تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تقريظ كتب الشيخ أحمد شحاته السكندرى]

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[16 - 03 - 04, 12:52 ص]ـ

تقريظ كتب الشيخ أبى محمد السكندرى الألفى

بقلم / ابن الشيخ وبكر أولاده محمد أحمد شحاته

الحمد لله العزيز الوهاب. القاهر الغلاب. والصلاة والسلام على نبىِّ الله صلَّى الله عليه وسلَّم المبعوث بأفصح خطاب. وعلى آله وصحبه ذوى الشمائل الغرِّ ومكارم الأخلاق والآداب.

وبعد .. يقول ابن الشيخ وبكر أولاده محمد أحمد شحاته:

لم ينثر والدى الشيخ أبو محمد أحمد شحاته السكندرى من كنانة علمه إلا النزر اليسير. فى تواليفٍ كأنَّها الخرائد. وتصانيفٍ أبهى من القلائد فى نحور الولائد. وضعها فى فنونٍ مختلفةٍ وأنواع. وأودعها ما شاء من إتقانٍ وإبداع. فكم من تصنيف له رائعٍ فائق. يحمل من نظر فيه على النطق بلسانٍ وامقٍ:

تصنيفُ أبى محمَّدٍ من أرْعَاه مُقْلَتَه ودَّتْ جوارحُه لو أصبحتْ مُقَلا

فالدرُّ يصفرُّ لاستحسانِه حَسَدَا والوردُ يحمرُّ من إبداعِه خَجلا

فكتبُهُ فى الحديث ظاهرُها ديباجٌ مرقوم. وباطنُها لؤلؤٌ منظوم. تشهدُ له بأذلقِ لسانٍ. وأصدقِ بيانٍ. أنه أبو عُذْرتِها. ومالكُ جملتِها. وقادمة ُجناحِها. وصبا رياحها. فهى لواءٌ على الرؤوسِ مرفوع. وحلل سندسية تزرى بالوشى المصنوع. يتصرف فيها تصرَّف من إذا حاك الكلام طرَّز. وإذا جرى مع الأقران فاق وبرَّز. ومن تأملها وقد اشتملتْ حللَ البهاء. فوق أردية الثناء. نادى بلسانِ الأوَّه. يا أبا محمَّدٍ! لك الله .. لك الله.

فقد أبرز لطائف علوم الحديث وجلَّاها. فى صور العرائس الأبكار وحلَّاها. ببراعةٍ يصف لسانُ يراعها نفثات السحر. وبيانٍ كنضيد الجُمان أحاط بالجيد والنحر. لا زالت روضاتُ الفصاحة برشحاتِ أقلامِه زاهرة. وحدقاتُ ذوى الجدِّ والتشمير إلى بحرِه الزاخرِ ناظرة.

بحرٌ من العلمِ الغزيرِ خِضَمُّه طَامى العُبَابِ ومَالهَُ من سَاحِلِ

ولا زال طلبة العلم يرجعون إلى روايته الحديث بأسانيدمسلمٍ والجعفى. رجوع أهل الفقه إلى مالكٍ والشافعى. حتى ملأ المسامع والمجامع بيانُه. وسار فى نواحى القطر ذكرُه وشانُه. أدام الله على العز والارتقاء صعودَه. وأعلى على مر الأيام راياتِه وبنودَه.

ومراسلات الشيخ فى الإخوانيات لم تنسج على منوال. فهى أنموذجٌ فى الأدب الراقى ومثال. فمما كتبه إلى تلميذه وخريجه الشيخ أبى عبد الرحمن محمد بن مصطفى السكندرى المقيم بدولة الإمارات: ((كتابى إلى النجم الراقى فى المعالى. الواقى من داء الليالى. ومن لا زال النسيم فى البكور والعشيَّات. يُهدى إليه أزكى التحيات. ومن شموسُ معارفِه لا يعتريها كسوف. وقمرُ سعدِه بالغٌ حدَّ التمام فلا يخالطُه خسوف. ومن له لطفُ خلقٍ يسعى اللطفُ لينظرَ بهاءه. ورقيقُ شمائل يقفُ البيانُ متحيِّراً إزاءه.

حفظ الله على الدوام عُلاك. وأعاذك من الحسد وعافاك. وسلَّمك وحيَّاك. وحفظ دينك ودنياك. ووجَّه إليك وفودَ السلامة. وقلَّدك من العافية طوق الحمامة. وأمدَّك من الفضائل بالمزيد. ومن الأجل بالعمر المديد. وسدَّد بالتوفيق كلَّ_سهامِك. إلى مرامى أحلامِك.

يا فاضلاً قد جلَّتْ أبكارُ فكرته غرَّ المعانى بها فى أحسنِ الصُّورِ

لا زال يسمو إلى العلياءِ مرتقباً بسؤددِ مجدِه عالٍ على الزَّهرِ

ما فاضلٌ قطّ جاراه إلى أمدٍ فى الفضلِ إلا انثنى بالعىّ والحَصرِ

وسلامى إلى من رياضُ علمه بالأزاهير أنيقة. ودوحة فضله وارفة الظلال وريقة. ومن إذا مسَّ أقلام التحبير سجدت فى محاريب التحرير هُنالك. وتصرَّف فى الإجادة والإفادة تصرُّفَ مالك. وتزينت بدرر ألفاظه عقود المُلح. واتسع صدر قارئه وانشرح.

بنى داراً يحارُ الطرفُ فيها وتهواها المحاسنُ والمسرَّه

كأنَّ الجنَّةَ اشتاقتْهُ حتَّى له نزلتْ، أطالَ اللهُ عمرَه

نحن بحمد الله نتدانى إخلاصا. وإن تناءينا أشخاصا. فليس بضائرٍ تنائى الأشباح. إذا تقاربت الأرواح. فالأرواح جنود مجنَّدة. تعبر عما فى حنايا الأفئدة. وما بيننا من المودَّة لا تحدُّه مدَّة. ولا تخلق له جدَّة. وأنا أعيذها من التجديد. أو استدعاء المزيد. فلا الأفئدة عنها بحائدة. ولا المواصلة لها بزائدة.

نسيبى فى رأيى وعلمى ومذهبى __وإن باعدتنا فى الأصولِ المناسبُ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير