تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بأصل بل توبع؟ فبدأت أعمل، لكن خطر على بالي وأنا أعمل شيء، قلت: أجمع أحاديث ابن لهيعة في السنن الأربعة والمسانيد، مسند أحمد ومسند الطيالسي ومسند عبد بن حميد ومسند أبي يعلى .. أجمع حديث ابن لهيعة وأنظر، فبدأت فعلا أمر على كل هذه الكتب وأجمع حديثا حديثا لابن لهيعة، فطمعت أكثر، فقلت: أمر على كل الكتب المسندة .. ابن خزيمة وابن حبان والمستدرك والدارقطني والبيهقي، وبعدها الأجزاء الحديثية الصغيرة والكبيرة، كل حديث لابن لهيعة أكتبه في بطاقة، فتجمعت عندي أحاديث كثيرة جدا جدا للرجل، فقلت: أجمعها على المسانيد، مسند أنس مسند أبي هريرة مسند كذا، وبعدها أرتبها على طريقة " تحفة الأشراف "، وأبدأ في الحكم عليها حديثا حديثا، أنظر هل توبع ابن لهيعة على هذا الحديث أم لا، تفرد به أم لا، حديثا حديثا، بحيث - إذا انتهيت من هذه الدراسة – أنظر في النسبة المئوية، كم في المائة تفرد ابن لهيعة بهذه الأحاديث؟ فإن وجدت مثلا أنه في 70% تفرد، فهو على الضعف، فالرجل ضعيف، لأن أغلب أحاديثه تفرد بها دون الأئمة

المتقنين من أصحاب شيخه فلان الفلاني، وإذا وجدت أنه توبع من قبل ثقات على هذه الأحاديث فسيغلب على الظن أن الرجل لم يتفرد بأصل، بل توبع عليه، فبالتالي نستطيع أن نحكم على روايته بما يناسب الحال.

فأنا ما زلت في الجمع وحكمت على بعض الأحاديث من مسند أبي بن كعب ومسند أسامة بن زيد .. وأنا في مسند أنس، الآن، وهو مستغرق لكل الصحابة تقريبا، وهذه كانت طريقة المتقدمين، ابن حبان لما يقول: سبرت رواياته، كان السبر هي المقابلة، والنظر إلى أهل الطبقة، هل وافقوه أم خالفوه، لكن كان يميز هؤلاء أنهم كانوا حفظة، هذا السبر يكون بالذهن، في الحال يستحضر .. لكن نحن ما عندنا إلا الكتب و .. و .. فأنا أتعجب من الذي يقول: أنا سبرت حديث فلان الفلاني فوجدته كذا، ابن لهيعة لو الواحد أوقف عمره على أحاديثه لفني عمره وهو لم يجمع كل أحاديثه، لأنه بطبيعة الحال لم يصل إلى كل الأجزاء الحديثية المسندة في العالم، فمثلا في المكتبة الظاهرية مئات أو عشرات المئات من الأجزاء الحديثية التي لم تطبع حتى الآن، ومشحونة بالأسانيد وفيها أحاديث ابن لهيعة، فمتى يقال: أنا سبرت أحاديث الراوي الفلاني، وله مثل هذا الكم؟ وهذا ابن لهيعة رجل واحد، من عشرات المئات أو الألوف من الرواة، فالمسألة مرتقاها صعب، وأنا أسأل الله تبارك وتعالى أن يعينني على إتمام هذه الدراسة لابن لهيعة.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير