تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ابن معين]ــــــــ[04 - 03 - 04, 12:33 ص]ـ

وجزاكم الله خيراً أخي ماهر، وأشكر لكم تهنئتكم، والعقبى لكم إن شاء الله في الدنيا والآخرة. وما طلبتموه من بيان موقف ابن معين في جرح الرواة ونسبته إلى التشدد في ذلك فهو مهم، ويقع الخطأ في التطبيق فيه كثيراً، وأسأل الله أن ييسر الوقت لذلك.

وقد أجدتم في تخريج الحديث والكلام على رواياته وبيان علله.

لكن لي وقفة يسيرة في رواية حبيب بن أبي ثابت عن عروة، وتعيين من هو عروة؟

فقد رجحتم أن عروة في هذا الحديث هو المزني وقلتم: (الذي رجحه الأئمة المعتبرون هو أنه المزني وهو مجهول لا يعرف، ولا يغتر بقول من قال إنه ابن الزبير).

وقد تأملت أدلتكم على تعيين أنه المزني فلم أجد دليلاً قوياً يدل على ما رجحتم!

ولا يكفي إثباتكم أن من نسب عروة في هذا الحديث فقد أخطأ، وأن الصحيح في الروايات هو أنه لم ينسب، فيبقى الدليل على إثبات أنه المزني؟

نعم ذكرتم رواية عبدالرحمن بن مغراء عن الأعمش أنه قال حدثنا أصحاب لنا عن عروة المزني .. لكن ضعفتم روايته، وأجدتم في ذلك.

وذكرتم كلام أبي داود حيث قال: (ورُوي عن الثوري قال: ما حدثنا حبيب إلا عن عروة المزني، يعني لم يحدثهم عن عروة بن الزبير بشيء).

ثم عارضتم كلام الثوري بكلام أبي داود _ على ما فهمتموه _ وهو أن أبا داود يرجح تصحيح سماع حبيب من عروة بن الزبير!!

على أن أ باداود قال: (رُوي عن الثوري). وهذا لم يسنده أبوداود، فلا يمكن الحكم عليه!

هذا ما يمكن الاستدلال به على أن عروة هو المزني، وقد رأيتم ما فيه.

والذي يظهر لي هو أن عروة في هذا الحديث هو ابن الزبير، لقرائن كثيرة، منها:

1_ أن الأصل في عروة من الرواة إذا لم يُنسب أنه ينصرف لعروة بن الزبير، لأنه أشهر من تسمى بهذا الاسم كما لا يخفاك.

2_ أن عروة في هذا الحديث يروي عن عائشة رضي الله عنها، والغالب في رواية عروة بن الزبير هو عن عائشة رضي الله عنها.

3_ أنه جاء في الحديث قول عروة لعائشة: (فقلت لها: من هي إلا أنت؟! فضحكت). ومثل هذا الكلام لا يمكن أن يقوله لعائشة إلا عروة بن الزبير لأنها خالته.

4_ أن حبيب بن ثابت روى عن عروة حديثين آخرين سوى هذا الحديث.

فمنها حديث المستحاضة: وقد نسب عروة بأنه ابن الزبير في بعض الطرق، وممن نسبه عبدالله بن داود ومحمد بن ربيعة ووكيع بن الجراح فيما رواه عنه محمد بن سعيد العطار وعلي بن محمد.

والحديث الآخر: هو الذي ذكره أبوداود وتعقب به على الثوري، وفيه نسبة عروة أنه ابن الزبير، وإن لم ينسب في مصادر أخرى.

5_ أن الأئمة المتقدمين لم يعلوا الحديث بجهالة عروة لأنه المزني، وإنما أعلوه بالانقطاع بين حبيب بن أبي ثابت وعروة بن الزبير، ففيه إشارة إلى أن من أعل الحديث بهذه العلة أنه يرى أن عروة في هذا الحديث هو عروة بن الزبير.

وقد أخرج إسحاق بن راهويه الحديث في مسنده في باب: (ما يروي عروة بن الزبير عن خالته عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم)، وكذا فعل البزار فيما يتعلق بحديث المستحاضة، وهو ما أفهمه أيضاً من صنيع أبي داود لما عقب على كلام الثوري كما أوضحته في التعقيب على الموضوع الآخر (رواية حبيب بن أبي ثابت عن عروة).

والله أعلم.

تنبيه: كتبت تعقيباً على الموضوع الآخر وقد تكررت الكتابة، ومع ذلك لم يرتفع الموضوع، فلا أدري ما السبب!

ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[04 - 03 - 04, 11:31 ص]ـ

جزاكم الله تعالى خيرا أخي الكريم ابن معين

عندما بدأتُ تخريج الحديث وقفت كثيرا عند رواية حبيب عن عروة

بعد البحث في هذه الرواية وصلت إلى جزم بضعفها تحت احتمالين الأول الانقطاع بناء على أن عروة هو ابن الزبير، والثاني مبناه جهالة عروة على أنه المزني.

ثم انطلقت للتوسع فوجدت شبه اتفاق على أن حبيبا لم يسمع من عروة، ورأيت الترمذي ذكر قول البخاري رحمه الله تعالى عقب هذا الحديث بأن حبيبا لم يسمع من عروة مما يستدل به إلى إرادة الانقطاع ويلزم من هذا أن عروة هو ابن الزبير.

ثم وجدت أن الثوري جزم بأن حبيبا لم يسمع من عروة بن الزبير شيئا ثم وجدته قال أنه لم يحدثهم عن عروة بن الزبير شيئا إنما حدثهم عن عروة المزني، ثم وجدت يحيى بن سعيد شهد على الثوري أنه كان أعلم الناس بهذا الحديث، ثم قلتُ في نفسي: الثوري من أعرف الناس بحبيب، وقد أكد بأنه لم يسمع عروة وبأنه روى عن المزني، فقلت معه زيادة علم عن غيره (وله ذلك بحكم روايته عن حبيب) مما قوّى عندي أنه المزني كما قال، ثم لم أجد عروة منسوبا في رواية نظيفة اتفق عليها عن حبيب مما دعاني للقول بأنه المزني.

لكن الحال أني في الحقيقة لم أتنبه إلى أن أبا داود روى قول الثوري معلقا، فبنيت عليه دون دراسة متأنية له، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

بحثت الآن عن قول سفيان الذي علقه أبو داود فلم أجده مسندا وسأحاول مرة أخرى.

أخي ابن معين جزاك الله خيرا، وسأراجع نفسي مرة أخرى في رواية حبيب عن عروة، لكن أحتاج إلى وقت، ثم سأرجع إلى ما قصَّرتُ فيه، وهو دراسة أحاديث حبيب عن عروة وهل يصح في أحدها عروة منسوبا، فإن صح ذلك فبه، لكنها تبقى منقطعة وهذا ما أرانا نتفق عليه إن شاء الله تعالى.

أخوكم ماهر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير