وقال أبو عيسى الترمذى: ((روى حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء فقال عن ((وكيع بن حدس)). وقال شعبة وأبو عوانة وهشيم عن يعلى بن عطاء عن ((وكيع بن عدس))، وهذا أصح)).
قلت: والاختلاف على هذا الاسم لا يؤثر كثيراً على الحكم على إسناد الحديث، فقد رووا به جملة أحاديث فى ((المسانيد)) و ((الصحاح)) و ((السنن)) و ((الأجزاء)). وبهذا الإسناد صحَّح ابن حبان ستة أحاديث فى ((صحيحه)):
(الأول) عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ قَالَ قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مثل المؤمن مثل النحلة لا تأكل إلا طيباً ولا تضع إلا طيباً)).
(الثانى) عَنْه قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا كُنَّا نَذْبَحُ فِي رَجَبٍ ذَبَائِحَ، فَنَأْكُلُ مِنْهَا وَنُطْعِمُ مِنْهَا مَنْ جَاءَنَا، قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا بَأْسَ بِذَلِكَ)).
(الثالث) عَنْه أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((رُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ أَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، وَهِيَ عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ مَا لَمْ يُحَدِّثْ بِهَا، فَإِذَا حَدَّثَ بِهَا وَقَعَتْ)).
(الرابع) عَنْه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ أَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، وَهِيَ عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ مَا لَمْ يُحَدِّثْ بِهَا، فَإِذَا حَدَّثَ بِهَا وَقَعَتْ، قَالَ ـ أَظُنُّهُ قَالَ ـ لا يُحَدِّثُ بِهَا إِلا حَبِيبًا أَوْ لَبِيبًا)).
(الخامس) عَنْه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقَهُ؟، قَالَ: ((كَانَ فِي عَمَاءٍ مَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ، وَمَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ وَخَلَقَ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ)).
(السادس) عَنْه قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَنَرَى اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَا آيَةُ ذَلِكَ فِي خَلْقِهِ؟، قَالَ: ((يَا أَبَا رَزِينٍ أَلَيْسَ كُلُّكُمْ يَرَى الْقَمَرَ مُخْلِيًا بِهِ))، قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: ((فَاللَّهُ أَعْظَمُ، وَذَلِكَ آيَةٌ فِي خَلْقِهِ)).
وصحح الترمذى منها حديث ((رُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ .. ))، وحسَّن حديث ((أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقَهُ؟)).
ورجال هذا الإسناد ثقات كلهم، حماد بن سلمة فما فوقه، خلا وكيع بن حدس العقيلى، فقد ذكره ابن حبان فى ((الثقات)) وصحح أحاديثه، وخرَّجها فى ((صحيحه)) كما أسلفناه. وقال فى ((مشاهير علماء الأمصار)): ((وكيع بن عدس بن عامر بن أخى أبى رزين العقيلى. من الأثبات. كنيته أبو مصعب)).
وقال الحافظ الذهبى فى ((الميزان)) (7/ 126/9363): ((لا يعرف. تفرد عنه يعلى بن عطاء)). ثم قال فى ((الكاشف)) (2/ 350): ((وكيع بن عدس أوحدس. وثق)). وقال الحافظ العسقلانى ((التقريب)) (1/ 581): ((مقبول من الرابعة))، يعنى من الموثقين فى صغار التابعين ممن لا يسقط الاحتجاج بحديثهم.
فالحديث حسن، إن لم يكن صحيحاً. والسلام عليكم.
ـ[أبوالأشبال السكندرى]ــــــــ[05 - 04 - 04, 03:02 م]ـ
جزى الله الشيخ أبو محمد الألفى خير الجزاء.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[13 - 10 - 09, 04:29 م]ـ
يرفع للفائدة
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[13 - 10 - 09, 10:15 م]ـ
سبق وأن بحثته بحثا مختصرا:
– عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غِيَره، ينظر إليكم، أزلين قنطين .. الخ
قلت ذكره الشيخ: بلفظ قريب من لفظ ابن كثير للحديث في تفسيره لسورة البقرة آية 215 وقال الألباني في الصحيحة (6/ 732) و لم أره بهذا اللفظ، فالظاهر أنه رواه بالمعنى (يعني ابن كثير). وقال أيضا في نفس الموضع في الصحيحة لا أصل له في شيء من كتب السنة باللفظ المذكور. قلت وإنما رواه ابن ماجة وأحمد وغيرهم عن وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ عَنْ عَمِّهِ أَبِى رَزِينٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «ضَحِكَ رَبُّنَا مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ وَقُرْبِ غِيَرِهِ». قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ يَضْحَكُ الرَّبُّ قَالَ «نَعَمْ». قُلْتُ لَنْ نَعْدِمَ مِنْ
¥