تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مرفوعا ليس في القبلة وضوء (72).

وقد خالف جميع من ذكرنا من حفظه كحفظ عشرة من كل واحد منهم، فرواه مالك (73) ويحيى بن سعيد (74) وسفيان بن عيينة (75) و وكيع (76) واختلف عليه فيه وسيأتي إن شاء الله، وشريك (77) والفريابي (78) وأبو معاوية الضرير (79) قالوا جميعا عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم، كذا بألفاظ متقاربة.

أما حديث وكيع فرواه عنه حاجب بن سليمان (80) ......... عن عائشة قالت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض نساءه ثم صلى ولم يتوضأ، ثم ضحكت. قال أبو الحسن رحمه الله: تفرد به الحاجب عن وكيع ووهم فيه، والصواب عن وكيع بهذا الإسناد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم، وحاجب لم يكن له كتاب إنما كان يحدث من حفظه.

قلت: وقد خالف حاجبا الإمام أحمد أبو عبد الله الشيباني رحمة الله عليه (81)، و هو من هو في الحفظ والإتقان، شهد أئمة هذا الشأن على ذلك.

سابعا: حديث عطاء عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل ثم يصلي ولا يتوضأ. روي بألفاظ متقاربة.

أقول وبالله التوفيق:

رواه الإمام أبو الحسن الدارقطني رحمه الله تعالى من طريق غالب عن عطاء عن عائشة قالت ربما قبلني رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يصلي ولا يتوضأ (82) قال أبو الحسن رحمه الله: غالب هو ابن عبيد الله، متروك.

قال البخاري رحمه الله تعالى: منكر الحديث (83) وقال النسائي رحمه الله تعالى: متروك الحديث (84) وقال ابن الجوزي رحمه الله تعالى: غالب بن عبيد الله الجزري يروي عن عطاء، قال يحيى ليس بثقة، وقال الرازي والدارقطني متروك الحديث، وقال أبو الفتح الأزدي متروك الحديث لا يحل أن يروى عنه الحديث (85).

وقال ابن حبان رحمه الله تعالى: يروي المعضلات عن الثقات حتى ربما سبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها، لا يجوز الاحتجاج بخبره بحال، ....... روى عن نافع عن ابن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ولا يعيد الوضوء (86).

ورواه الدارقطني رحمه الله تعالى من طريق أبي بدر عن أبي سلمة الجهني عن عبد الله بن غالب عن عطاء عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل بعض نسائه ثم لا يحدث وضوءا (87). قال أبو الحسن: قوله عبد الله بن غالب وهم، وإنما أراد غالب بن عبيد الله، وهو متروك، وأبو سلمة الجهني هو خالد بن سلمة ضعيف وليس بالذي يروي عنه زكريا بن أبي زائدة. كذا عند الدارقطني في المطبوع.

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى (88): قال الدارقطني: وهم أبو بدر في اسمه فقلبه وإنما هو غالب بن عبيد الله العقيلي، وهو متروك الحديث.

ورواه أبو الحسن رحمه الله من طريق الوليد بن صالح نا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم الجزري عن عطاء عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل ثم يصلي ولا يتوضأ (89). قال أبو الحسن رحمه الله: يقال إن الوليد بن صالح وهم في قوله عن عبد الكريم، وإنما هو حديث غالب، ورواه الثوري عن عبد الكريم عن عطاء من قوله وهو الصواب ..... والله أعلم.

وقول عطاء رواه أبو الحسن رحمه الله من طريق عبد الرحمن نا سفيان عن عبد الكريم الجزري عن عطاء قال ليس في القبلة وضوء (90). قال أبو الحسن: وهذا هو الصواب.

ورواه من طريق الجزري أبو بكر البزار رحمه الله تعالى قال حدثنا إسماعيل بن يعقوب بن صبيح ثنا محمد بن موسى بن أعين ثنا أبي عن عبد الكريم الجزري عن عطاء عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل بعض نسائه ثم يصلي ولا يتوضأ (91).

وقد دافع الزيلعي رحمه الله تعالى عن هذا الحديث كثيرا كما في نصب الراية وتكلم عن ثقة رجاله بما لا حاجة لذكره، ثم قال: قال عبد الحق بعد ذكره لهذا الحديث من جهة البزار لا أعلم له علة توجب تركه ولا أعلم فيه مع ما تقدم أكثر من قول ابن معين حديث عبد الكريم عن عطاء حديث رديء محفوظ، ثم قال (أي الزيلعي) رحمه الله: وانفراد الثقة بالحديث لا يضره، ثم ذكر الرواية الموقوفة من طريق ابن مهدي عن الثوري عن عبد الكريم عن عطاء، ثم أجاب عنها بأن الذي رفعه زاد والزيادة مقبولة والحكم للرافع، ثم قال ويحتمل أن يكون عطاء أفتى به مرة ومرة أخرى رفعه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير