تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَهُ، ثُمَّ صَلَّى بِنَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قُلْتُ لَهُ: مَنْ هَؤُلاءِ يَا رَسُولَ اللهِ؟، قَالَ: هَؤُلاءِ جِنُّ نَصِيبِينَ، جَاءُوا يَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ فِي أُمُورٍ كَانَتْ بَيْنَهُمْ، وَقَدْ سَأَلُونِي الزَّادَ، فَزَوَّدْتُهُمْ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: وَهَلْ عِنْدَكَ يَا رَسُولَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ تُزَوِّدُهُمْ إِيَّاهُ، قَالَ: فَقَالَ: قَدْ زَوَّدْتُهُمُ الرَّجْعَةَ، وَمَا وَجَدُوا مِنْ رَوْثٍ وَجَدُوهُ شَعِيرًا، وَمَا وَجَدُوهُ مِنْ عَظْمٍ وَجَدُوهُ كَاسِيًا، قَالَ: وَعِنْدَ ذَلِكَ نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَنْ يُسْتَطَابَ بِالرَّوْثِ وَالْعَظْمِ.

قلت: أبو زيد مجمع على جهالته عند أهل الحديث، ومخالفة روايته للأصول من القرآن والسنن الصحيحة، ولا يعرف إلا بهذا الحديث، وحديثه منكر لا يصح. وأما أبو فزارة العبسى راشد بن كيسان؛ فهو كوفى ثقة، له حديث فى ((صحيح مسلم)).

قال أبو أحمد بن عدى: ((سمعت ابن حماد يقول: قال البخاري: أبو زيد الذي روى حديث ابن مسعود أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ، وَمَاءٌ طَهُورٌ)) رجل مجهول لا يعرف بصحبة عبد الله. وروى علقمة عن عبد الله أنه قال: لم أكن ليلة الجن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال البخاري: حدثنا يحيى بن يحيى ثنا خالد بن عبد الله عن أبى معشر عن إبراهيم عن علقمة. قال البخاري: حدثنا بشر بن الفضيل ثنا داود عن عامر عن علقمة قال: قلت لعبد الله بن مسعود: أشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد منكم ليلة أتاه داعي الجن، قال: لا، ولكنا فقدناه ... الحديث. ورواه شعبة عن عمرو بن مرة قال فسألت أبا عبيدة: أكان عبد الله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن؟، قال: لا)).

وقال أَبو عيسى: ((وَأَبُو زَيْدٍ رَجُلٌ مَجْهُولٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ لا تُعْرَفُ لَهُ رِوَايَةٌ غَيْرُ هَذَا الْحَدِيثِ)).

وقال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (9/ 373/1721): ((أبو زيد مولى عمرو بن حريث. روى عن: عبد الله بن مسعود. روى عنه: أبو فزارة. سمعت أبا زرعة يقول: أبو زيد هذا مجهول لا يعرف، ولا أعرف اسمه)).

وقال ابن حبان: ((أبو زيد يروي عن ابن مسعود ما لم يتابع عليه، ليس يدري من هو، لا يعرف أبوه، ولا بلده، والإنسان إذا كان بهذا النعت ثم لم يرو إلا خبرا واحدا؛ خالف فيه الكتاب والسنة والإجماع والقياس والنظر والرأي يستحق مجانبته فيها ولا يحتج به)).

وقال أبو أحمد بن عدى: ((وهذا الحديث مداره على أبى فزارة عن أبى زيد مولى عمرو بن حريث عن ابن مسعود. وأبو فزارة مشهور، واسمه راشد بن كيسان، وأبو زيد مولى عمرو بن حريث مجهول ولا يصح هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو خلاف القرآن. وقد رواه ابن لهيعة عن حنش عن أبى هبيرة عن ابن عباس عن ابن مسعود شبه من هذا المتن، وهو غير محفوظ أيضاً)).

وأما مخالفة الحديث للثابت من الأحاديث والآثار الصحاح أن أحداً لم يشهد ليلة الجن مع رسول الله، لا ابن مسعود ولا غيره ففما يدل عليه، ما أخرجه مسلم (450) قال: حدثنا محمد بن المثنى ثنا عبد الأعلى عن داود عن عامر ـ يعنى الشعبى ـ قال: سألت علقمة: هل كان ابن مسعود شهد مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة الجن؟، فقال علقمة: أنا سألت ابن مسعود، فقلت: هل شهد أحد منكم مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة الجن؟، قال: لا، وَلَكِنَّا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَفَقَدْنَاهُ، فَالْتَمَسْنَاهُ فِي الأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ، فَقُلْنَا: اسْتُطِيرَ أَوِ اغْتِيلَ، فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا، إِذَا هُوَ جَاءٍ مِنْ قِبَلَ حِرَاءٍ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ فَقَدْنَاكَ فَطَلَبْنَاكَ، فَلَمْ نَجِدْكَ، فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ، فَقَالَ: ((أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ فَذَهَبْتُ مَعَهُ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ) قَالَ: فَانْطَلَقَ بِنَا،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير