تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حدثنا الحسين بن إسماعيل نا أحمد بن إسماعيل ثنا مالك عن ابن شهاب أنه كان يقول من قبلة الرجل امرأته الوضوء. والله تعالى أعلم.

خامسا: حديث يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أم سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل ثم يخرج إلى الصلاة ولا يحدث وضوءا.

هذا الحديث رواه الإمام الطبراني رحمه الله تعالى قال حدثنا علي بن سعيد قال ثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي قال ثنا أبي قال ثنا يزيد بن سنان عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أم سلمة قالت ........ الحديث. (62). قال الطبراني رحمه الله: لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلا يزيد بن سنان، تفرد به سعيد بن يحيى الأموي عن أبيه.

قلت: هذا وهم، والصحيح عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم (63). وهو يوافق ما رواه الثقات عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله تعالى عنها (64). وقد اختلف على يحيى بن أبي كثير في هذا الحديث، فَصَّلَ القولَ فيه الإمام أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله تعالى (65). وعلى أي حال فالاختلاف فيه على يحيى لا يردُّ ما قلناه في هذا الحديث، إذ جميع الرواة عنه متفقون على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم. والذي أحسبه أن الحمل في هذا الحديث على يزيد بن سنان الرهاوي الراوي عن الأوزاعي، وهو ممن لا تقوم به حجة إذا انفرد عن الضعفاء فكيف وقد انفرد عن الأئمة الحفاظ الثقات!! قال الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله تعالى (66): فأما من تراه يعمد لمثل الزهري في جلالته وكثرة أصحابه الحفاظ المتقنين لحديثه وحديث غيره، أو لمثل هشام بن عروة، وحديثهما عند أهل العلم مبسوط مشترك قد نقل أصحابهما عنهما حديثهما على الاتفاق منهم في أكثره؛ فيروى عنهما أو عن أحدهما العدد من الحديث، مما لا يعرفه أحد من أصحابهما، وليس ممن قد شاركهم في الصحيح مما عندهم، فغير جائز قبول حديث هذا الضرب من الناس والله تعالى أعلم.

سادسا: حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض نساءه ثم صلى ولم يتوضأ ثم ضحكت.

روي هذا الحديث بهذا الإسناد بألفاظ متعددة، فقال قوم قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض نساءه ثم صلى ولم يتوضأ، وقال قوم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل إحدى نسائه وهو صائم، وقال قوم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ثم لا يتوضأ. وهذا بيان ما جاء في هذا الحديث من الاختلاف، والدليلُ على أن الصواب أنه صلى الله عليه وسلم كان يقبل نسائه وهو صائم.

أقول وبالله تعالى التوفيق:

روى هذا الحديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها وعن هشام رواه محمد بن جابر (67) والحسن بن دينار (68) قالوا جميعا كان يقبل ولا يتوضأ، غير أن الحسن بن دينار قال عن هشام بن عروة عن أبيه عروة بن الزبير أن رجلا قال سألت عائشة عن الرجل يقبل امرأته بعد الوضوء فقالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ...... الحديث. قال أبو الحسن رحمه الله: هكذا قال فيه أن رجلا قال سألت عائشة رضي الله عنها. قلت: وهذا لا يصح ألبتة ـ وهو خلاف ما تقدم عن محمد بن جابر ـ لا سيما إذا عرفت أن الحسن بن دينار متروك وكذبه البعض (69).

وقد خالفهم (أي محمد بن جابر والحسن بن دينار) أبو أويس (70) وعبد الملك بن محمد (71) فذكرا الصيام والوضوء جميعا، قال أبو أويس ..... عن عائشة أنها بلغها قول ابن عمر في القبلة الوضوء، فقالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ثم لا يتوضأ. وقال عبد الملك بن محمد ...... عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلها وهو صائم وقال إن القبلة لا تنقض الوضوء ولا تفطر الصائم، وقال يا حميراء إن في ديننا لسعة. وقال إسحاق أخشى أن يكون غلط، قال أبو محمد في المرة الأولى غلط. وأحسب أن الذي خشيه ابن راهويه رحمه الله هو الخطأ في إدخال الوضوء على الصيام والله تعالى أعلم. وذكره أبو الحسن الدارقطني رحمه الله تعالى عن ابن أبي داود ـ بالمعنى ـ من طريق عبد الملك بن محمد ...... عن عائشة رضي الله عنها

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير