وفى روابة أبى يعلى وحده ((جعفر بن محمد))، ولعلها تصحيف، فهى خلاف الثابت عن الطيالسى فى ((مسنده)).
وهكذا قال الطيالسى ((جعفر بن عثمان))، فلعله نسبه إلى جده، كما قال أبو بكر البيهقى، وإلا فهو خلاف المحفوظ ((جعفر بن عبد الله بن عثمان))، كما رجحه البخارى فى ((التاريخ الكبير)) فقال: ((والقول ما قاله أبو عاصم)).
(الثانى) قال الفاكهى ((أخبار مكة)) (77): حدثنا محمد بن أبان ثنا عبد الله بن داود الخريبي عن جعفر قال: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ قَبَّلَ الْحَجَرَ ثُمَّ سَجَدَ عَلَيْهِ الحديث بنحو رواية أبى عاصم.
هكذا أبهمه الخريبى ((عن جعفر))، فلم ينسبه.
والصواب من هذه الأوجه الثلاث، هو ((جعفر بن عبد الله بن عثمان))، إذ باقى الأوجه ترجع إليه بنوع تأويلٍ.
فإذا بان ذلك ووضحت دلالته، علمت أن تضعيف الشيخ أبى إسحاق الحوينى للحديث فى ((تنبيه الهاجد)) (1/ 71) غير سديد، وكذلك جزمه بوهم الحافظ الهيثمى لتجويده طريق البزار بعيد عن النظر الممعن لأسانيد الحديث، واختلاف الرواة الثلاثة عليه، وإقامة أبى عاصم النبيل إسناده وإتقانه متنه.
وسياقة الشيخ للحديث من طريقى أبى عاصم وأبى داود معاً ((عن جعفر بن محمد المخزومى))، يدل على عدم ملاحظة الفارق الواضح بين إسناد أبى عاصم، وإسناد الطيالسى، فقد أقامه الأول فقال ((عن جعفر بن عبد الله بن عثمان))، وقال الثانى ((عن جعفر بن عثمان))، وليس كما نقل الشيخ. ولهذا توهم الشيخ أبو إسحاق أنه ((جعفر بن محمد بن عباد بن جعفر))، والصواب أن الحديث ليس له، وإنما هو لثقةٍ غيره كما أوضحناه!!.
والخلاصة، فهذا الحديث صحيح، وإسناد أبى عاصم غاية، وإليه المرجع وعليه الاعتماد فى تصحيحه، كما حكم له الحافظ الهيثمى ((مجمع الزوائد)) (3/ 241).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[14 - 01 - 05, 02:45 م]ـ
جزاك الله خيرا .. أبا محمد ..
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[15 - 01 - 05, 10:09 م]ـ
قال الشييخ منصور البهوتي في الروض المربع:
نقل الأثرم: ويسجد عليه
قال ابن قاسم في حاشيته:
أي نقل الأثرم صاحب الإمام أحمد عن الإمام أحمد أنه كان يقبله ويسجد عليه
ثم قال ابن قاسم رحمه الله: وتقبيله والسجود عليه مذهب الجمهور، وانفرد مالك ببدعية السجود عليه واعترف القاضي بشذوذه عنهم.
قال الشيخ سليمان العلوان في شرحه على الروض معلقا على وصف الإمام مالك السجود عليه بالبدعية:
فيه نظر فعله ابن عمر وابن عباس رواه عنهما الطيالسي وثبت عند الشافعي عن ابن عباس
فلا بأس بالسجود عليه لله رب العالمين.