تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويا حبذا لو تذكر لنا لماذا ترجح أن الحسن البصري ليس مدلساً، مع العلم أن بن حجر في التقريب قال عنه أنه كان يرسل كثيراً ويدلس؟

وأرجوا أن لا تنساني أخي بالدعاء لي بالشفاء فأخوكم بحاجة الى الدعاء ,

وجزاك الله كل خير

ـ[ yousef] ــــــــ[12 - 02 - 04, 08:41 ص]ـ

الأخ الفاضل خالد الشابع حفظه الله

حسب ما فهمت من كلامك أنك تظن أنني خلطت بين التدليس والعنعنة، إن كان فهمي صحيحاً فلا أدري كيف فهمت ذلك!

ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[14 - 02 - 04, 04:40 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم يوسف هذه إشارات حول هذه المسألة لعلها تفي بالغرض إن شاء الله تعالى.

1* لا أعلم أحدا قبل ابن حبان رحمة الله عليه ذكر الحسن بالتدليس، ولا يسعني الوقت الآن للبحث عن هذه المسألة.

2* التدليس عند الأئمة المتقدمين رحمة الله عليهم هو كل إيهام للسماع بين الراوي وشيخه، أيا كانت العلاقة بينهما، معاصرة بدون سماع، معاصرة مع سماع بعض الأحاديث، لا معاصرة بالكلية، راجع الجنس الخامس والسادس في معرفة علوم الحديث لأبي عبد الله الحاكم رحمه الله تعالى ص 108/ 109/110والله تعالى أعلم.

3* بين التدليس والإرسال عموم وخصوص مطلق عند الأئمة المتقدمين رحمة الله عليهم (بمعنى أن كل إرسال تدليس ولا عكس، فالتدليس أعم وينفرد عن الإرسال بأشياء)، السبب أني قلت هذا هو أن الأئمة رحمهم الله تعالى قد يطلقون كلمة تدليس على الإرسال، ولا ضير في عملهم، إذ اللغة لا تأباه، ففي الإرسال نوع إيهام من المُرسِل أنه سمع ممن فوقه، فتراهم بعض الأحيان يقولون دلسه فلان، وتكون الحالة التي بين المدلس وشيخه إرسالا على مقتضى تعريف الحافظ ابن حجر وغيره رحمة الله عليهم، مثال ذلك: الأعمش، قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم في المراسيل ص 82 سمعت أبي يقول لم يسمع الأعمش من أبي صالح مولى أم هانىء، قيل له إن ابن أبي طيبة يحدث عن الأعمش يحدث عن أبي صالح مولى أم هانىء، فقال: هذا هو، مدلس عن الكلبي.

فتأمل أخي الكريم، ذكر الأعمش في كتاب يتكلم عن المرسلين، والأعمش لا يصح سماعه من أبي صالح عند أبي حاتم رحمه الله، فهذا داخل في الإرسال على مقتضى تعريف الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى.

ولو تأملت باقي كلام الأئمة في الأعمش رحمه الله في المراسيل لوجدت أن حقيقة ذلك كله إرسال لا تدليس، ثم لو نظرت فيما قاله الحافظ رحمه الله فيه لوجدته اقتصر على أنه مدلس، والله تعالى أعلم.

3* من قيل إنه مدلس كان ذلك مدعاة لنا للشك في حديثه إذا لم يقل حدثنا وأخبرنا وسمعت، لا فرق عندنا بين أن يروي عن تابعي صغير أو كبير أو صحابي والله أعلم (أذكر هذا من حيث الجملة)

4* الكلام حول الحسن رحمه الله تعالى يختص في روايته عن الصحابة لا غير، وقد قلت لكم فيما سبق أن حديثه عن التابعين لا أعلم إماما نظر في عنعنته وبحث فيها، فإذا كان مدلسا على حد زعم من يقول ذلك فعلى أي أساس نمرر عنعنته مع التابعين ومن ثَمَّ نتوقف فيها مع الصحابة رضي الله تعالى عنهم، لهذا ذكرت في الفقرة السابقة عدم التفريق بين التابعي الصغير والكبير والصحابي ليُعلم أن التدليس واحد والعنعنة واحدة وليس احتمالها بينه وبين التابعي بأولى من احتمالها بينه وبين الصحابي.

أذكر لكم أمرا آخر وهو أن الإمام البخاري رحمه الله تعالى خرج في صحيحه حديث الحسن عن أنس بن مالك وعمرو بن تغلب ومعقل بن يسار رضي الله تعالى عنهم وهذا دليل على أنه يرى اتصالها جميعا، وكثير من الأئمة رحمة الله عليهم يؤيد كلامهم عمل البخاري رحمه الله تعالى، و الذي أود الإشارة إليه أني لا أعلم أحدا يتوقف في روايته عنهم إذا كانت بالعنعنة لاحتمال أن تكون مدلسة مما يبطل دعوى التدليس فيه والله تعالى أعلم.

5* إذا انضم إلى ما ذكرت لكم ما عرفتموه من أن تصريحه بالسماع مرة واحدة من أبي بكرة رضي الله عنه دليل على سماعه بالجملة لكل حديثه عرفتم أن المسألة إرسال لا تدليس، إذ المدلسين ما من أحد منهم إلا وسمع من شيخه الكثير فهل نحكم له باتصال جميع حديثه، بالطبع لا، و إلا ما كنا قلنا إنه مدلس والله أعلم.

المسامحة على التقصير فهذا ما أسعفني فيه الوقت، أسأل الله تعالى أن يفي بالغرض.

أخوكم أبو بكر بن عبد الوهاب.

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 02 - 04, 06:08 ص]ـ

الأخ أبو بكر بن عبد الوهاب

إن كنت تريد نفي التدليس عن الأعمش فقد أبعدت النجعة كثيراً. فهو مدلس مشهور جدا بالتدليس، وكان يتعمده. وله في ذلك حيل مشهورة. وهو مقل عن بعض شيوخه كابراهيم ومكثر عن بعضهم كمجاهد.

أما قولك عن الحسن البصري بأن مجرد ثبوت سماعه لحديث من شيخه يكفي لإثبات سماع كل حديثه عن ذلك الشيخ، فيرد عليه قول البيهقي 5/ 269: أكثر الحفاظ لا يثبتون سماع الحسن من سمرة غير حديث العقيقة. اهـ. فهم يثبتون سماعه لحديث العقيقة، ولا يطردون الأمر لباقي حديثه عن سمرة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير