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل صحيح أن سعداً بن أبي وقاص رضي الله عنه ضم ضمة في القبر بسبب تقصيره في بعض الطهور من البول؟
رجاء الرد للإفادة
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[25 - 12 - 03, 09:06 ص]ـ
لعّك تريد هذا:
رَفعُ الهِمَّة
في
بيانِ صحَّة حديثِ ((لقد ضُمَّ ضَمَّة))
بقلم
أبي محمد
إبراهيم بن شريفٍ الميلي ثمَّ الجزائريّ
نزيلِ الكُوَيت ـ حرسَهَا اللهُ تعالى و سائر بلاد المسلمين ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله الذي شرحَ صُدُورَ أهلِ الإسلام للسُّنَّة فانقادت لاتباعها، وارتاحت
لسماعها، وأمات نفوس أهل الطغيان بالبدعة بعد أن تمادت في نزاعها، و تغالَت في ابتداعها؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العالمُ بانقياد الأفئدة
وامتناعها، المطَّلعُ علىضمائر القلوب في حالتي افتراقها واجتماعها، وأشهد أن محمداً عبده ورسولُه الذي انخفضَت بحقه كلمةُ الباطل بعد ارتفاعها، واتصلت بإرساله أنوارُ الهدى وظهرت حجتها بعد انقطاعها ?ما دامتِ السَّماء والأرض، هذه في سُمُوِّهَا، وهذه في اتساعها.
وعلى آله وصحبه الذين كسَروا جيوشَ المردةِ وفتحوا حصونَ قِلاعِهَا وهجَرُوا في محبة
داعيهم إلى الله الأوطار و الأوطان ولم يعاودوها بعد وداعها، وحفظوا على أتباعهم
أقواله وأفعاله و أحواله حتى أُمِنَت بهم السُّنن الشريفة من ضياعها.
أما بعدُ:
فقد سألتني ـ نفعي الله وإياك وسائر الأصحاب بنافع العلم و رزقنا جميعاً صائب
الفهم ـ عن صحة حديث: ((إن للقبر ضمة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ)).
فأقول ـ مستعيناً بالله وحده ـ:
هذا الحديث فيما وقفت عليه ـ و لله الحمد و المنة ـ قد جاء من رواية جمع من الصحابة و التابعين، هذا تفصيلها:
الحديث الأول: عن ابن عمر رضي الله عنهما، و لفظه مرفوعا إليه ?هذا الذي تحرك له العرش وفتحت له أبواب السماء وشهده سبعون ألفا من الملائكة لقد ضُمَّ ضَمَّةً ثم فرِّجَ عنه يعني سعدَ بنَ معاذٍ رضي الله عنه)).
أخرجه النسائي في ((المجتبى)) (رقم:2055) و في ((الكبرى)) (رقم: 2182) وابن سعد في ((الطبقات)) (3/ 430) من طريق عبد الله بن إدريس، حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر به.
و هذا إسنادٌ صحيح، ابن إدريس ثقة حجة لا يختلف فيه، و قد خولف في إسناده،
خالفه:
1 ـ يحيى بن سعيد القطان، فرواه عن عبيد الله عن نافع، قال: أخبرت .. فذكره.
2 ـ و محمد بن بشر العبدي: علقه عنهما ابن أبي حاتم في ((علله)) (2/ 362).
3 ـ و عبدة بن سليمان: أخرجه هناد في ((الزهد)) (رقم: 358).
4 ـ و عبد الله بن نمير: أخرجه ابن سعد في ((الطبقات)) (3/ 430).
قلت: و الوصل هنا مقبول لثلاثة أمور:
الأول: أن الواصل ثقة ثبت حجة، معه زيادة حفظ و علم، و قد قال غير واحد من أئمة هذا الشأن كأبي زرعة و غيره: ((زيادة الحافظ على الحافظ مقبولة)).
و ابن إدريس لا ريب أنه من الحفاظ الثقات:
قال الإمام أحمد عن ابن إدريس:كان نسيج وحده.
و قال ابن معين في رواية عثمان الدارمي: ثقة في كل شيء، و وثقه في رواية إسحاق بن منصور.
و قال أبو جعفر الجمال: كان ابن إدريس حافظا لما يحفظ.
و قال أبو حاتم - و هو مَنْ هو في شدَّتِه؟ -: حديثُ ابن إدريس حجة يحتج بها وهو
إمام من أئمة المسلمين، ثقة.
و قال العجلي: عبد الله بن إدريس بن يزيد الأودي ثقة ثبت صاحب سنة.
وقال جعفر الفريابي سألت ابن نمير عن عبد الله بن إدريس وحفص فقال: حفص أكثر حديثا ولكن ابن إدريس ما خرج عنه فإنه فيه أثبت وأتقن.
وقال النسائي: ثقةٌ ثبتٌ.
و قال ابن سعد: وكان ثقةً مأموناً كثيَر الحديث حجةً صاحبَ سنة وجماعةٍ.
و وثقه ابنُ المديني و ابنُ خِراش و ابن حِبَّان و غيرُهم.
وقال الخليليُّ: ثقةٌ متفقٌ عليه.
كما أن زيادتَه لا تُنافي روايةَ الآخرين، ذلكَ أنَّ الراوي قد ينشطُ أحيانا فيوصِلُ، و
يكسلُ أخرى فيرسلُ، و ليس هذا بمستقيمٍ دائماً، لكنْ ها هُنَا القرائنُ قد حفَّته و قوَّتْه.
¥