تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

رابعا: حديث الزهري عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت لقد كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يقبلني إذا خرج إلى الصلاة وما يتوضأ. روي بألفاظ متقاربة كلفظ الأصل.

أقول وبالله التوفيق:

قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم رحمه الله تعالى (47) سألت أبي عن حديث رواه سعيد بن بشير عن منصور بن زاذان عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل إذا خرج إلى الصلاة ولا يتوضأ. فقال أبي: هذا حديث منكر لا أصل له من حديث الزهري ولا أعلم منصور بن زاذان سمع من الزهري ولا روى عنه، قال أبو محمد رحمه الله: وحفظي عن أبي رحمه الله أنه قال: إنما أراد الزهري عن أبي سلمة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم. قال أبو محمد: قلت لأبي ممن الوهم، قال: من سعيد بن بشير.

وكذا قال أبو الحسن الدارقطني رحمه الله تعالى (48) قال: تفرد به سعيد بن بشير عن منصور عن الزهري ولم يتابع عليه، وليس بقوي في الحديث، والمحفوظ عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم،كذلك رواه الحفاظ الثقات عن الزهري منهم معمر (49) وعقيل (50) وابن أبي ذئب (51)، وقال مالك عن الزهري في القبلة الوضوء ولو كان ما رواه سعيد بن بشير عن منصور عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة صحيحا لما كان الزهري يفتى بخلافه والله أعلم.اهـ

وقال الإمام الطبراني رحمه الله (52): لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا منصور تفرد به سعيد بن بشير. اهـ

ورواه عن الزهري بلفظ (كان يقبل وهو صائم) أسامة بن زيد (53) فجعله عن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها، ولا يصح فإن أسامة لا تقوم بها حجة إذا انفرد فكيف إذا خالف.

و رواه ابن أخي الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها، قال أبو الحسن الدارقطني رحمه الله (54) حدثنا عبد الباقي بن قانع نا إسماعيل بن الفضل نا محمد بن عيسى بن يزيد الطرسوسي نا سليمان بن عمر بن يسار مديني حدثني أبي عن ابن أخي الزهري عن عروة عن عائشة قالت: لا تعاد الصلاة من القبلة، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل بعض نسائه ويصلي ولا يتوضأ. قال أبو الحسن رحمه الله تعالى: خالفه منصور بن زاذان في إسناده. قلت: وابن أخي الزهري اسمه محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري أبو عبد الله لا يحتج به إذا انفرد فكيف وقد خالف، وسليمان بن عمر بن يسار لم أجده، والذي وقع في نسختي هكذا كما أثبته ابن يسار، والذي يبدو لي أنه مُصَحَّف والصواب سليمان بن عمر بن سيار، وعمر بن سيار هذا راوي هذا الحديث عن ابن أخي الزهري لا يحل الاحتجاج بخبره، قال الإمام العقيلي رحمه الله تعالى (55) عمر بن سيار الرقي عن ابن أخي الزهري، ولا يتابع على حديثه، ومن حديثه ما حدثناه محمد بن سنان الشَّيْزَرِي قال حدثنا سليمان بن عمر بن سيار قال حدثني أبي عن ابن أخي الزهري قال حدثنا الزهري عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن ينجو فليلزم الصمت، قال وهذا الحديث إنما يعرف بالوقاصي ليس هو من حديث ابن أخي الزهري، قال: وقد حدث عمر بن سيار هذا عن ابن أخي الزهري بما لا يعرف عنه ولا يتابع عليه. وقال الذهبي رحمه الله تعالى (56) عمر بن سيار عن ابن أخي الزهري ليس بالمتين، ثم ذكر كلام العقيلي رحمة الله عليه. و كذا الراوي عن سليمان بن عمر هو محمد بن عيسى بن يزيد الطرسوسي أبو بكر قال ابن حبان رحمه الله تعالى (57) دخل ما وراء النهر فحدثهم بها، يخطىء كثيرا.

ورواه عيسى بن يونس عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن عروة عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ثم يصلي ولا يتوضأ (58). قال أبو الحسن رحمه الله: هذا خطأ من وجوه، ولم يبين مكان الخطأ، قلت: وهو كما قال أبو الحسن رحمه الله، الوهم في إسناده ومتنه جميعا، والصحيح ما رواه عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل بعض نسائه وهو صائم (59). وعبد الرزاق من أثبت أصحاب معمر إن لم يكن أثبتهم (60)، ولا يخفى ذلك على المشتغلين بهذا الفن، ولو ثبتت هذه الرواية عن الزهري لما أفتى بخلافها، فليتأمل. قال الإمام أبو الحسن رحمه الله تعالى (61)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير