ذكر الذهبي – رحمه الله – أن عدة كتب سنن ابن ماجه اثنان وثلاثون كتاباً، ونقل عن أبي الحسن القطان قوله: في السنن ألف وخمسمائة باب.
والحقيقة أننا إذا نظرنا إلى عدد الكتب في الطبعة التي بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي –رحمه الله- وإذا بعدد الكتب سبعة وثلاثون كتاباً عدا المقدمة، وبالمقدمة يكون ثمانية وثلاثين كتاباً.
وأما عدد الأبواب فألف وخمسمائة وخمسة عشر باباً، وأما عدد الأحاديث فأربعة آلاف وثلاثمائة وواحد وأربعون حديثاً، ولذلك يكون العدد الذي ذكر عدداً تقريباً أو بسبب اختلاف النسخ.
وهذه الأحاديث التي تزيد عن الأربعة آلاف وثلاثمائة وواحد وأربعين حديثاً منها:
ثلاثة آلاف واثنان مخرجة عند بقية الخمسة – البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي -، أو عند بعضهم.
ومنها ألف وثلاثمائة وتسعة وثلاثون حديثاً زادها ابن ماجه على الخمسة، وهذه الأحاديث التي تربو على أل فوثلاثمائة منها أربعمائة وثمانية وعشرون حديثاً اعتبروها صحيحة، وستمائة وثلاثة عشر حديثاً ضعيفة، ومنها تسعة وتسعون حديقاً ما بين واه ومنكر ومكذوب.
وهذا فيما يظهر أنه بحسب تصحيح البوصيري لهذه الأحاديث، فإن الحافظ البوصيري ألف كتاباً سماه " مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"، وأورد الأحاديث التي زادها ابن ماجه على بقية الخمسة وحكم عليها، فبناء على أحكامه جاءت هذه الإحصائية.
أما ىالشيخ الألباني، فإنه أفرد الصحيح عن الضعيف في سنن ابن ماجه، وبحسب حاكم الألباني يكون عدد الأحاديث الضعيفة في سنن ابن ماجه لا يزيد على ثمانمائة حديثاً، ومن هذه الأحاديث الموضوعة حديث لا يشك في وضعه، وهو حديث في فضل قزوين ()، أورده ابن ماجه – ركمه الله -؛ لأن بلده قزوين.
مميزات الكتاب:
هذا الكتاب من مميزاته التي ذكرت وحمدت له أنه حسن الترتيب، وسرد الأحاديث فيه باختصار من غير تكرار.
يقول صديق حسن خان في كتابه " الحطة".
وهذا ليس في شيء من الكتب الستة بهذه الصورة. أي تحفظه على تكرار الأحاديث، حيث إنه لا يكررها في الغالب -، وإن كان مسلم – رحمه الله – يمكن أن يكون قريباً من هذا، فإن مسلماً لا يكرر الحديث في مواضع، وأما تكراره للحديث في موضع واحد، إن كان هذا هو مقصد صديق حسن خان، فنعم.
وللمزي مقولة بالنسبة لهذه الأحاديث الزوائد – أي التي يتفرد بها ابن ماجه عن بقية الخمسة – اتكأ عليها كثير من العلماء، حينما ذكر أن الغالب على ما ينفرد به ابن ماجه الضعف.
وأيضاً نقل هذا القول الحافظ ابن القيم – رحمه الله – في كتابه "زاد المعاد" () نقله عن ابي العباس ابن تيمية – رحمه الله – ونقل أيضاً في نفس الموضع عن المزي قوله: "وكتاب ابن ماجه إنما تداولته شيوخ لم يتنوا به، بخلاف صحيحي. " البخاري ومسلم"، فإن الحفاظ تداولوهما واعتنوا بضبطهما وتصحيحهما. قال: ولذلك وقع فيه أغلاط و تصحيف".
وسبب إيراد ابن القيم لهذه العبارة أن هناك حديثاً أشكل على ابن القيم فأخذ ابن القيم يناقش هذه القضية، ويشكك في أن الحديث جاءت عبارته هكذا صحيحة مستقيمة، بل يقول: إن الخطأ فيما يظهر من نفس رواة السنن لابن ماجه.
وأما ما ذكره عن المزي وأبي العباس ابن تيمية من أن الغالب على ما ينفرد به ابن ماجه الضعف؛ فهذا مؤداه إلى أن كثيراً من الأحاديث التي يتفردبها ابن ماجه ضعيفة؛ وهذا صحيح، فكون هناك جملة تصل إلى نحو ستمائة حديث أو أكثر من هذا بقليل، فهذا ولا شك عدد غير قليل.
ولكن لا يعني هذا أن جميع الأحاديث التي يتفرد بها ابن ماحه ليس فيها صحيح؛ لأن هناك من غلط وحكم على إطلاقه، وقد تعقب ابن حجر – رحمه الله تعالى – هذه المقولة، وقال ما معناه:
" بل هناك أحاديث نبهت عليها وهي صحيحة، وهي مما تفرد بها ابن ماجه – رحمه الله ".
وقد بينت قبل قليل في الأحصائية أن هذه الأحاديث الزائدة حوالي أربعمائة وثمانية وعشرين حديثاً صحيحاً، وذلك بناء على قول البوصيري، وإن كان هناك مجال للأنتقاد.
تنبيه:
¥