فهذا أبو عيسى يقول عن حديث أبى موسى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ)): ((حديث غريب))، وقد أخرجه مسلم فى ((صحيحه)) بإسناد الترمذى ومتنه سواء.
قال أبو الحسين فى ((كتاب الأشربة)) (2062): حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة حدثنا بريد عن جده عن أبي موسى عن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ، وَالْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ)).
وأدلّ من هذا وأبين قول أبى عيسى: ((وَرُبَّ حَدِيثٍ إِنَّمَا يُسْتَغْرَبُ لِزِيَادَةٍ تَكُونُ فِي الْحَدِيثِ، وَإِنَّمَا يَصِحُّ إِذَا كَانَتِ الزِّيَادَةُ مِمَّنْ يُعْتَمَدُ عَلَى حِفْظِهِ، مِثْلُ مَا رَوَى مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ، ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ، صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ.
قَالَ: وَزَادَ مَالِكٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَرَوَى أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الأَئِمَّةِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)).
فهذا أبو عيسى يثبت أن الغرابة لا تنافى الصحة، ولربما جامعتها، كما فى حديث مالك بن أنس فى زكاة الفطر. وقد أخرجه البخارى فى ((الزكاة)) (1504) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، ومسلم فى ((الزكاة)) (984) قال: حدثنا يحيى بن يحيى كلاهما عن مالك عن نافع عن ابن عمر: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى النَّاسِ، صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
فهل بقى عندك شك أن الغرابة لا تعنى الضعف، وربما جامعت الصحة!!. أم تريد المزيد!!.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[12 - 04 - 04, 05:24 ص]ـ
أبا محمد وفَّقه الله
جزاك الله خيرا على هذا التوضيح لمعنى ((وثِّق)) عند الذهبي في الكاشف
الكلام هنا عن قوله ((غريب)) دون أي قيد وأنه يعني ((ضعيف))
وهناك دراسات حول الموضوع وليست مسألة مجازفات أبا محمد وفقك الله.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[12 - 04 - 04, 09:21 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة خالد بن عمر
أبا محمد وفَّقه الله
جزاك الله خيرا على هذا التوضيح لمعنى ((وثِّق)) عند الذهبي في ((الكاشف)).
الكلام هنا عن قوله ((غريب)) دون أي قيد وأنه يعني ((ضعيف))
وهناك دراسات حول الموضوع وليست مسألة مجازفات أبا محمد وفقك الله.
الحمد لله. نسترفده العون والسداد.
الأخ الكريم / خالد بن عمر
آمين. وجزاك الله خيراً، وبارك فيك، وأنعم عليك بالعلم النافع، وبصَّرك بمواقع الصواب.
يا أخى الكريم. لا يغيبن عنك، أنى أبادلك الحوار، وأنا أعلم أنه إفادة لى ولك ولجميع أحبابنا وإخواننا، ونسأل الله أن يكون عملى وعملك وعملُ جميع الإخوان ابتغاء وجه الله تعالى، وتحقيقاً لقوله تعالى ((ما أسألكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين)).
فهلا أفدتنى بتلك الدراسات إن وجدت!، وما كنت أتمنى أن تقول: أنها مجازفات. وفى قولى الآنف ((إنَّ الغرابة ربما جامعت الصحة)) معنىً ربما لم تلتفت إليه، وهو أنها لا تجامعها دوماً، وأما دلالة هذا المصطلح على الضعف، فمما يحتاج إلى تفصيل، سأبينه لك إن شاء الله تعالى.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[13 - 04 - 04, 02:11 ص]ـ
الشيخ أبا محمد وفقه الله
أنا أناقشك لأستفيد من علمك، وقد أخبرتك من قبل أني طويلب علم أو تلميذ يناقش شيخا فاضلا.
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الألفى
¥