ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[18 - 02 - 04, 08:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم ظافر آل سعد جزاكم الله تعالى خيرا
لو تأملتم كلام ابن المديني رحمه الله تعالى لتبين لكم أن كبار الأئمة النقاد رحمة الله عليهم قالوه.
جاء في صحيح البخاري رحمه الله تعالى 3/ 231 قال أبو عبد الله قال لي علي بن عبد الله إنما ثبت لنا سماع الحسن من أبي بكرة بهذا الحديث.
أي سماع النسخة كاملة والله أعلم.
أخوكم أبو بكر بن عبد الوهاب.
ـ[ظافر آل سعد]ــــــــ[19 - 02 - 04, 06:23 م]ـ
الأخ الكريم أبو بكر ..
ما عن هذا سألتك ..
أنت حكيت خلافا في مسألة أصلية مهمة من مسائل علم الحديث , وهي حديث الراوي المعروف بالإرسال , هل لا بد من تصريحه بالسماع من شيخه في كل الأحاديث , أو يكفي تصريحه بالسماع منه مرة واحدة لتحمل باقي أحاديثه عنه على الاتصال؟
ونقلت في ذلك مذهبين:
الأول للدارقطني: وهو أنه يجب أن يصرح في كل أحاديثه بالسماع لنثبتها له.
الثاني للبخاري وشيخه ابن المديني: أنه يكفي التصريح في حديث واحد.
........................
أقول: أما طريقة البخاري وشيخه فمعروفة , ويظهر أنها طريقة لعامة أهل الحديث. وفي هذا بحث معروف.
لكن المنكر الذي لم أر من قال به قبلك هو ما نسبته إلى الدارقطني , ونصبت فيه الخلاف بينه ويين غيره.
فالسؤال: هل نسب هذا إلى الدارقطني أحد؟
ومن نافلة القول أنه لا يمكن استنباط مذهبٍ من جزئية واحدة.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[20 - 02 - 04, 05:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم ظافر آل سعد سدد الله خطاكم ونفعني بعلمكم
1* أنا لا أقصد جعل الخلاف في مسألة من أصول هذا العلم الشريف ـ (بالطبع حُقَّ لكم هذا الاستدراك لأن عبارتي لم تكن محكمة بل كانت قاصرة وهذا شأن البشر) ـ ومسألة الإرسال بأصلها لا يصح أن يُحكى فيها هذا الخلاف، إذ عامة أهل هذا الشأن رحمة الله عليهم عندما يطلقون الإرسال يعنون به رواية الراوي عمن لم يلقه، فإذا ثبت لقاؤه وسماعه (ولو مرة واحدة) لم يكن مُرسِلا أصلا حتى يُحكى فيه مثل هذا الخلاف
2* أخي ظافر، عندما قلتُ: الخلاف خلاف أصل لا فرع إنما أردت أن الخلاف بين علي بن عبد الله المديني رحمه الله تعالى و أبو الحسن الدارقطني رحمه الله هو خلاف أصل من حيثُ قاعدة سماع الحسن، لا خلاف فرع من حيثُ الحكم على حديث بعينه كحديث لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة، ولهذا لما أجبتكم ذكرت لكم كلام ابن المديني رحمه الله.
3* أما قولكم عن نسبة هذا القول إلى الدارقطني رحمه الله منكر فهذا رأي لكم، وسأذكر ما يرتبط في هذه المسألة:
أقول: الإمام أبو الحسن الدارقطني رحمه الله تعالى لا يصحح من سماع الحسن لسمرة رضي الله عنه غير حديث العقيقة، قال في السنن بعد حديث السكتتين: الحسن مختلف في سماعه من سمرة (رضي الله عنه) وقد سمع منه حديثا واحدا وهو حديث العقيقة فيما زعم قريش بن أنس عن حبيب بن الشهيد.
قوله فيما زعم قريش يعني فيما قال قريش والله أعلم.
وقول قريش أخرجه البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه قال حدثني عبد الله بن أبي الأسود حدثنا قريش بن أنس عن حبيب بن الشهيد قال أمرني ابن سيرين أن أسأل الحسن ممن سمع حديث العقيقة فسألته فقال من سمرة بن جندب (رضي الله عنه).
أقول: لاحظ أن ما ذكره قريش بن أنس ...... لا تحديدَ فيه لمسموعات الحسن من سمرة (رضي الله عنه) لنحصرها بحديث العقيقة، إنما يبين سماعه لحديث العقيقة فقط، ثم لاحظ أن أبو الحسن رحمه الله لم يثبت للحسن سماعَ غيرِ حديث العقيقة؛
السؤال الهام، لماذا أبو الحسن رحمة الله عليه لم يُثبت له سماعَ باقي حديثه عن سمرة رضي الله تعالى عنه؟
أقول: لما أعل أبو الحسن رحمه الله حديث الحسن عن أبي بكرة قال: الحسن من عادته أن يروي عن الأحنف عن أبي بكرة رضي الله عنه، بمعنى أنه أعل رواياته بذكر واسطة بينهما اعتاد الحسن أن يسميها، وانضمَّ إلى كثرة روايته عن الأحنف عن أبي بكرة رضي الله عنه عدمُ تصريحه بالسماع، مما قدح في ذهن أبي الحسن الدارقطني رحمه الله أن هذه الأحاديث غير مسموعة للحسن.
الذي أقوله الآن:
أبو الحسن رحمه الله لا يصحح غير سماع حديث العقيقة ولا يذكر واسطة يعل بها هذه النسخة ـ طبعا مع تضلعه في تعليل الأسانيد ببعضها ـ ولو كانت عنده واسطة لما قصَّر بذكرها، وأنا في حدود ما أعلم لم أقف على واسطة من الممكن أن تعل بها رواية الحسن عن سمرة رضي الله عنه، وإن كانت عندك فأفدني بذلك.
إذن ما هو سبب رد أبي الحسن رحمه الله لباقي حديث الحسن عن سمرة رضي الله تعالى عنه؟
الذي تبين لي أن الدارقطني رحمه الله لا يثبت للحسن إلا ما صرح بسماعه، ولا أجد غير هذا التعليل، وإن كان عندكم ما يرد هذا أرجعُ عما ذكرت، أما أن يقال هذه مسألة جزئية بدون توجيه كلام الأئمة وأحكامهم فهذا محض تحكم، وأما أن تلزمني بقول الدارقطني رحمه الله ـ أعني سماع حديث العقيقة فقط ـ بدون دليل فهذا ما لا أقبله.
وجزاكم الله تعالى خيرا
أخوكم أبو بكر بن عبد الوهاب.
¥