تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد رواه عن الفضيل أبو بكر الحميدي في رواية عبدالله بن أحمد بن أبي مسرة عنه. وهو ممَّا تفرَّد به ابن أبي مسرة عن الحميدي، والصحيح في رواية الحميدي ما رواه الدارمي – وهو ثقةٌ ثبت، إمامُ أهل زمانه – عنه عن الفضيل عن عطاء عن طاوس عن ابن عباس عن النبي – صلى الله عليه وسلم - مرفوعاً ((لا ذكر لسعيد بن جبير فيه)).

وابن أبي مسرة غير مشهور بالرواية عن الحميدي؛ فالدارمي أكثر منه رواية عنه، كما أنَّ هذا الوجه هو الموافق لرواية الجماعة من أصحاب الفضيل، فيُقدَّم حينئذٍ ويكون هو الوجه الصحيح عن الحميدي؛ والله أعلم.

الطريق الثاني: رواه القاسم بن أبي أيوب عن سعيد عن ابن عباس قال: قال الله لنبيِّه {طهِّر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود} فالطواف قبل الصلاة. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الطواف بمنزلة الصلاة إلا أنَّ الله قد أحلَّ فيه المنطق، فمن نطق فلا ينطق إلا بخير)).

قال الحاكم بعد روايته: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وإنما يُعرف هذا الحديث عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير" وقال الذهبي في تلخيصه: ((إنما المشهور لحماد بن سلمة عن عطاء)).

قلت: مُراد الذهبي هنا ما أخرجه الحاكم عقبه (2/ 267) من طريق حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال الله لنبيّه {طهِّر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود} فالطواف قبل الصلاة.

وحماد قد اختلف في سماعه من عطاء، أهو قبل الاختلاط أم بعده؟

فنصَّ بعضهم بصحة سماعه منه قبل الاختلاط كابن معين في رواية الدوري عنه، وأبي داود، وابن الجارود، والطحاوي، وحمزة الكتاني وغيرهم (التهذيب 7/ 204 والكواكب النيرات ص325).

وذهب آخرون منهم العقيلي ونقله عن يحيى القطان (الضعفاء 3/ 339 وانظر التهذيب أيضاً) وابن معين في رواية أخرى عنه أن جميع من روى عنه كان في حال الاختلاط إلا شعبة والثوري (الكامل 5/ 362) ومنهم أيضاً عبدالحق الأشبيلي ذكره عنه في الكواكب النيرات.

والأشبه الجمع بين القولين بأنَّ حماد بن سلمة قد سمع من عطاء في الحالين، ولكن لم يتميِّز هذا عن هذا، وهو لا يتنافى مع نصوص أولئك الأئمة - إنْ صحت الرواية عنهم - وإلى هذا مال الحافظ في التهذيب (7/ 207) وكان قد رجح في التلخيص (1/ 248) القول الأول.

وعلى كلٍ؛ فإنَّ حماد بن سلمة قد تفرد به عن سائر أصحاب عطاء؛ والله أعلم.

أمَّا الحافظ في التلخيص فإنه قال (1/ 130): ((صحح الحاكم إسناده، وهو كما قال، فإنهم ثقات)) ثم قال بعد ذلك: ((إنها سالمة من الاضطراب إلا أني أظنَّ أنَّ فيها إدراجاً، والله أعلم)).

وهذا الإدراج يعني به قوله: ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم)).

خلاصة الحكم على الحديث:

يتلخص مما سبق أنَّ الحديث قد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما من طريق طاوس بن كيسان، وسعيد بن جبير.

أما طاوس بن كيسان فقد اختلف عليه فيه على أوجه، وأصحُّها رواية ابنه عبد الله بن طاوس، وإبراهيم بن ميسرة كلاهما عنه به موقوفاً، وهي التي صحَّحها الأئمة كما تقدَّم.

وأما سعيد بن جبير، فقد جاء عنه من طريقين اثنين، وفي كلا الطريقين كلام.

وتقدَّم أيضاً أنَّ من جعله من مسند عبد الله بن عمر فقد أخطأ، وخالف الجماعة الذين جعلوه من مسند ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين.

وفي الختام؛ اسأل الله جلا وعلا أنْ يجعل ما كتبته في هذا البحث خالصاً لوجهه الكريم، كما أسأله سبحانه وتعالى أنْ ينفع به كلَّ من قرأه، وأعان على نشره، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلِّم.

المصدر: http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?catid=73&artid=3331

ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[11 - 02 - 04, 09:25 ص]ـ

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=16648

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير