[إتحاف أولي النظر والعناية بتصحيح حديث ((أمتي مثل المطر)) رواية ودراية]
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[15 - 01 - 04, 07:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعدُ:
فهذا جزء في تخريج حديث: ((مثل أمتي مثل المطر، لا يدرى أوله خير أم آخره))، أسأل الله أن يجعله ذخرا لي يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلم سليم.
ورد من حديث أنس، وعمار، وعمران بن حصين، وابن عمرو، وابن عمر.
أولا: حديث أنس.
وله عنه طرق.
1 - حماد بن يحيى الأبح، عن ثابت، عنه.
أخرجه الترمذي في ((سننه)) (2869 – بتحقيقي)، وأحمد في ((مسنده)) (3/ 13، 143)، وابنه في ((العلل ومعرفة الرجال)) (5400، 5401)، والطيالسي في ((مسنده)) (2023)، وأبوالشيخ في ((الأمثال)) (330 – بتحقيقي)، والعقيلي في ((الضعفاء)) (1/ 332 – بتحقيق: السلفي)، وابن عدي في ((الكامل)) (2/ 246)، والرافعي في ((أخبار قزوين)) (1/ 447)، والقضاعي في ((مسند الشهاب)) (1352)، والبيهقي في ((الزهد)) (398).
قال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه.
قلت: حماد بن يحيى قال البخاري وابن المديني: " يهم في الشيء بعد الشيء ".
وقال ابن حبان: " يخطئ ويهم ".
وتابعه عبيد بن مسلم [صاحب] (1) السابري.
أخرجه الرامهرمزي في ((الأمثال)) (ص108، 109 – المكتبة الإسلامية).
وعبيد قال أبوحاتم – كما في ((الجرح والتعديل)) (6/ 3) –: " روى عنه أبوعاصم النبيل وهدبة بن خالد وأحمد بن زياد بن سيار السياري ".
وذكره ابن حبان في ((الثقات)) (7/ 158).
قلت: فمثله يكون أقل أحواله أنه صدوق.
وتابعهما يوسف بن عطية الصفار.
أخرجه أبويعلى (3717).
ويوسف بن عطية متروك.
وخالفهم حماد بن سلمة.
فرواه عن ثابت وحميد ويونس، عن الحسن، مرفوعا، مثله.
أخرجه أحمد في ((مسنده)) (3/ 143) ثنا الحسن بن موسى، عنه.
وتابع الحسن بن موسى، يوسف بن عبدة.
أخرجه ابن عدي في ((الكامل)) (7/ 166).
ويوسف هذا لين.
قال أحمد – كما في ((العلل ومعرفة الرجال)) (5400): " خطأ – أي: المرفوع –، إنما يروى عن الحسن ".
وكذا رجح ابن رجب في ((شرح علل الترمذي)) (2/ 692).
وهو كما قالا؛ حماد بن سلمة من أثبت الناس في ثابت.
واختلف على حماد، فرواه إبراهيم بن حمزة بن أنس عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما مثل أمتي كمثل ماء أنزله الله من السماء، لا يدرى البركة في أولها أو في آخرها)).
وإبراهيم هذا لم أقف على ترجمته.
فالصواب أنه مرسل من هذا الوجه.
وقد اختلف على الحسن والصواب أنه مرسل كما سيأتي.
2 - الحسين بن أبي زيد الدباغ، قال: نا عمر بن حفص، عن مالك بن دينار، عن الحسن عنه.
أخرجه الطبراني في ((الأوسط)) (4058).
والحسين أبي الدباغ لم أقف على ترجمته.
وقد اضطرب فيه فرواه عن عبيدالله بن تمام، ثنا يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أنس، به، مثله.
أخرجه ابن عدي في ((الكامل)) (4/ 331).
وعبيدالله بن تمام، قال أبوحاتم: " ليس بالقوي، روى أحاديث مناكير ".
وقال ابن عدي: " في بعض روايته مناكير، ولا يتابعه الثقات ".
والصواب أنه مرسل كما سبق.
3 - من طريق هشام بن عبيدالله الرازي، عن مالك، عن الزهري، عنه.
أخرجه الدارقطني – كما في ((التمهيد)) (20/ 254) –، وأبوالشيخ في ((الأمثال)) (331 – بتحقيقي)، والخطيب في ((تاريخ بغداد)) (11/ 113)، وابن عبد البر في ((التمهيد)) (20/ 254)، والخليلي في ((الإرشاد)) (2/ 653).
قال ابن حجر في ((اللسان)) (7/ 960): " ذكر الدارقطني في الغرائب أنه تفرد عن مالك، وأنه وهم فيه، وأنه دخل عليه حديث في حديث ".
4 - من طريق روح بن عبدالواحد، ثنا خليد بن دعلج، عن قتادة، عنه.
أخرجه ابن عدي في ((الأوسط)) (3/ 48).
روح بن عبدالواحد لين الحديث.
ودعلج ضعيف؛ ضعفه أحمد وابن معين وغيرهما.
وقال أبوحاتم: " صالح، ليس بالمتين في الحديث، حدّث عن قتادة أحاديث منكرة ".
¥