تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الترمذي: حديث حسن، ولا نعرفه من حديث الثوري، عن أبي إسحاق إلا من حديث أبي أحمد، والمعروف عند الناس حديث إسرائيل، عن أبي إسحاق، وقد روي عن أبي أحمد عن إسرائيل هذا الحديث أيضا، وأبو أحمد الزبيري ثقة حافظ. أهـ

أقولُ: تقدم أنه تابعه عبدالرزاق.

قال ابن حبان: سمع أبو أحمد الزبيري هذا الخبر عن الثوري، وإسرائيل،وشريك عن أبي إسحاق فمرة كان يحدث به عن هذا، وأخرى عن ذاك، وتارة عن ذا.

ورواه أحمد 2/ 24 و58 حدثنا وكيع. و2/ 95 حدثنا حجين بن المثنى. و2/ 99 حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير.

والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 298 حدثنا محمد بن خزيمة حدثنا عبد الله بن رجاء ح وحدثنا فهد حدثنا أبو نعيم.

خمستهم (وكيع، وحجين، ومحمد، وعبد الله، وأبو نعيم) قالوا:

حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: (رمقت النبي صلى الله عليه وسلم أربعاً وعشرين، أو خمساً وعشرين مرة يقرأ في الركعتين قبل الفجر، والركعتين بعد المغرب بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد).

ولفظ وكيع: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في الركعتين قبل الفجر، والركعتين بعد المغرب بضعاً وعشرين مرة، أو بضع عشر مرة …).

ورواه النسائي في المجتبى 2/ 170، وفي الكبرى (1064) والطبراني في الكبير (13564) من طريق الفضل بن سهل الأعرج.

والبيهقي 3/ 43 من طريق محمد بن إسحاق الصاغاني.

كلاهما (الفضل ومحمد) قالا: حدثنا الأحوص بن جواب، عن عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن إبراهيم بن المهاجر، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: (رمقت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين مرة يقرأ في الركعتين بعد المغرب، وفي الركعتين قبل الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد).

ولفظ الطبراني (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون …).

قال الدارقطني ـ كما في أطراف الغرائب والأفراد (3/ 424:3137) ـ: تفرد به إدريس بن الحكم، عن أبي الجواب، عن عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن إبراهيم، عن مجاهد. اهـ.

أقول: لم أجد من أخرج رواية إدريس المشار إليها، وهو لم يتفرد به كما ترى.

والأحوص بن جواب هو: الضبي أبو الجواب الكوفي:

قال ابن أبي خيثمة، عن ابن معين: ثقة. وسأله مرة أخرى فقال: ليس بذاك القوي. وقال عباس عن يحيى: ثقة. وقال يعقوب بن شيبة عن يحي: ثقة. وقال أبو حاتم: صدوق. وذكره ابن شاهين في الثقات، وقال ابن حبان: كان متقناً ربما وهم. و أخرج له مسلم توفي سنة 211هـ.

انظر: الجرح والتعديل 2/ 328 والثقات لابن شاهين 73 والثقات لابن حبان 6/ 89 تهذيب الكمال 2/ 288 ميزان الاعتدال 1/ 167 الكاشف 1/ 229 تهذيب التهذيب 1/ 167 تقريب التهذيب 96.

وعمار بن رزيق هو: الضبي التميمي أبو الأحوص الكوفي:

قال علي بن المديني، وابن معين، وأبو زرعة: ثقة. وقال أبو حاتم: لابأس به. وقال النسائي والبزار: ليس به بأس. وقال أحمد: كان من الأثبات، وقال لوين: قال لي أبو أحمد الزبيري: لو اختلفتَ إليه لكفاك. وذكره ابن شاهين وابن حبان في الثقات. وقد أخرج له مسلم، ومات سنة 159.

انظر: الجرح والتعديل 6/ 392، والثقات لابن حبان 7/ 286 و الثقات لابن شاهين 228 وتهذيب الكمال 21/ 189 والكاشف 2/ 50 والميزان 3/ 164، تهذيب التهذيب 7/ 350 وتقريب التهذيب 407.

ورواه مسلم في التمييز 208 معلقاً عن إبراهيم النخعي عن مجاهد عن ابن عمر به.

قال ابن أبي حاتم في العلل 1/ 105:

سالت أبي عن حديث رواه أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم" أنه كان يقرأ في الركعتين قبل الفجر، والركعتين بعد المغرب بـ (قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد)؟

قال أبي: ليس هذا الحديث بصحيح، وهو عن أبي إسحاق مضطرب، وإنما روى هذا الحديث نفيع الأعمى، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ.

أقول: رواية نفيع ستأتي إن شاء الله.

وقال مسلم في التمييز ص 208:

وهذا الخبر وهم عن ابن عمر، والدليل على ذلك الروايات الثابتة عن ابن عمر أنه ذكر ما حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم من تطوع صلاته باليل والنهار، فذكر عشر ركعات، ثم قال وركعتي الفجر أخبرتني بها حفصة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين خفيفتين إذا طلع الفجر، وكانت ساعة لا أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فيها، فكيف سمع منه أكثر من عشرين مرة قراءته فيها؟

وهو يخبر أنه حفظ الركعتين من حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ.

... (ثم ذكر ما ثبت من إخبار حفصة له) ثم قال: إن رواية أبي إسحاق وغيره عن ابن عمر أنه حفظ قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وهم غير محفوظ. اهـ.

وقال محمد بن نصر كما في مختصر قيام الليل ص 84:

وهذا غير محفوظ عندي لأن المعروف عن ابن عمر رضي الله عنه أنه روى عن حفصة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الركعتين قبل الفجر، وقال تلك ساعة لم أكن أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فيها.اهـ

أقول: وفي عدم إخراج البخاري لهذا الحديث مع أنه على شرطه، وقد عقد في صحيحه باباً بعنوان (ما يقرأ في ركعتي الفجر)، ولم يذكر فيه سوى حديثي عائشة رقم (1170) وفيه ( .. ركعتين خفيفتين .. ) و (1171) وفيه ( .. يخفف الركعتين اللتين قبل الصبح حتى إني لأقول هل قرأ بأم الكتاب) ولم يذكر شيئاً في تعيين القراءة أشارة إلى أن هذا الحديث لم يصح عنده، وأنه معلول؛ فلذلك لم يخرجه، مع أنه أصل في هذا الباب. والله أعلم.

سيأتي إن شاء الله بقية الكلام على رواية ابن عمر ... وبقية الأحاديث.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير