لكنه لم يزد على ضمَّة)).
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عائشة بنت سعد إلا سعد بن إبراهيم، و لا
رواه عن سعد إلا عقيل، و تفرد به ابنُ لهيعة.
قلت: عبيد الله: صدوق، و شيخه: ثقة، و الحديث أخطأ فيه ابن لهيعة سندا و
متنا، فقد كان يلقن في آخر عمره ما ليس من حديثه، و قد جمع في الحديث متنين لحديثين بإسنادين مختلفين!
و لعله مما دلَّسه، فقد كان مدلسا، و لم يصرح بالسماع و التحديث.
كما أنَّ السند هكذا: عقيل عن سعد عن عائشة: لا يجيء.
الرابع: فقد أخرج أبو نعيم في ((الحلية)) (3/ 173 174)، قال: حدثنا أحمد بن القاسم بن الريان، حدثنا إسحاق بن الحسين الحربي حدثنا أبو حذيفة، حدثنا سفيان الثوري عن سعد بن إبراهيم عن نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله ? ((لو أن أحدا نجا من عذاب القبر لنجا منه سعد بن معاذ وقال
بأصابعه الثلاثة فجمعها كأنه يقللها ثم قال ضغط ثم عوفي)).
قلت: و هذا الحديث بهذا الإسناد: خطأٌ من أبي حذيفة، فقد كان كثير الوهم و التصحيف عن الثوريِّ.
و قد أشار إلى إعلاله برواية شعبة: أبو نعيم، فقال عقب إخراجه: ((كذا رواه أبو حذيفة عن الثوريِّ عن سعدٍ، و رواه غُندر و غيرُه عن شعبةَ عن سعدٍ عن نافعٍ عن إسنان (الأصل: سنان) عن عائشة رضي الله تعالى عنها))، و انظر التنبيه الخامس.
الخامس: فقد أخرجه أيضا الخطيب في ((المتفق و المفترق)) (3/ رقم: 1793)، قال: أخبرني أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد الزعفراني، [حدثنا] محمد بن ماهان، حدثنا يزيد بن أبي زياد، أبو الحسن، حدثنا شعبة، عن سعد (الأصل: سعيد)، قال: حدثنا نافع، عن عبد الله بن عمر عن عائشة، قالت: سمعت رسول الله ? يقول: " إن للقبر ضغطة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ)).
قلت: و إسناده إلى محمد بن ماهان: صحيح، و محمد بن ماهان، هو السمسار: ثقةٌ، وثقه ابنُ حبَّان (الثقات 9/ 149) و الدَّارقطنيُّ و البرقانيُّ (تاريخ بغداد 3/ 293)، و جهَّله أبو حاتم (الجرح 8/ 105) - فلم يصب - و تبعه ابن الجوزي (الضعفاء 3/ 95) و الذهبي.
و ليس هو القصباني - كما يظهر من صنيع الذهبي و ابن حجر (لسان الميزان 5/ 357)، فقد فرق بينهما ابن أبي حاتم في " الجرح)).
و علة هذا الإسناد: يزيد بن أبي زياد، و هو: ابن السكن الخراساني المؤذن، قال عنه أبو حاتم: صدوق وليس بالقوي ولاتقوم به الحجة (الجرح 9/ 265)، و قال الدارقطني في ((العلل)): شيخ ليس بثقة (اللسان 6/ 287).
قلت: و قد أخطأ الذهبي في كتابه ((المغني في الضعفاء)) (2/ 749) حيث خلط بينه و بين آخر، فقد ذكر في ترجمة من يروي عن محمد بن هلال، قوله: ((قلت ويروي عن شعبة، قال الدارقطني: ليس بثقة، و قال البخاري: منكر الحديث)).
قلت: و الذي يروي عن شعبة هو المذكور هنا في هذا السند!
الحديث الثالث: عن جابر بن عبد الله قال ((لما دفن سعد ونحن مع رسول الله ? سبح رسول الله ? فسبح الناس معه طويلا ثم كبر فكبر الناس ثم قالوا يا رسول الله مم سبحت قال لقد تضايق على هذا الرجل الصالح قبره حتى فرجه الله عز وجل عنه "؛ و في لفظ: قال رسول الله ? لهذا العبد الصالح الذي تحرك له العرش وفتحت
له أبواب السماء شدد عليه ففرج الله عنه وقال مرة فتحت وقال مرة ثم فرج الله عنه وقال مرة قال رسول الله ? لسعد يوم مات وهو يدفن)).
رواه معاذ بن رفاعة الزرقي، و اختلف عليه على وجهين:
الوجه الأولُ: ما رواه يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد و يحيى بن سعيد عنه عن جابر به: أخرجه الإمام أحمد (رقم: 14545) و النسائي في ((الكبرى)) (رقم: 8224) و ابن حبان (رقم: 7033) و الحاكم (3/ 206) من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عنهما به.
و علقه البخاري في ((التاريخ الكبير)) (1/ 148) عن ابن الهاد.
قلت: رواه عن محمد بن عمرو محمد بن خالد الوهبي و يزيد بن هارون، و
الفضل بن موسى و محمد بن بشر العبدي.
و اختلف على محمد بن عمرو على أوجه - هذا أحدها -:
¥